"غدي نيوز"
كشفت صحيفة "الإندبندنت البريطانية عن توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا قبل أسبوعين من إعصار "هارفي" الذي ضرب ولاية تكساس يوم الجمعة الماضي، ألغى فيه العديد من إجراءات الحماية من الفيضانات، والتي كانت تهدف للتأني في عملية استعادة البنية التحتية للأماكن التي دمرتها الفيضانات للحد من الخسائر في حالة حدوثها مرة أخرى.
وقالت "الإندبندنت" البريطانية أن ترامب ألغى عددا من تلك المعايير في محاولة للحصول على الموافقة على مشروعات البنية التحتية بسرعة أكبر، الأمر الذي أثار الجدل، خصوصا مع وعده بتفعيلها فقط في حالة وجود ضمانات بيئية، والتي بالفعل تم إلغاؤها في القرار.
يذكر أنها في عام 2015، قدم باراك أوباما إجراءات جعلت من الصعب بناء الطرق والجسور وغيرها من البنى التحتية في المناطق المعرضة للفيضانات، حتى تتمكن الحكومة من أن تأخذ خططا شاملة لمثل هذه المشروعات، تشمل تغير المناخ المفاجئ، وحتى تتحمل التغيرات المستقبلية.
وقال ترامب، الذي أعلن القرار في وقت سابق من الشهر الجاري: "سنقوم ببناء البنية التحتية بسرعة، وبأسعار رخيصة نسبيا، والتصريحات ستتم بسرعة كبيرة جدا"، وعلى الرغم من أن اللوائح الجديدة لم تدخل حيز التنفيذ بعد، إلا أن إجراءات الحماية تم إلغاؤها تماما، كما تم تحديد مهلة سنتان فقط للحصول على الإذن بتعمير البنية التحتية.
وفيما تعهد ترامب باستثمار تريليون دولار في اللوائح الجديدة، وهي الخطوة التي أشاد بها رجال الأعمال، ولكن عارضها بشدة علماء البيئة، حيث حذرت راشيل كليتوس من اتحاد العلماء المهتمين، وقالت لصحيفة الإندبندنت: "أظن أنها ستؤدي إلى نتائج أكثر تكلفة ومدمرة لهذه الفيضانات، كما تعد استهلاكا لا داعي له لأموال الضرائب إذا تم استثمارها في مشروعات سوف تدمر في لحظة".
وأضافت: "في الوقت الذي نشهد فيه مخاطر فيضانات متزايدة في العديد من الأماكن في أنحاء البلاد، بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر والأمطار الغزيرة وعوامل أخري، فإن العقل الطبيعي يقول أنه من الأفضل توجيه الجهود نحو منع الفيضانات".
وقالت راشيل: "سيكون من الخطأ الشديد إعادة البناء، دون الأخذ في الاعتبار مخاطر الفيضانات في المستقبل، في أعقاب مآسٍ رهيبة مثل ما يحدث في تكساس حاليا مع إعصار هارفي".
وما زالت العاصفة التي ضربت ولاية تكساس مساء يوم الجمعة الماضي في أشدها، وتسببت في وفاة خمسة أشخاص على الأقل، كما أمرت الحكومة بإجلاء ما لا يقل عن 50 ألف مواطن، تم إنقاذ ثلاثة آلاف منهم، فيما تواجه خدمات الطوارئ ضغطا شديدا، وما زال هناك المئات ممن لا يمكن إنقاذهم إلا عن طريق الجو أو القوارب، وفقا لــــ "بي بي سي".
كما وافق ترامب مساء أمس على إعلان حالة الطوارئ في ولاية لويزيانا المجاورة، ومن المقرر أن يزور تكساس اليوم الثلاثاء لمعرفة الأضرار، في محاولة لتمهيد الطريق أمام استخدام الأموال الفيدرالية في جهود الإغاثة.
بتصرف عن "مصريات" masreiat.com.