"غدي نيوز" - متابعات

هل دخلنا عصر الطاقة الشمسية؟ ليس ثمة مجال للشك أن العالم بدأ يشهد مسارا واضحا نحو الطاقات البديلة، ليس بدافع مواجهة ظاهرة الاحترار العالمي والحد من تبعات تغير المناخ فحسب، وإنما نظرا للجدوى الاقتصادية العالية لمشاريع الطاقة المتجددة، ما شجع على الاستثمار في مشاريع ضخمة ومتوسطة وصغيرة.

وفي هذا السياق، نشر موقع "مرصد المستقبل" mostaqbal.ae تحقيقا مهما عن الطاقة الشمسية في إحدى الولايات الأسترالية، يمكن اتخاذه نموذجا يوضح حجم الطموحات الواعدة في هذا المجال، إذ أشار إلى أن "الحد الأدنى للطلب على الطاقة في ولاية أستراليا الجنوبية وصل إلى المستوى الأدنى على الإطلاق خلال نهاية الأسبوع الماضي، وتحقق ذلك الإنجاز بفضل الأسطح الشمسية، وتمكنت الولاية من تحقيق هذا الرقم القياسي بعد أسبوع واحد من تحقيقها لرقم قياسي آخر".

أرقام قياسية جديدة

ووفقا للمصدر عينه، انخفض الحد الأدنى للطلب على الطاقة من شبكة كهرباء ولاية أستراليا الجنوبية إلى رقم قياسي جديد، وسجل هذا الإنجاز بعد أسبوع واحد من تحقيق آخر رقم قياسي، ففي يوم الأحد بتاريخ 17 أيلول (سبتمبر)، لم تتجاوز الطاقة المستمدة من الشبكة سوى 587.8 ميغاواط بعد أن كانت 786.42 ميغاواط يوم الأحد الماضي.

وبينما تحققت أدنى مستويات الطلب على الطاقة سابقا خلال ساعات الليل، فإن هذه الأرقام القياسية الجديدة تحققت في منتصف اليوم على الرغم من أن إجمالي استهلاك الطاقة يعد عاليا نسبيا خلال تلك الفترة من النهار.

ووفقًا لموقع "رنيو إكونومي" اجتمعت ظروف المناخ الربيعي المبكر والمترتبة على استخدام أقل لأجهزة التكييف مع ما ولدته الأسطح الشمسية من إنتاج عال للطاقة تجاوز 700 ميغاواط ما أدى إلى تحطيم رقم قياسي جديد.

وتشير الأرقام الجديدة إلى أن الأسطح الشمسية تلبي حاليا نحو 47.8 بالمئة من احتياجات ولاية أستراليا الجنوبية من الكهرباء، أي أكثر بنسبة 10 بالمئة عن ما حققته خلال الأسبوع الماضي، وتمثل تلك القيمة أفضل إنتاج حققته الولاية حتى الآن، وربما تتفوق على أي رقم قياسية حققته شبكة ذات حجم مشابه في أي مكان آخر.

مصادر جديدة للطاقة

وفقا لتقديرات مشغل سوق الطاقة الأسترالية "إي إيه إم أو" سينخفض الطلب على الكهرباء إلى 354 ميغاواط بحلول العام 2019، مع احتمال انخفاضه إلى صفر في غضون عشرة أعوام، وتتبع ولاية أستراليا الغربية الجدول الزمني ذاته.

وبانخفاض الأسعار نظرا لانخفاض الطلب، سيعمل مسؤولو "إي إيه إم أو" على تغيير توجهاتهم والتكيف مع الواقع الجديد. وما فتئت دول أخرى حول العالم تسجل أرقاما قياسية خاصة بها، إذ تولد المملكة المتحدة حاليا ما يعادل ثلث كهربائها من المصادر المتجددة، وقطعت الصين أشواطا كبيرة بما تولده اعتمادا على المصادر المتجددة على مدار العام.

وعلى الرغم من عدم تأييد الولايات المتحدة الأمريكية لهذا النوع من المبادرات، تعمل مدن وولايات مثل كاليفورنيا بصورة فردية وتحطم أرقامًا قياسية تلو الأخرى. ومن المؤكد أن تلك النزعة لن تتوقف، فضلًا عن أنها تمثل أفضل الاستثمارات طويلة الأمد.

المصادر: "مرصد المستقبل"  Renew Economy