"غدي نيوز"
توصل علماء إلى أن حيوان الديپروتودون Diprotodon المنقرض في أستراليا كان يقوم برحلات سنوية طويلة في جميع أنحاء القارة بحثا عن الطعام، على غرار الهجرة الكبيرة للحيوانات البرية في أفريقيا.
وقد ترك هذا الحيوان الذي عاش قبل أكثر من 300 ألف عام، وهو نوع من حيوانات الومبت wombatlike العملاقة، وتماثل حيوان وحيد القرن من حيث الحجم دلائل كيميايية في أسنانه توضح كيف كان سلوكه.
وتشير الأبحاث التي تقودها جامعة كوينزلاند في أستراليا، إلى أن هذا الحيوان كان سيقوم برحلات منتظمة ذهابا وإيابا تصل إلى 200 كيلو متر.
وقال غيلبرت برايس Gilbert Price، وهو عالم آثار في مجال الفقاريات vertebrate paleontologist ومشارك في البحث: "يعود الأمر إلى المثل القديم الذي يقول (أنت انعكاس لما تأكله)، وذلك لأن المواد الكيميائية الموجودة في الطعام الذي يستهلكه هذا الحيوان أصبحت جزءا من أسنانه. لكن من الصحيح أيضا أن نقول أنت انعكاس للبيئة التي تأكل منها، خصوصا إذا كنت من آكلي النباتات، لأن الكيمياء الجيولوجية للتربة التي تنمو بها النباتات تصبح ثابتة في أسنان الحيوانات أكلة العشب."
وقد اختفى الحيوان الذي ينتمي لفصيلة الجرابيات، ربما بسبب الصيد الجائر وتغير المناخ، وكان يبلغ طوله نحو 1.8 متر، ووزنه حوالي 3000 كيلوغراما قبل أكثر من 40 ألف سنة، وسمي باسم Diprotodon وتعني السنين الأماميين النافرين ويشبه الأرانب، وتحليل المواد الكيميائية الموجودة باستخدام تكوين النظائر المشعة isotopic makeup على شكل ثلاثة حلقات تبين نوعية طعامه وتنقله بالهجرة بين المناطق، كما بينت أنه كان يقطع 200 كيلومترا سنويا، وبالمقابل فإن الحيوانات في سهل سيريغانتي يهاجرون 800 كيلومترا سنويا.
وقال برايس إنه لا يوجد حيوان من فصيلة الجرابيات في الوقت الحالي يقوم بهجرة سنوية.
ويقوم أكثر من مليون حيوان من الحيوانات البرية والحمار الوحشي والظباء بجولة سنوية ذهابا وإيابا من خلال النظام البيئي من سيرنغيتي Serengeti في تنزانيا أو ماساي مارا Masai Mara في كينيا للاستفادة من أفضل مناطق الغذاء.
وقال برايس إن هذا الاكتشاف بشأن الحيوانات المنقرضة يمكن أن يكون مفيدا في دراسة الحيوانات المهاجرة الأخرى.
وتساءل: "ما هي الآثار المترتبة على خسارة حيوان مهاجر كبير مثل حمار وحشي أو حيوان عشبي؟"
وقال: "كان حيوان الديپروتودون أيضا من الحيوانات الكبيرة آكلة العشب التي كانت قادرة على التهام شخص من منزله."
وأضاف: "كيف يؤثر أخذ حيوان مثل هذا خارج النظام البيئي على الغطاء النباتي وأعداد الحيوانات الأخرى؟"
وأشار برايس إلى أن "حيوان الديپروتودون كان من المفترض أن يكون مصدرا للغذاء نفسه، وسيكون لغيابه آثار بعيدة المدى."
ونشرت هذه الدراسة في دورية "الجمعية الملكية بروسيدينغس بي" Proceedings of the Royal Society B.
لقراءة الدراسة على الرابط الأصلي:
http://rspb.royalsocietypublishing.org/content/284/1863/20170785
لقراءة المقال الأصلي:
http://www.sciencemag.org/news/2017/09/giant-wombatlike-creatures-migrated-across-australia-300000-years-ago
المصادر: sciencemag، BBC "غدي نيوز" ووكالات.