"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو
بعد انتشار معلومات عن قرار مجلس بلدية شحيم وفتوى من رجل دين فيها، للتخلص من الكلاب الشاردة في البلدة بقتلها ووضعها في حفرة، على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك"، وبعد التنسيق مع رئيسة جمعية "كرامة الحيوانات وحريتها" Animal pride and freedom (APAF) السيدة ثريا معوّض، وبعد تحديد موعد مع رئيس بلدية شحيم السفير السابق زيدان الصغير، توجه فريق ghadinews.net ومعوض إلى البلدة، وعقد اجتماع ضم إلى رئيس البلدية رئيس لجنة البيئة غازي عيسى ورئيس لجنة السير إياد عويدات وبعض الأعضاء والزميلة خديجة حجار.
الصغير: حلول معقولة ورحيمة
وفي هذا السياق أكد الصغير لـ ghadinews.net أن "مثل هذا القرار لم يتخذ، بل كان من بين المواضيع التي طرحت ونوقشت في احدى جلسات المجلس البلدي"، لافتا إلى أن "قرار المجلس مستقل عن أي تأثيرات أخرى، وقد أوكلنا رئيس لجنة البيئة غازي عيسى بمعالجة الموضوع".
وقال الصغير أن "الكلاب الضالة تمثل مشكلة كبيرة في البلدة، لوجود اعداد كبيرة منها، وتعتبر مصدر إزعاج وخوفا للاهالي، خصوصا في ما يتعلق بالصحة والسلامة العامة، لا سيما الأمراض مثل الجرب والكلَب، ومهاجمة المواطنين".
وبين أنه "كنا خارج لبنان، وهذه المشكلة ليست مقتصرة على البلدات اللبنانية فحسب، بل إنها مشكلة تعاني منها اعرق الدول في العالم، ولكن تتم معالجتها بالخارج بعدة طرق، ولكن معظم هذه الحيوانات في أوروبا تعيش في البيوت، وتؤمن لها كافة الشروط الصحية، وتعالج وتعطى اللقاحات المناسبة لحمايتها وحماية أصحابها مما يمكن أن تنقله من أمراض، ولكن من المعالجات المتبعة هناك للكلاب الضالة الموت الرحيم، أو عن طريق الجمعيات المختصة".
وأضاف: "إن أزمة النفايات ساهمت أيضا في زيادة أعداد هذه الحيوانات، وأن هذه الأزمة تعاني منها شحيم وبلدات الإقليم، ولم يتم إيجاد حلول ناجعة ومستدامة لها، وإحدى الحلول كانت محاولة إعطائها اللقاحات وإطعامها، ولكن في الواقع، فإن البلدية وظروفها المادية والبيئية والأعباء المختلفة ومنها 25 طنا من النفايات، تعادل نصف كمية صيدا من النفايات، تستحوذ على معظم ميزانية البلدية، وقد تواصل معنا العديد من الناشطين في مجال الحيوانات، ونحن نحاول البحث عن حلول معقولة ورحيمة لهذه المشكلة".
وشكر الإهتمام الذي أبدته جمعيةAPAF والسيدة معوض، وموقع ghadinews.net و"جمعية غدي" البيئية بالتعاون والتواصل معنا حول هذا الموضوع، والبحث عن أفضل الحلول وأنجعها".
معوّض: مقاربة إيجابية
من جهتها، أثنت معوّض على "تجاوب رئيس البلدية"، لافتة إلى أنه يجب "تجنب الأخذ بالإشاعات وإخافة الناس"، وعبرت عن "الاحترام لكل المعتقدات والأديان بشرط المحافظة على كرامة الحيوانات خصوصا الدين الإسلامي الذي علمنا معنى كلمة الرحمة، وأن ثمة حلولا موجودة ولا ضرورة للعودة إلى الأساليب القديمة الظالمة بحق الحيوان وإنسانيتنا في آن، فعلينا العيش في القرن الحادي والعشرين وتربية الجيل الجديد على أسس حديثة وعلمية تراعي كرامة الإنسان وحياة الحيوان وسلامة البيئة".
وأكدت معوض أن "المقاربة الهادئة والإيجابية والعلمية في التعامل مع الإشاعات والعدوانية في معالجة الملفات أو معالجة أزمة الكلاب الشاردة، هو الطريق الأسلم للحصول على نتائج مرضية"، وأشارت إلى أن "مرض الكَلَب Rabies نادر في لبنان، كما أن مرض الجَـرَب Scabies الذي تصاب به الحيوانات وفي هذه الحالة الكلاب لا تنتقل معظم أنواعه الى الانسان"، وقالت أن "ملجأ الحيوان في الجمعية مكان مفتوح، لذا فهي تتمتع بالحرية ولا تسمع أصواتها، خصوصا الكلاب".
وقالت معوّض لـ ghadinews.net أن "على كل بلدية أن تلتزم وتتعاون مع الجهات المعنية، ليس بمساعدة الإنسان والبيئة وتجميلها فحسب، بل المساهمة في حل ومعالجة مسألة الحيوانات التي تشاركنا مدانا الحيوي من ضمنها الصيد العشوائي، ومنها مسألة هذه الكلاب الضالة، التي رماها البعض غير المسؤول في مجتمعنا بعد أن اقتناها وتركها لتواجه مصيرها، ما حوّلها إلى وضعها الحالي، ومحاولة حل المشكلة بدلا من تسميمها ورميها أو قتلها، وهو أسلوب يضر بالطبيعة وصحة وسلامة المواطن الذي يعيش في هذه المناطق، خصوصا إن لم تدفن بطرق صحية".
وأضافت معوّض: "المشكلة تتمثل في عدم اتباع أسلوب التعقيم Spaying and Neutering بشكل روتيني، وهو أمر متبع في عدد كبير من البلدان، للحد من أعدادها، وفي لبنان وشحيم خصوصا، فإنه بوجود النفايات فإن أعداد هذه الحيوانات سيصبح أكثر إن لم يصر لتعقيمها"، وقالت: "إن جمعية APAF لا تدعم عمليةTrap Neuter and Release أي القبض عليها وتعقيمها وإعادتها للبرية، بل تفضل القبض عليها وتعقيمها ووضعها للتبني من قبل المواطنين، أو وضعها في أماكن آمنة غير مكتظة أو عرضها لمتبنين من العالم، لأن في لبنان هناك خطر بأن يتم قتلها أو تسميمها أو دهسها ويكون كل الجهد المبذول قد ذهب سدى".
جولة ميدانية
ثم انتقلت المجموعة مع رئيسي لجنتي السير والبيئة اياد عويدات وغازي عيسى الى بعض الأحراج التي تتواجد فيها الكلاب الشاردة، من أجل التخطيط لكيفية القاء القبض عليها وضبطها ومن ثم نقلها إلى ملاجئ مؤقتة في البلدة، والقيام بعدها بعمليات التعقيم، على ان يتم عقد لقاءات عدة في الأيام القادمة لتنفيذ خطة متكاملة لحل المشكلة جذريا، وأشادت معوّض "بتجاوب عدد من أهالي شحيم للتعاون الكامل وتأمين أماكن مؤقتة لتجميع الكلاب فيها إلى حين ترحيلها إلى مواقع مناسبة".
وفي هذا السياق، التقت المجموعة بالطبيب البيطري مروان فواز الذي أبدى استعداده للتعاون الكامل، وقال لـ ghadinews.net: "إن مشكلة الكلاب الشاردة هي مشكلة متفاقمة مع وجود النفايات في المناطق، وقد ساهمت كمياتها في زيادة أعدادها"، وأكد تعاونه "في عمليات التعقيم والعلاج للحالات التي تصل إليه بالتعاون مع المجلس البلدي"، وأكد في الختام رئيس لجنة البيئة في البلدية غازي عيسى على "متابعة الموضوع بالتعاون مع الجمعية وناشطيها وموقع ghadinews.net، وجمعية (غدي) للوصول إلى حلول ملائمة ومستدامة، فضلا عن الإعلان عن هذه الخطة للحد من التجاوزات التي تستهدف هذه الكلاب لجهة قتلها وتسميمها، والتوعية حيال أضرار هذه الممارسات، خصوصا وأن نفوق هذه الكلاب وتركها مرمية أو التخلص منها بعد تسميمها ونفوقها، يؤدي إلى أضرار في البيئة وتهديد صحة المواطنين".
صالح: الكَلَب نادر في لبنان
من جهتنا تواصلنا مع الطبيب البيطري يوسف صالح للإستفسار عن حالات الكَلَب والجَرَب في لبنان وقال لـ ghadinews.net: "تم التبليغ عن حالات نادرة من الكَلَب وموجودة في المناطق النائية، وهي تنتقل من الحيوان المصاب لصغاره والمسبب فيروس اسمه Rabies Virus، كما قد تصيب الذئاب وإبن آوى والكلاب والحيوانات الأخرى، وكذلك الإنسان، وذلك من خلال العض أو الخدش من الحيوان المصاب وتلوث الجرح بلعاب الحيوان، لأن الفيروس ينتقل باللعاب، أما بالنسبة للجرب فيمكن أن ينتقل للإنسان، ولكن على الرغم من أن أعراض المرض ينتقل بالإحتكاك مع هذه الحيوانات المصابة، ولكنها تكون ناتجة عن التهاب ثانوي نتيجة لدغة الحشرة والحكة التي تنتجها، فالحشرة المسببة له واسمها Sarcoptes scabiei لا يمكنها إكمال دورة حياتها لدى الإنسان، وبالتالي يشفى منها بشكل سريع إلا إذا أصيب كما قلت سابقا بالتهاب ثانوي".