"غدي نيوز"
استأثر إعصار "إرما" المدمر باهتمام عالمي غير مسبوق، وطغى على أخبار الحروب والصراعات والنزاعات، ولم يعد "حدثا" أميركيا فحسب، خصوصا وأن العالم يشهد منذ سنوات عدة ظواهر مناخية متطرفة، وتأتي موجة الأعاصير المتتالية المستهدِفة الساحل الأميركي، لتؤكد حجم ما ينتظرنا من كوارث في المستقبل.
لا يمكن فصل "إرما" عن تبعات ونتائج تغير المناخ، لسبب بسيط، وهو أن الأعاصير الكبيرة المدمرة كانت تضرب مرة كل خمسين ومئة سنة، فيما نراها اليوم تضرب في فترات متقاربة، وهذا ما يتطلب بذل جهود دولية لمواجهة ظاهرة الاحترار.
الدرجة الخامسة القصوى
وبالعودة إلى آخر المستجدات حول مسار "إرما"، أعلن المركز الأميركي لمراقبة الأعاصير أن قوة الاعصار اشتدت مجددا إلى الدرجة الخامسة القصوى، ليلة السبت 9 أيلول (سبتمبر)، مع بدء الإعصار المدمر باجتياح جزيرة كوبا، بعدما خلف خسائر بشرية ومادية جسيمة في العديد من جزر الكاريبي.
وقال المركز إن الإعصار الضخم دخل إلى الجزيرة من منطقة كاماغوي ارتسيبيلاغو، ولم تكن "عينه" تبعد عن العاصمة هافانا سوى 190 كلم وعن مدينة ميامي الأميركية سوى 480 كلم.
وأضاف أن الإعصار المدمر ترافقه رياح عاتية تصل سرعتها إلى 260 كلم في الساعة، ويتقدم باتجاه الغرب بسرعة 20 كلم في الساعة، في مسار من شأنه أن يزيد الأخطار المحدقة بسببه في ولاية فلوريدا الأميركية.
ومن المتوقع أن يضرب الإعصار، اليوم السبت، ولاية فلوريدا التي تشهد أضخم عملية إجلاء في التاريخ الأميركي تشمل حوالي مليون شخص.
ودعت الأرصاد الجوية الأميركية، الجمعة، السكان في جرز "فلوريدا كيز" إلى إخلاء منازلهم ومغادرة المنطقة مع اقتراب الإعصار من الولاية.
وأظهرت صور منشورة في شبكات التواصل الاجتماعي "هروبا كبيرا" لعدد من الطائرات والسيارات من ولاية فلوريدا، قبل وصول إعصار إرما الأعنف على سلم قوة الأعاصير.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد قال، في بيان مصور: "هذه العاصفة لها بالقطع قدرات تدميرية تاريخية. أطلب من الجميع في مسار العاصفة توخي الحذر، ومراعاة كل توصيات المسؤولين الحكوميين وجهات إنفاذ القانون".
لن يكون هناك مكان آمن
وفي وقت سابق من يوم أمس الجمعة دعت الأرصاد الجوية الأميركية السكان في جزر "فلوريدا كيز" إلى إخلاء منازلهم ومغادرة المنطقة مع اقتراب إعصار "إرما" المدمر.
وقالت الأرصاد في تغريدة عبر تويتر: "هذا حقيقي تماماً... لن يكون هناك مكان آمن في فلوريدا كيز... لا يزال لديكم وقت للمغادرة".
وفلوريدا كيز هي سلسلة جزر تمتد على مسافة 290 كلم تقع جنوب ولاية فلوريدا بين المحيط الأطلسي وخليج المكسيك، ويسكنها نحو 80 ألف شخص.
وكان مرصد أميركي قد ذكر أن الإعصار "إرما" بدأ في اجتياح كوبا كإعصار من الدرجة الخامسة القصوى.
وبدأت رياح الإعصار إرما القوية في الهبوب على شرق ووسط كوبا، حيث تم إجلاء أكثر من مليون شخص من منازلهم كإجراء وقائي.
ومن المتوقع أن يصل إلى ولاية فلوريدا الأميركية المجاورة خلال ساعات صباح السبت بالتوقيت المحلي للولاية.
وقال حاكم الولاية إن الإعصار إرما هو "عاصفة كارثية لم تشهدها فلوريدا من قبل"، مشيرا إلى احتمال إجلاء مليون شخص من الولاية.
"غدي نيوز" ووكالات