"غدي نيوز"
تقوم بلدية مقديشو بتنفيذ مشروع تجريبي لإنارة الشوارع باستخدام الطاقة الشمسية، وقد تم تركيب أعمدة الإنارة في شارع "مكة" وهو أشهر شوارع العاصمة الصومالية.
وقد أعاد المشروع الذي تموله النروج الحياة إلى هذا الشارع، حيث تفتح المحلات أبوابها ليلا، كما أنه أغرى الصبية بلعب الكرة في الشارع تحت ضوء هذه الأعمدة.
وتتلألأ أنوار الأعمدة في شارع مكة بقلب العاصمة مقديشو في مشهد لم يعتده سكان العاصمة منذ فترة طويلة جراء الحرب التي دمرت العديد من المنشآت والبنية التحتية، لتدب الحياة في هذا الشارع بعد أن كان السكان يلوذون ببيوتهم خوفا من طوارق الليل.
ويعود الفضل في ذلك الى مشروع إنارة شوارع مقديشو باستخدام الطاقة الشمسية، الذي تبرعت به حكومة النروج الى بلدية مقديشو.
ويقول المتحدث باسم إدارة محافظة مقديشو محمد يوسف إن إنارة شارع مكة أحد أشهر الشوارع في المدينة هي المرحلة الأولى.
ويضيف يوسف "بعد نجاح المرحلة التجريبية في إنارة هذا الشارع سيم إضاءة المستشفيات والمدارس والمكاتب الحكومية أيضا بالطاقة الشمسية في المراحل اللاحقة، وقد حظي المشروع بترحيب شعبي كبير".
ويطالب السكان وأصحاب المحال التجارية الحكومة الصومالية والقائمين على تلك المشاريع بالإسراع في تعميم الفكرة لما تسهم به في إعادة النشاط لهذه الأحياء، حيث بدأت المحلات بفتح أبوابها ليلا.
ويقول مدحي جمعالي الذي يملك محلا للحلاقة في شارع مكة "إن الحياة عادت شيئا فشيئا الى شارع مكة، وأحيانا زبائني يأتون في العاشرة ليلا بسياراتهم، وهذا لم يكن ممكنا أبدا منذ وقت قريب".
وقد أغرت أعمدة الإنارة هذه الصبية بلعب الكرة في الشارع تحت ضوء هذه الأعمدة.
ويقول الطفل عبد الرحمن عبد الله إن عبور الشارع لم يكن ممكنا له ولزملائه من أطفال الحي حتي وقت قريب.
ويمضي عبد الله قائلا "لم يكن أحد منا يجرؤ على عبور هذا الشارع خلال الليل، والآن اصبح الوضع مختلفا. شكرا لحكومة النرويج وشكرا لبلدية مقديشو."
وفي ظل عدم وجود هيئة قومية للطاقة أو شبكة للكهرباء، يلجأ السكان في مقديشو إلى شركات خاصة لتزويد منازلهم بالكهرباء على نطاق محدود، ولا ترغب تلك الشركات في إنارة الشوارع العامة بدون مقابل مادي من الحكومة.
ويقول مهندس الكهرباء قاسم جيلاني إن مشاريع الطاقة البديلة واعدة في الصومال.
ويضيف بأن الطاقة الشمسية مناسبة جدا للصومال، إذا وجد التمويل اللازم، ليس لإنارة الشوارع فقط وإنما للاسخدامات المنزلية الأخرى أيضا، فهي أرخص وأهدأ على عكس الضوضاء المنبعثة من المولدات الخاصة".
لكن هذا المشروع كغيره من المشاريع الدولية في الصومال لم يسلم من أعمال التخريب من جماعات يقول المحللون إنها تهدف للضغط على الحكومات المانحة لوقف دعمها للحكومة الصومالية.
فقد تعرض أحد أعمدة الإنارة للتفجير بعد يوم واحد من تركيبه، مما اضطر السلطات الأمنية الي تسييج الأعمدة بالاسمنت لمنع هذه الهجمات.
وهذا الجزء من شارع مكة هو الوحيد المضاء من شوارع مقديشو، بفضل مشروع استغلال الطاقة الشمسية في إنارة الشوارع، الذي يأمل السكان أن يكون بداية لاستعادة العاصمة الصومالية وجهها الساهر الذي افتقدته لفترة طويلة.