"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو
لأن بلدة حصروت في إقليم الخروب (قضاء الشوف) باتت تحت الأضواء الكاشفة، باعتبار أن ابنها ورئيس بلديتها السابق طارق الخطيب بات وزيرا للبيئة في لبنان، فمن الطبيعي أن تكون موضع اهتمام اللبنانيين على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن في لبنان الأمر مختلف، فحصروت لم تغدُ جنة بيئية، وإنما أرضا مباحة لشتى أنواع النفايات، وسط صور صادمة لو كانت في بلاد أخرى ومع وزير آخر لكان صداها ملأ الدنيا وشغل الناس، لا بل كانت سببا لاستقالة الوزير أو الحكومة مجتمعة، لكن لبنان ما يزال بلد الغرائب!
"مأثرة" بيئية
لا يمكننا في هذا المجال، إلا وأن نعترف بأهمية مواقع التواصل الإجتماعي، ودورها في رصد المخالفات والفضائح البيئية، خصوصا وأنها بدأت تتقدم على نشرات الأخبار المرئية والمسموعة وتطاول عددا متزايدا من المواطنين، وتصل إلى كل بيت ليس في لبنان وحسب، وإنما في سائر أنحاء العالم، بمعنى أن "المأثرة" البيئية في حصروت سيصل صداها إلى ما وراء البحار، ولا نستغرب أن يغمز أحدهم من قناة الوزير الخطيب، قائلا: "كنا نظن أن حصروت طوت ملف النفايات وتم اختيار رئيس بلديتها تقديرا لإنجازاته وإسهاماته في هذا المجال".
مدخل بلدة حصروت
فاجأتنا على مواقع التواصل الإجتماعي صورة التقطها ونشرها على صفحته على "فيسبوك" الناشط البيئي والدكتور في مجال هندسة الكهرباء شكيب حرب، بدا فيها مدخل حصروت مسقط رأس الوزير طارق الخطيب، وقد غطت النفايات جانبي الطريق، وكتب حرب على صفحته "وزير البيئة إبن بلدة حصروت الشوفية رجل العهد القوي لا يقوى على إيجاد حل للنفايات المتراكمة على مدخل بلدته والتي تمتد إلى بلدات الجوار، هل سيقوى على حل أزمة النفايات في الوطن؟"، ومعلقا أن "الصورة المرفقة لمدخل حصروت – المطلة – غريفة".
وأكد حرب لـ ghadinews.net أن "هذه الصورة ملتقطة من وقت قريب على مدخل بلدة حصروت قرب بلدة غريفة التي تعتبر بوابة الشوف"، وقال: "لا يوجد بلدية في غريفة ولكن ليس ثمة نفايات تتصدر شوارعها، لأننا على الرغم من حل البلدية السابقة، نتابع التخلص من النفايات ونقلها إلى معمل الفرز في منطقة الصليِّب في بلدة الكحلونية، ولكن المشكلة أن بلدتي حصروت والمطلة لا تقومان بأي عمل للتخلص من نفاياتهنا، ويقوم الناس برميها كيفما كان خصوصا في خراج بلدة غريفة وعلى هذا المثلث ونتابع نحن جمعها، ولكن يستمر الناس بإلقاء النفايات".
إزالة النفايات!
وتابع حرب: "بعد يوم واحد على نشر الصورة على صفحتي على موقع (فيسبوك) تناقلها الناشطون، ويبدو أنها وصلت للوزير، فقد تم رفع النفايات من المكان الذي صورته، ولو أن هناك أمكنة تعج بها، ولا تتواجد على الطريق، وأتوقع أنه خلال فترة قصيرة، سيعود الوضع إلى ما هو عليه"، وقال: "لم نكن نتمكن من المرور بالمنطقة من رائحة النفايات والجيف وبقايا المسالخ، فكلها كانت ترمى هناك"، ولحظ حرب أن "بعض الأتربة قد غطت جوانب الطريق عمدا، لإخفاء أي آثار لنفايات متبقية".
وختم: "بغياب خطة متكاملة لمعالجة مشكلة النفايات في الإقليم، سيعود الحال إلى ما هو عليه، وأكد ناشطون لي عند زيارتهم للوزير أن مدخل طريق منزله كان مليئا بالنفايات وقد كانت الرائحة غير محتملة".
صور حديثة
ومن الجدير ذكره أن الوزير انتخب رئيسا لبلدية حصروت لأربع دورات متتالية منذ العام 1998، وقد شغل منصب نائب رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الجنوبي بين عامي 2004 – 2014، لذا فهو يعي حجم المشكلة، ونأمل أن يبدأ من بلدته بحل هذه الأزمة وصولا إلى حل وطني شامل.
وقد أرسل حرب صورا حديثة إلينا، أحدها لمكان تتوزع فيه النفايات، وهنا لا بد أن ننوه بالجهود المبذولة من البلديات، ونشد على أيديها، ولكن نعيد نشر الصور، حتى لا يتكرر الأمر من جديد.