"غدي نيوز"
تتسارع الخطى في مختلف دول العالم للتخفيف من ظاهرة الاحتباس الحراري، والهدف الحالي تخفيضها بنحو درجتين مئويتين في منطقة القطب الشمال،ي حسب اتفاقية باريس لعام 2015، لكن الوضع يستلزم أكثر من ذلك بسبب تسارع وتيرة ارتفاع درجات الحرارة.
وكان العلماء دقوا ناقوس الخطر من تقلص الجليد في هذه المنطقة منذ عقود، واشاروا أنها تتأثر بالحرارة بشكل أسرع من بقية الكرة الأرضية، ويتقلص الجليد في القطب الشمالي بمعدل سنتيمترين ونصف السنتيمتر خلال عشر سنوات، وأكثر من عشرة في شهر آب (أغسطس، وهذا معدل عال ويوحي بزوال المناطق المتجمدة في حياة أبنائنا وأظهر العلماء في صور مدارية التقطت عام 1979 تقلص الجليد بمعدل يصل إلى 34 ألف ميل مربع، أي ما يعادل مساحة الأردن.
ومع استمرار ارتفاع درجة حرارة الأرض التي ينحى بعض اللائمة فيها على البشر تكون الأحياء البرية أول من يدفع الثمن، وفي مقدمتها الدب القطبي والحيوانات الثديية الأخرى في القطب الشمالي، والأزمة تشمل الكائنات الحية الدقيقة والعوالق والطحالب تحت الجليد التي يؤثر زوالها على السلسلة الغذائية.
وتشير إحصائيات رحلات استكشافية إلى المنطقة إلى ان اعداد هذه الحيوانات بدأت تتناقص بشكل يهدد بانقراضها، وما يزيد الطين بلة تنامي حملات استكشاف بحثا عن مخزون جديد للنفط والغاز والمعادن والوقود الحجري، وحدوث التسربات النفطية من منصات وناقلات النفط في المناطق النائية، التي تترك آثارا مدمرة على البيئة البحرية، وما نراه اليوم على الصعيد العالمي هو ارتفاع في درجات الحرارة وذوبان الجليد، وبدلا من اعتبار ذلك إشارة تنبيه تراه شركات النفط فرصة استثمار للحفر في مناطق أبعد وأعمق، وهو مثار قلق لأن هذه المناطق بعيدة عن أي مساءلة قانونية.
وتبذل منظمة السلام الأخضر جهودا مضنية لوقف عمليات التفجير الزلزلي الذي تستخدمه شركات النفط لمسح قاع البحر، وهي تشدد على أن صوت هذه التفجيرات القوية تحت الماء يشوش على حركة الثديات واتجاهات سباحتها، كالحيتان التي تعتمد على الصوت في التواصل وإيجاد طريقها الجهود المبذولة لدرء خطر الاحتباس الحراري كبيرة، لكنها حسب العلماء غير كافية والخطر يتقدم بخطى أسرع من سرعة البشر، وفقا لـ "الجزيرة نت".