"غدي نيوز"
قبل عدة اشهر وصل الشاب الفلسطيني محمد تالولي الى مستشفى هداسا بالقدس الغربية قادما من قطاع غزة.
وأزال محمد ابن الثانية والأربعين عاما عن كفه القماش الملفوف عليها، وكشف عن نمو رمادي وأبيض يشبه لحاء الشجر، صدم الطبيب من عجيب ما رأى.
يقول الدكتور ميخائيل تشيرنوفسكي جراح الأوعية الدموية الدقيقة في مستشفى هداسا والذي أجرى العملية المعقدة لمحمد تالولي إن ما شاهده في يد محمد يسمى في الطب "خلل التنسج الشحمي الثؤلولي للبشرة فيبروسيفورميس"، وموثق بهذا الاسم في في أدبيات الطب حول العالم، وأضاف الجراح انه شاهد حالات غريبة لكن ليس كحالة الفلسطيني من غزة.
يقول الطبيب ان الآفة في كف محمد ناتجة عن فيروس الورم الحليمي البشري، وهو يأتي في أكثر من مئة سلاسة مختلفة، جنبا إلى جنب مع واحدة من العديد من الطفرات الجينية المختلفة وتقلل قدرة الجسم على محاربة الفيروس. وعندما لا يستطيع الجهاز المناعي التعامل مع فيروس الورم الحليمي البشري، عندها يغزو الفيروس الجلد ويسبب الآفات، بحسب الطبيب تشيرنوفسكي.
وقبل أن يصل محمد الى مستشفى هداسا ظل مختبئا في غزة داخل منزله، ولم يزر أحدا، وخاف دائما أن يظهر يده للناس.
اضطر الأطباء الى إزالة الأورام الفيروسية من كفه في جراحة خسر فيها بعضا من جلده واستبدلت بأجزاء أخرى من جسده لتغطية جروحه.
عاد تالولي الى قطاع غزة بداية الاسبوع الجاري ومعه الأدوية والكريمات الطبية التي دفع ثمنها أطباء في هداسا، بسبب حالته الاقتصادية كحال سكان القطاع تحت الحصار الخانق لأكثر من عشر سنوات، راجيا ان لا يعود الفيروس الى يده وأن لا يعود هو الى المستشفى مرة أخرى، وفقا لـ "أورونيوز".