"غدي نيوز" – قسم الصحة
كما بات معلوما، بالاستناد إلى دراسات وأبحاث ومتابعات مستمرة من قبل مراكز أبحاث عالمية، يساهم تغير المناخ - وعلى نحو كبير - بتعرض الانسان إلى شتى أنواع الأمراض، ولا سيما منها، تلك التي يستعصي أحيانا علاجها، بسبب التغيّر الجيني في الجراثيم التي تتسبب بها.
وقد شهدنا في السنوات القليلة الماضية، انتشارا لأمراض يرجح العلماء أنها ناجمة عن تغير المناخ وتفاقم ظاهرة الاحترار العالمي، فارتفاع درجات الحرارة ساهم بزيادة الحشرات الناقلة للأمراض، كالملاريا وحمى الوادي المتصدع وحمى الضنك والحمى الشوكية وغيرها، فضلا عن عودة أمراض، مثل "إيبولا" في أفريقا، ومؤخرا عودة فيروس "زيكا" (ينتقل من خلال لسع البعوض) في العديد من دول أميركا الجنوبية، مع تسجيل حالات خارج القارة الأميركية.
دراسة سعودية
والجديد في هذا المجال، ما أكدته دراسة سعودية من أن تغير المناخ سيزيد من التحورات والتغيرات الجينية للمحتوى الجينومي للفيروسات والبكتيريا، ما سيؤدي إلى تفاقم المشكلة أكثر، وهذا - برأي القائمين على الدراسة - يتسبب في تعقيد الأمور خصوصا لجهة التشخيص الطبي والعلاج، وفي كارثة صحية عالمية لجهة عدم عمل الأدوية بشكل صحيح، بسبب هذه التحورات الجينية في الفيروسات والبكتيريا، الأمر الذي يتطلب وقتا لإنتاج أدوية جديدة قادرة على مواجهتها.
وفي هذا السياق، قال الباحث السعودي الدكتور عبد العزيزبن علي الربع، في لقاء مع فضائية "الحرة"، أن مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية تتضاعف لسببين اثنين: الأول، تحور البكتيريا وتغيّر محتواها الجيني بسبب التغيّر المناخي، وبالتالي يصبح المضاد الحيوي عديم الفائدة، والثاني يتمثل في أن تحور البكتيريا وتغيّر محتواها الجيني بسبب الإفراط في استخدام المضادات الحيوية بسبب ضعف مناعة البشر نتيجة التغيّر المناخي، وهي مشكلة معقدة يجب فيها مراعاة الأطراف المتحاربة كلها، والظروف المصاحبة لها.
تسارع التغير الجيني للفايروسات
تؤكد الدراسات الموثقة نتائجها، أنه إذا تراجع برد الشتاء تنتشر الأمراض، عازية السبب إلى التغيّرات الحاصلة، فتعاقب الفصول بانتظام، يقوي جهاز المناعة، لكن التقلبات الجوية القوية تضعف الجسم البشري وتمرضه، فضلا عن أن التنوع الجيني لفيروسات أمراض البرد يختلف من بلد إلى آخر في الوضع الطبيعي للمناخ.
أهم الأمراض المتعلقة بالتغيّرات المناخية، هي أمراض الصدر والحساسية والربو، وأمراض العيون، والأمراض الباطنية، وأمراض السرطان والكبد نتيجة الافراط في استخدام المبيدات الحشرية وناقلات المرض، وأمراض الحمّيات، مثل: الملاريا، حمى الوادي المتصدع، حمى الضنك، الحمى الشوكية، كورونا وغيرها.
ومن هنا، أكثر ما يؤرق العلماء حول العالم، يتمثل في كيفية تفادي أضرار هذا التغير على البشر، خصوصا إذا علمنا أن أهم الأمراض المتعلقة بالتغيّرات المناخية هي أمراض والحساسية والربو، وأمراض العيون، الباطنية، والسرطان، لا سيما وأنه مع كل تغير يصبح المضاد الحيوي المخصص لهذا المرض أو ذاك عديم الفائدة، وهذا ما يتطلب إيجاد بدائل مع تذبذب التغيير المناخي وتسارع التغير الجيني للفايروسات.