"غدي نيوز" – يارا المغربي
أطلت بواكير ثمار الخرما (الكاكي)، معلنة بداية الخريف، وكأنها "تجدِّد" ألق الربيع والصيف، جمالا وموسما ينتظر ليلاقي ثلج كانون، فهذه الفاكهة الخريفية بطعمها اللذيذ ولونها المتغير بين الأصفر والأحمر البرتقالي، تشتهر بما لها فوائد عديدة أهمها، أنها غنية بالألياف التي تساعد على تنظيم الجهاز الهضمي والأمعاء وتساعد أيضا على خسارة الوزن وتخفيض مستوى الكولسترول في الدم.
وهي إلى ذلك غنية بالفيتامين (أ) الذي يحارب عوارض الشيخوخة ومنها التجاعيد حول العين، وما تؤكده آخر الابحاث لعدد من المراكز العلمية أن "الخرما" تحارب السرطان من خلال تنشيط جهاز المناعة، فضلاً عن أنها تساعد في علاج الأمراض الجلدية المزمنة كحب الشباب والأكزيما والصدفية وحروق الشمس.
انتشارها في لبنان
المعروف أن زراعة الـ "خرما" انتشرت في مطلع السبعينيات من القرن الماضي، يوم اضطر مزارعو التفاح في لبنان الى تنويع زراعاتهم بعد كساد مواسمهم وتدني الاسعار، وفي تلك الفترة شاعت زراعة النوع المعروف ومنشأه الصين ويعرف باسم Persimmon، أما الاسم العلمي فهو Diospyrod Kaki ومن هنا تعرف الـ "خرما" أيضا باسم الـ "كاكي"، وهذا النوع لا يمكن تناوله الا بعد نضوجه، بحيث يعمد المزارعون الى قطف الموسم ما ان تأخذ الثمار لونها، لكنها تكون صلبة وطعمها غير مستستاغ، فضلا عن أنه لا يمكن ابتلاعها وقد تسبب الاختناق، وفي العادة يقوم المواطنون بوضع الثمار في مكان دافئ الى أن تنضج تماماً.
تمنح النشاط
و"الخرما" غنية أيضا بالفيتامين (س) الذي ينشط جهاز المناعة ويساعد في محاربة الأمراض المعدية، وهي إلى ذلك قليلة الدهون، وغنية بالنحاس الذي يساعد في المحافظة على سلامة كريات الدم الحمراء، وقليلة السعرات الحرارية (70-100 كالوري في كل 100 غرام)، لذلك ينصح بتناولها بين وجبات الطعام للتخفيف من الشعور بالجوع.
وأثبتت دراسة فرنسية أن ثمرة فاكهة الخرما التي يقترب حجمها من حجم التفاحة ولها نفس لون المشمش بعد اكتمال نضجه، تعد مصدراً غنياً لـ "البيتاكاروتين" المضاد للأكسدة، كما تحتوى على قدر كبير من البوتاسيوم يبلغ نحو 170 ملليغراما، ونسبة قليلة من الكالسيوم تبلغ 20 ملليغراما، ونسبة قليلة أيضا من فيتامين (ج) تبلغ 10 ملليغرامات، وتستطيع ثمرة الخرما أن تمنح النشاط حيث تحتوى على 65 من السعرات الحرارية، ما يكفي لمنح القوة والنشاط فى أيام الشتاء الباردة.
أنواع الخرما
يبدأ موسم فاكهة الخرما في هذه الفترة من كل عام، وهناك نوعان منها، الأول يشبه حبة الطماطم (البندورة) وهو حلو المذاق حتى وان كان غير مكتمل النضوج وقشرته هشة. أما النوع الآخر فيشبه ثمرة البلوط وكمية العصير فيه أكثر من النوع الأول وطعمه حامض قبل النضج. وينصح عند الشراء باختيار الثمار الأكثر احمرارا وذات القشرة اللامعة، كما أنه من الأفضل تناول الثمار حال نضوجها لأن الثمار تصبح طرية بشكل غير مستحب بعد فترة من نضجها.
وثمة أكثر من مئتي نوع من الخرما في العالم، لكن ما يزرع منها لا يتعدى عدد اصابع اليد الواحدة، ومن هذه الانواع:
1-هاشيا: وتكون الثمرة كبيرة كروية لونها أحمر برتقالي اللحم اصفر قابض تنضج في تشرين الاول (أكتوبر).
2-ناشي: وثمرتها كبيرة مخروطية الشكل لونها برتقالي تنضج في تشرين الاول (أكتوبر).
3-تريومف: الثمرة متوسطة لونها أحمر مصفر تنضج في أيلول (سبتمبر).
4-أرموند: والثمرة صغيرة إلى متوسطة بلحيِّة الشكل تقريباً، لونها أحمر متأخرة النضج حتى تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الاول (ديسمبر).