خاص - "غدي نيوز"
للطبيعة نُظُمها وقوانينها، رغم قسوتها أحيانا، والصراع بين كائناتها أزلي منذ ملايين السنين، والغلبة فيه للأقوى دائما، أو لمن يتمتع بقدر أكبر من الذكاء يعوض بعضا من قوته في مواجهة خصوم أشداء يتسمون بالشراسة.
ومهما كانت بعض مظاهر الحياة الطبيعة قاسية، عندما نشاهد أسدا يفترس حمارا وحشيا، أو نمرا ينقض على غزال وينشب أنيابه في جلده، فذلك - على فظاعته - يظل أقل همجية من حروب بني البشر، وما يمارسون من قتل وذبح وإبادة، حتى أننا إذا قمنا بمقارنة الإنسان بالوحوش الكاسرة، سنجد الأخيرة أكثر رحمة، فهي تقنص كي تؤمن غذاءها كي لا تنفق جوعا، فيما الإنسان يقتل الإنسان ويمارس حروب إبادة ضد بني جنسه.
صراع دامٍ
وفي هذا السياق، وثقت صور فوتوغرافية "صراعا برمائيا" كون مسرحه كان على ضفة نهر في منطقة الأمازون، وقد بدا هذا الصراع مثيرا وصادما بين فهد jaguar وتمساح، وذلك يوم الثلاثاء الماضي 26 أيلول (سبتمبر) الجاري، على ضفاف "نهر الأشقاء الثلاثة" Three Brothers River، في "ولاية ماتو غروسو" state of Mato Grosso، الواقعة غربي البرازيل.
وأظهرت الصور التي تداولتها وسائل أنباء كثيرة حول العالم، ومن بينها "الإندبندنت" البريطانية الصراع الدامي بين فهد باغت تمساحا من نوع "كيمان" caiman، عند اقترابه من حافة النهر.
فهود الأمازون
وقد التقط مصور الحياة البرية كريس برانسكيل Chris Brunskill صورا لهذه المواجهة التي استغرقت 20 دقيقة، وحسمها الفهد بعد أن غرس أنيابه في التمساح الذي تلاشت قواه، واستطاع الفهد سحبه خارج النهر، ليصبح وجبة العشاء لأيام قادمة.
وكتب برانسكيل في حسابه على فيسبوك: "خلال المعركة، استطعت التقاط الصور"، لافتا إلى أنه "منظر مطاردة أصبحت مهووسا برؤيته منذ قدومي لهذا المكان الساحر قبل 5 أعوام."
وعلى الرغم من شراستها، تمثل تماسيح "كايمان" جزءا كبيرة من النظام الغذائي لفهود الأمازون، لكن ما تجدر الإشارة إليه في هذا المجال أنه نادرا ما يتمكن البشر من توثيق "معركة" بين فهد وتمساح.