"غدي نيوز"
توصلت دراسة إلى أن أنواعاً من الدلافين تلجأ لاستخدام الإسفنج لحماية أنوفها أثناء عملية البحث عن الطعام لتعد تلك آلية جديدة توصلت إليها الحيوانات منذ القرن التاسع عشر.
وقام العلماء بتحليل البيانات التى جرى جمعها عن الدلافين مستطيلة الأنف الموجودة فى خليج القرش بأستراليا وذلك لوضع تصور حول تطور تلك المهارة عبر قرون من الزمن.
وتوصلت الدراسة إلى أن استخدام الإسفنج من الممكن أن يكون قد بدأ من خلال "حادثة كشف" فريدة وقعت ما بين المئة والعشرين إلى المئة والثمانين سنة الماضية.
ورأت الدراسة أيضا أن أمهات الدلافين كانت تعلم تلك المهارة لأبنائها.
وقد نشر هذا التحليل فى مجلة آنيمال بيهافيور أو "سلوك الحيوانات" وعمل على الاستفادة من دراسات ميدانية سابقة للتحقق من كيفية ظهور تلك المهارة بين عالم الدلافين وطرق محافظتها عليها.
وقالت آنا كوبس أستاذة علم الأحياء بجامعة نيو ساوث ويلز "كنا نظن أن السلوكيات التى تعرفنا عليها من واحدة من أمهات الدلافين ليست ثابتة إلا أنه ومن خلال النموذج الذي بين أيدينا يمكن أن نقول أن مهارة استخدام الدلافين للإسفنج يمكن أن يكون سلوكاً ثابتاً".
وخرجت الدراسة بطريقة جيدة لحساب إمكانية تعلم أبناء الدلافين لهذه المهارة ومن ثم تعليمها للأجيال القادمة.
ومن خلال وضع نموذج محاكاة على الكمبيوتر لظهور مهارة استخدام الإسفنج بين الدلافين تمكن فريق الدراسة من التعرف على السيناريوهات المختلفة التى قد تكون المهارة قد انتشرت من خلالها بين الدلافين خلال الأعوام الماضية.
ثم قارن الباحثون بعد ذلك نتائج المحاكاة تلك مع البيانات الميدانية فيما يتعلق بالعلاقة الوراثية بين الدلافين التى تستخدم تلك المهارة وذلك من أجل تحديد دور الأم فى تعليم صغارها كيفية تداول تلك المهارة.
وتوصلوا أيضا إلى أنه إذا كانت إمكانية تعلم الصغار لهذه المهارة قد تتفاوت فإن الدلافين التى تعلمتها كانت تحتاج إليها كمهارة تساعدها على العيش وبلوغ الأجيال القادمة.
يتيح النموذج أيضا للباحثين أن يقوموا بتجربة حسابية للزمن الذى ظهرت فيه تلك المهارة.
وقالت كوبس: "تظهر النتائج أن ابتكار الدلافين لهذه المهارة يرجع إلى فترة زمنية تتراوح بين ما لا يقل عن 120 إلى 180 عاماً وذلك فى أفضل تقدير إلا أنه ولسوء الحظ لم يتمكن النموذج من إعطائنا تقديراً لأقصى فترة زمنية لظهورها".
وتضع الدلافين الإسفنج على أنفها أثناء بحثها عن الطعام فى قاع البحر فيما يبدو أنها تستخدمه كحماية من الصخور والأصداف الحادة".
وقد كان مجتمع الدلافين فى خليج القرش بأستراليا يمثل نقطة الاتصال بين العلماء الذين كانوا يعكفون على دراسة ذلك المجتمع لعقود.