"غدي نيوز" – يارا المغربي
يواجه العالم ما بات يعرف بـ "مشكلة الكوكب البلاستيكي"، فإحدى الدراسات الحديثة أكدت أن مخلفات البلاستيك باتت أكثر من عدد الأسماك في المحيطات والبحار، وهي تتسلل إلى غذائنا عبر ما نتناول من أسماك، فالقطع البلاستيكية المتناهية الصغر دخلت في السلسلة الغذائية للبشر، وراحت تهدد صحة الناس في كافة أرجاء الأرض، دون أن ننسى التأثير الكارثي للبلاستيك على الكائنات البحرية والأسماك.
إحدى أخطر المشكلات التي خلصت إليها دراسة حديثة أخرى، تأكيدها أن الأسماك تنجذب إلى مخلفات البلاستيك ظنا منها أنها تمثل بعضا من غذائها، ونقصد هنا بالبلاستيك كل ما هو مصنع بمواد كيميائية، بما فيها النايلون، حتى بات البلاستيك بمختلف استخداماته يمثل تحديا يواجه الكوكب.
أخطار جسيمة
وتتأكد يوما بعد يوم النتائج الصحية الخطيرة الناجمة عن هذه المخلفات التي تغطي البحار ولا توفر اليابسة، إذ أكدت دراسات أيضا أن البلاستيك مع نفاذها إلى غذائنا تتسبب بأمراض خطيرة، ومن بينها السرطان.
وفي هذا السياق، قال عضو البرلمان العالمي للبيئة الدكتور وفيق نصير إن للأكياس البلاستيك أخطارا جسيمة على كثير من الكائنات، فهناك كائنات تأكلها وتموت مثل الترسة (السلحفاة) البحرية، أو تأكلها أسماك يتغذى عليها الإنسان، وبالتالي تدخل في السلسلة الغذائية لمخلوقات الأرض، وهو ما يؤدي لانتشار الأمراض وعلى رأسها السرطان.
وأضاف نصير، في تصريح لـــ "وكالة أنباء الشرق الأوسط" (أ ش أ)، يوم أمس السبت 2 أيلول (سبتمبر) أن بعض الدول بدأت بوضع قوانين لمنع استخدام أكياس البلاستيك لما تمثله من خطورة مثل دولة كينيا، حيث وضعت عقوبة 4 سنوات أو غرامة 50 ألف دولار لمن ينتج أو يوزع أو حتى يستخدم الأكياس البلاستيك.
مؤتمر في تايلند
وأشار إلى أن "دائرة حماية البيئة الاتحادية" في ألمانيا "نابو" تؤكد تسلل 10 ملايين طن من البلاستيك سنويا إلى بحار ومحيطات العالم.
وتابع نصير إن مشكلة "الكوكب البلاستيكي" تتفاقم سنويا بفضل أن الإنتاج العالمي يرتفع إلى 300 مليون طن من البلاستيك سنويا، مع مؤشرات على تضاعف النفايات الناجمة عن هذا الإنتاج بنسبة 600 بالمئة في النصف الثاني من القرن الواحد والعشرين.
وأكد أن 75 بالمئة من هذه النفايات يستقر في قاع المحيط في المناطق غير العميقة منه، مع نسبة 15بالمئة منها عائمة على سطح الماء، بينما تتوزع نسبة 15 بالمئة المتبقية على الشواطئ.
ولفت نصير إلى أنه سيقوم بافتتاح المؤتمر الذي سينعقد بتايلند في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل كمتحدث رئيسي، وسيناقش المؤتمر ثلاث قضايا رئيسية، هي: الزيادة السكانية، الاحتباس الحرارى والحد من استخدام البلاستيك.