"غدي نيوز" – قسم البيئة والتنوع البيولوجي

خلصت دراسة علمية حديثة إلى أن نوعا من "قنديل البحر" Jellyfish يحتاج إلى النوم، ما سيمكنهم في المستقبل من درس وفهم آلية هذا الأمر، خصوصا وأن ما توصلوا إليه في هذا المجال، من شأنه المساعدة في معرفة بعض أسرار هذه الكائنات الهلامية، لا سيما وأن معرفة هذه الخاصية تمثل لغزا جديدا يطاول هذه الكائنات التي لا تملك أساسا جهازا عصبيا مركزيا.

أقدم الحالات السلوكية

وكتبت "رويترز" في تقرير، أن قنديل البحر وهو واحد من أول وأقدم الحيوانات على وجه الأرض يحتاج إلى قسط واف من النوم، ناقلة ما ذكره علماء أكدوا يوم أمس الخميس 21 أيلول (سبتمبر) الجاري إنهم توصلوا إلى أن نوعا بدائياً من هذه الكائنات يعرف باسم "كاسيوبيا" Cassiopea يخلد إلى النوم كل ليلة، وفقا لدراسة نشرتها المجلة العلمية Current Biology.

ما يثير الاهتمام في الدراسة، تأكيد العلماء أنه لا توجد لافقاريات أخرى مثل الديدان وذبابة الفاكهة تنام، في حين أن قنديل البحر هو أكثر حيوان ينام لفترات طويلة بين الحيوانات المتطورة عن كائنات عاشت قديما.

وقال رافي ناث Ravi Nath عالم الأحياء بـ "معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا" California Institute of Technology biologist: "تشير هذه النتائج إلى أنه حتى تلك الحيوانات التي ليس لديها جهاز عصبي مركزي تحتاج للنوم، وهو ما يعني أن النوم واحد من أقدم الحالات السلوكية ويضرب بجذوره في السلالات الحيوانية".

أصل النوم!

يعيش قنديل البحر في البحار منذ 600 مليون عام على الأقل، وهو زمن يفوق أي حيوان آخر. فبالمقارنة ظهرت الديناصورات قبل نحو 230 مليون سنة وظهر البشر قبل قرابة 300 ألف عام، وتثير النتائج المتصلة بكائن بهذا القدم تساؤلات جديدة حول أصل النوم والغرض منه.

وقال ناث الذي ساعد في قيادة الدراسة التي نشرتها دورية "كارنت بيولوجي" Current Biology: "لا نعلم إن كان النوم مقتصرا على الحيوانات". وأضاف: "النوم حالة سلوكية تحملها الجينات. تتفاعل الجينات والدوائر العصبية لإحداث حالة النوم".

ليس لديها دماغ

وقنديل البحر بين أول الحيوانات التي طورت خلايا عصبية، على الرغم من أنها ليس لديها دماغ أو حبل شوكي أو جهاز عصبي مركزي، وفقا للدراسة التي نشرت ملخصا عنها معظم الدوريات العلمية في العالم.

ووجد الباحثون أن نشاط قنديل البحر من نوع "كاسيوبيا" Cassiopea، يتوقف لفترات أثناء الليل وتقل حركته بنسبة تصل إلى نحو 30 بالمئة ليلا عنها في النهار.

وعند إزالة جسم من أسفله استغرق نحو خمس ثوان "ليستيقظ". وعند حرمانه من النوم ليلا بسكب المياه على جسمه زادت احتمالات نومه خلال النهار.

لكن الباحثين لم يدرسوا ما إذا كانت قناديل البحر تحلم، وهذا يتطلب مراقبة سلوكيات هذه الكائنات واعتماد تقنيات حديثة متطورة.

لقراءة الدراسة من مصدرها عن "كارنت بيولوجي" Current Biology، إليكم هذا الرابط:

http://www.cell.com/current-biology/fulltext/S0960-9822(17)31023-0