"غدي نيوز"
يعتبر بحر العرب والمياه المتاخمة له - البحر الأحمر وخليج عدن والخليج العربي - موطنا لأكثر أنواع الأسماك الغضروفية عرضة لخطر الانقراض في العالم، وفق الدراسات التي توصلت إليها ورشة العمل التي نظمتها "هيئة البيئة – أبوظبي"، بالتعاون مع المجموعة المتخصصة في أسماك القرش التابعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة في شباط (فبراير) الماضي والتي اجريت على 153 نوعا من أسماك القرش الراي " اللخمة " والكيميرا.
واكدت نتائج تقييم القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض التابعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة لعام 2017، أحد المخرجات الرئيسية دراسات ورشة العمل التي انطلقت في شباط (فبراير) الماضي ونظمتها هيئة البيئة أبوظبي الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للمحافظة على أعداد هذه الأنواع وموائلها حيث أن أكثر من نصف هذه الأنواع "78 نوعا" في المنطقة اعتبروا مهددين بالانقراض بشكل حرج.
وأشار تقييم الى حالة 27 نوعا آخر على أنها "قريبا من التهديد" أي قد تصبح مهددة بالانقراض في المستقبل القريب. وتم تقييم حالة 19 نوعا فقط بأنها في حالة جديدة "غير مهددة" في حين أنه لم يتم التوصل إلى تقييم نهائي بشأن 29 نوعا لعدم توفر معلومات علمية كافية لإجراء التقييم مما يبرز الحاجة إلى المزيد من الدراسات لفهم حالة هذه الأنواع.
واوضح التقييم ان الاستغلال المفرط لمحصول الصيد المستهدف أو العرضي يشكل التهديد الرئيسي الذي تسبب بتناقص هذه الأنواع من الأسماك.
وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري المديرة التنفيذية لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري والمستشار الإقليمي بالاتحاد الدولي لحماية الطبيعة. أن ورشة العمل التي نظمتها الهيئة كانت بمثابة الخطوة الأولى لفهم الحالة الإقليمية لأسماك القرش والراي "اللخمة" والكيميرا. مشددة على أهمية النتائج التي خرجت بها والتي تسلط الضوء على الحاجة الملحة لتعزيز التعاون الإقليمي في مجال الدراسات البحثية لوضع السياسات المستنيرة للمحافظة على هذه الأنواع.
وقال الدكتور بيتر كين أستاذ باحث في جامعة تشارلز داروين وبالسلطة الرسمية للقائمة الحمراء في المجموعة المتخصصة في أسماك القرش التابعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة أن أسماك القرش والراي "اللخمة" والكيميرا تميل إلى النمو ببطء وتتكاثر بأعداد قليلة مما يجعلها عرضة بشكل خاص لمخاطر الصيد المفرط. كما أن بعض العائلات التي لديها أكبر عدد من الأنواع المهددة والتي تشمل أسماك القرش - أسماك قرش أبو مطرقة وأسماك المنشار وأسماك قيثارة البحر ويعرف محليا باسم سمك السوس وأسماك الراى اللاسعة - لديها دورة حياة بطيئة وقدرة ضعيفة على تحمل ضغوط الصيد.
وقال الدكتور نيك دالفي - رئيس مشارك في المجموعة المتخصصة في أسماك القرش بالاتحاد الدولي لحماية الطبيعة ورئيس برنامج أستاذية بحوث كندا بجامعة سيمون فرايزر في كولومبيا البريطانية - إن التطور والتوسع السريع لعمليات الصيد في أعماق البحار في جنوب شرق بحر العرب يثير القلق وهناك حاجة لمراقبة مصائد الأسماك لتحقيق فهم أفضل للأنواع التي يتم صيدها والتعرف على حالتها..في حين أوضح الدكتور كولين سيمفيندورفر من المجموعة المتخصصة في أسماك القرش بالاتحاد الدولي لحماية الطبيعة ومدير مركز مصائد الأسماك واستزراع الأحياء المائية الاستوائي المستدام بجامعة جيمس كوك في كوينزلاند بأستراليا.. انه يجب أن نستفيد من نتائج هذا التقييم بالبحوث المستقبلية والإجراءات التي تتخذها الحكومات في المنطقة والتي ستساهم في سد الفجوة في المعلومات المتعلقة بهذه الأنواع مما يساعد في إدارتها والمحافظة عليها في المنطقة.
وقالت الدكتورة ريما جباضو عالمة أسماك في قطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة - أبوظبي انه تم إجراء هذا التقييم الإقليمي بالتعاون مع الخبراء والمختصين من جميع أنحاء منطقة بحر العرب حيث يشعر الجميع بالقلق إزاء بقاء العديد من أنواع أسماك القرش والراي في منطقتنا على المدى الطويل مؤكدة أن هذه النتائج توفر خط الأساس لمراقبة ورصد حالة هذه الأنواع مشددة انه على كافة المعنيين في المنطقة العمل معا بشكل وثيق لضمان اتخاذ إجراءات فورية لوقف التراجع في حالة هذه الأنواع وعكس اتجاهها.
وهدفت دراسات ورشة العمل التي نظمتها هيئة البيئة – أبوظبي - التي أقيمت برعاية "مؤسسة انقذوا بحورنا" وبدعم من الصندوق الدولي للرفق بالحيوان ومذكرة تفاهم أسماك القرش بموجب اتفاقية الأنواع المهاجرة - الى التعرف على حالة المحافظة على أسماك القرش والراي "اللخمة" والكيميرا في بحر العرب والمياه المتاخمة له المدرجة بالقائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض التابعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، وفقا لـ "وكالة أنباء الإمارات" (وام).