"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو
تنفس الناشطون في مجال الرفق بالحيوان الصعداء بعد أن وقع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قانون حماية ورعاية الحيوانات، لإيمانه بأن هذه القضية إنسانية وأخلاقية بالدرجة الأولى، فضلا عن أن ما نواجه من استهتار وعبث وتعديات على البيئة وكائناتها، يتطلب إجراءات حازمة.
لكن لم يتسنَّ لنا الاحتفال بتوقيع الرئيس لهذا القانون، لنفاجأ بأن بعض الصيادين غير المسؤولين ضربوا بالقانون عرض الحائط، وقد تواصل ناشطون من لبنان ومن كرواتيا بموقعنا ghadinews.net ليثبتوا هذا الأمر، وشاركونا بصور لطيور ممنوع صيدها وفق القانون الحالي، وطلبوا معاقبة الفاعلين عملا بمنطوق القانون عينه، خصوصا وأن إحدى الصور تظهر أحد طيور اللقلق الممنوع صيدها نهائيا مقتولة، فضلا عن ثعلب تم صيده أيضا.
لبنان
تظهر الصورة الأولى، وهي صورة حديثة التقطت بتاريخ 30 آب (أغسطس) شابا (ج. أ. ض) من منطقة جبل لبنان وأمامه مجموعة من طيور التيان الممنوع صيدها، فيما صورة أخرى لشخص آخر من بعلبك (ح. ط) وهو يعرض صيده من عصافير التيان بهدف بيعها، ووضع رقم هاتفه للتواصل معه، وبما أن التجارة بهذه الطيور وصيدها ممنوع تماما حتى ضمن فترة الصيد المسموح بها من 15 أيلول (سبتمبر) 2017 وحتى نهاية كانون الثاني (يناير) 2018، ويجب الحصول على رخصة صيد قانونية، فعلى الجهات الأمنية التوجه وإجراء التدابير المطلوبة في الحالتين.
كرواتيا
وفي هذا المجال، وصلتنا صور من كرواتيا، أشارت ناشطة كرواتية لـ ghadinews.net إلى "اننا حصلنا عليها من صفحة (التحالف اللبناني للمحافظة على الطيور) lebanese bird conservation coalition".
وتظهر إحدى الصور طائر لقلق وثعلب نافقين وقربهما صياد أخفيَ وجهه، وأهاب الناشطون من كرواتيا "بالسلطات اللبنانية وبفخامة الرئيس العمل على تأمين سلامة مرور هذه الطيور بسلام أثناء عبورها لبنان، لا سيما وأنهم ينتظرونها في أماكن تفريخها، وخصوصا طائرين مجهزين بجهازي GPS يتابعونهما يوميا وهما TeslaII، وNicola وحتى Klepetan"، وأشار الناشطون إلى أن الطيور لا زالت بعيدة عن لبنان، ولكن يخشى عليها من أن تقتل فوق لبنان.
سيف الدين: تنظيم الصيد لا منعه
وفي صورة أخرى، أرسلها الناشطون الكرواتيون - نقلا عن صفحة "اللقاء البيئي في قضاء راشيا علم و خبر رقم 1276" – تبدو فيها طيور إم سكعكع واسمها العلمي Motacilla، واسمها بالإنكليزية Yellow Wagtail، وبالإتصال بالناشط البيئي وليد سيف الدين، أكد أن الصورة من منطقة بعبدا، وتم الإبلاغ عن الواقعة، وقال لموقعنا ghadinews.net أن "هذه الصورة أرسلت إلينا من (التحالف اللبناني للمحافظة على الطيور)، وهي إشارة إلى وضع عام، بأن الصيد قائم وخارج مواقيته، وهذه الطيور هي طيور صغيرة جميلة وتأتي بعدة ألوان عدا Yellow Wagtail فهناك White Wagtailو Black Wagtail ونسميها بطيور (أبو بقر) لأنها تبقى قرب الماشية، وتسمى صديق المعّاز لأنها تتغذى على الحشرات مثل البق والذباب الذي يكثر حول الماشية، وهي طيور ممنوع صيدها نهائيا، ولكن لا يتقيد أحد".
وقال سيف الدين: "هدف نشر الصورة على صفحتنا ليس التبليغ عن هذه الحالة بالتحديد فحسب، فهي حالة عامة، بل الهدف هو التوعية بأنه ممنوع الصيد قبل الموسم، وعلى الصيد أن يشمل الطرائد المسموح صيدها فقط، والتقيد بوقت الصيد أي منذ شروق الشمس وحتى مغيبها وبوسائل معينة قانونية، وليس بالليل وبوجود المصابيح الضخمة (البروجكتور) والمسجلات، فهنا نحاول تنظيم الصيد لا منعه".
سعد: الصيد لم يتوقف!
وقال عضو "التحالف اللبناني للمحافظة على الطيور" الناشط روجيه سعد أنه "على الرغم من التوعية والتثقيف والقيام بمقابلات تلفزيونية وإذاعية حول قانون الصيد ومنع الصيد الجائر والتمسك بعدم الصيد حتى بداية الموسم، فقد حصل التحالف على صور عدة للمدعو (م. ف) من البقاع الأوسط، وبالتحديد من منطقة علي النهري وقد اصطاد خارج الموسم، والمحدد قانونا من 15 أیلول (سبتمبر) 2017، حتى نهایة كانون الثاني (يناير)2018 ، وتم تحدید عدد الطرائد ونوعها بالرحلة الواحدة"، وأشار سعد إلى أن "(م. ف) اصطاد طيورا غير موجودة على قائمة الطرائد في قانون الصيد رقم 580 والمواد الموجودة فيه، ومنها الدخن وإم صفيد"، وقال: "وهناك صورة للمدعو (س. أ. ش) من منطقة العقبة راشيا، وقد اصطاد طائر لقلق وثعلبا، وطيور اللقلق عدا كونها طيور مهاجرة فهي طيور مفيدة للمزارع".
وأضاف سعد: "الصيد لم يتوقف لا ليلا ولا نهارا، خصوصا في محيط بحيرة القرعون، ومنطقة منجز في عكار، ونتمنى أخذ العلم وتوجه القوى المعنية للحد من هذه الظاهرة"، وأشار سعد إلى "اننا ندعو لتطبيق العقوبات القصوى، خصوصا وأنه بلغني أن بعض هؤلاء الصيادين أو بالأحرى القواصين، لا يهتم ويستهزئ بالدولة، وسيتابع الصيد متحديا الجميع"، وقال: "مستعد لكل التفاصيل والأدلة، ولدي مستندات تفيد بكل شيء الصور والأمكنة، فضلا عن الإستهزاء بالقوانين والدولة".
الخطيب:
أما رئيس "مركز الشرق الأوسط للصيد المستدام" أدونيس الخطيب، فقال: "على الرغم من أن عصفور التين (التيان) من الطرائد الممنوعة في لبنان، إلا أنه طريدة صيد رئيسية، وإن كان ممنوعا في الخارج، ويرغب الصيادون بالسماح باصطياده، ونحاول في المستقبل بالتعاون مع الخبراء في مجال الصيد العمل على إمكانية السماح بصيده باستعمال بندقية الخردق، وبعدد قليل لنصل إلى حل وسط مع الجميع".
وأضاف: "أما بالنسبة لصورة اللقلق والثعلب، فهي معبرة، فهذا الشخص ليس صيادا، بل قواصا، وهو إنسان مجرم وجبان إذ أنه يعرف أن هذا الأمر ممنوع لذا يخبئ وجهه، وهذه الصورة تدينه، الصياد الحقيقي هو الذي يصطاد الطرائد في أوقاتها ويحافظ على الطبيعة، للأسف يؤكد بهذه الصورة مخالفته للقوانين".
وأشار الخطيب إلى حدث في العاشر من أيلول (سبتمبر) سيتم برعاية وزارة البيئة وبالتعاون مع جمعية حماية البيئة في لبنان SPNL، وشركائهم المحليين والدوليين وBioland، Birdfair، Birdlife International وهو (معرض صيد الربيع)، وهو عبارة عن مسابقة تصوير ومعرض للصور".
العقوبات
تجدر الإشارة إلى أن عقوبة المخالفين لقانون الصيد، هي السجن لمدة شهر وغرامة 500 الف ليرة أو بإحدى هاتين العقوبتین، ویؤدي تكرار المخالفة مرتین في الموسم الى مضاعفة العقوبة وسحب الرخصة، هذا ويتطلب صید الطیور الحصول على رخصة حمل سلاح فئة خامسة.
جمعية غدي
وهنا، ومن موقعنا كإعلام بيئي ghadinews.net وكــ "جمعية غدي" نناشد الجهات المسؤولة وفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، خصوصا وأنه قد وقع مؤخرا قانون حماية ورعاية الحيوانات متابعة هذا الملف، وأخذ العلم بهذه المخالفات، لذا نهيب بالجهات المعنية والنيابة العامة البيئية الاستناد إلى هذه الصور كإثبات ودليل جرمي متصل بالصيد الممنوع قانونا في هذه الفترة، وإنزال أقصى العقوبات بالمرتكبين المخالفين، ليكون كل شخص مشارك عبرة لغيره، فضلا عن استعدادنا لتقديم كافة الأدلة المطلوبة، وصولا للحفاظ جميعا على غنى بلادنا لجهة التنوع البيولوجي.
رابط قانون الصيد البري في لبنان:
http://hunting.moe.gov.lb