"غدي نيوز"

م. حيدر حيدر*

أخبار سارة لدعاة الطاقه المتجددة وأنصار البيئة وجمعيات السلام الاخضر، فقد استحوذت الطاقة المتجددة على حوالي ثلثي صافي الطاقة المضافة عالميا (165 غيغا واط) عام 2016، مدفوعة بتخفيضات كبيرة في التكاليف ودعم عالي في السياسات الخاصة بها، حيث شكلت الطاقه الشمسية الكهروضوئية 50 بالمئة من الطاقة المضافة، وتمثل الصين ما يقرب من نصف هذا التوسع. ولأول مرة ارتفعت الإضافات الكهروضوئية الشمسية بشكل أسرع من أي وقود آخر، متجاوزة النمو الصافي في الفحم.

وكان هذا النمو مصحوبا بانخفاض غير مسبوق بكلفة الانتاج للوحدة الواحدة (كيلو واط/ساعه) وصولا الى اقل من 2 سنت (دولار أميركي) في بعض المناطق الغنية بالاشعاع الشمسي، بما في ذلك الهند والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والمكسيك وتشيلي، كذلك شمل الانخفاض طاقة الرياح، فضلا عن أسعار العقود المعلن عنها لاتفاقيات شراء الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح القابلة للمقارنة لتصل الى أقل من تكلفة توليد محطات الغاز والفحم التي تم بناؤها حديثا.

مستقبل مشرق

كما أن التوقعات بمستقبل مشرق للطاقة المتجددة في العام 2022 ستزداد، حيث ستدخل الطاقة الشمسية الكهروضوئية إلى الاسواق وتنافس بقوة كل الانواع التقليدية للطاقة، كذلك يمثل هذا النمو القياسي في عام 2016 حجر الاساس لتوقعات الطاقة الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية، والتي بينت في آخر تقاريرها أن نموا قويا كبيرا جدا سيحدث خلال عام 2022، حيث يتوقع أن يصل توليد الطاقات المتجددة إلى ما يزيد عن 920 غيغاواط، أي بزيادة قدرها 43 بالمئة، وان التوقعات لهذا العام هي أعلى بنسبة 12 بالمئة عن العام الماضي، ويعود الفضل في ذلك إلى الطاقة الشمسية الكهروضوئية والتوسع التصاعدي فيها في كل من الصين والهند.

وعلى مدى السنوات الخمس القادمة، تمثل الطاقة الشمسية الكهروضوئية أكبر إضافات الى السعات التوليدية للطاقة، وهي أعلى بكثير من الطاقات المتجددة الاخرى. ويمثل هذا نقطة تحول ويدعم توقعاتنا الأكثر تفاؤلا والتي تم تعديلها بأكثر من الثلث مقارنة بتقرير العام الماضي.

وفي ظل هذا النمو المتسارع حيث رفعت الكثير من الحكومات الحواجز، واتبعت سياسات جديده لتعظيم النمو الذي يمكن أن يعزز بنسبة 30 بالمئة أخرى، أي ما مجموعه 1150 غيغاواط إضافية بحلول عام 2022 بقيادة الصين التي تجاوزت الآن في 2017 بالفعل خططها بالطاقة الشمسية الكهروضوئية لعام 2020، وتتوقع الوكالة الدولية للطاقة أن تتجاوز هدفها بطاقة الرياح في عام 2019. والصين هي أيضا الرائدة في السوق العالمية في مجال الطاقة الكهرومائية، والطاقة الحيوية للكهرباء والحرارة، والسيارات الكهربائية. وتمثل الصين اليوم نصف الطلب العالمي للطاقة الشمسية الكهروضوئية، في حين تمثل الشركات الصينية نحو 60 بالمئة من إجمالي الطاقة السنوية لتصنيع الخلايا الشمسية على الصعيد العالمي. وعلى هذا النحو، فإن التطورات في السوق والسياسات في الصين سيكون لها آثار عالمية على الاسعار والعرض والطلب على الطاقة الشمسية الكهروضوئية، وسيبلغ إجمالي الطاقة الشمسية الكهروضوئية في جميع أنحاء العالم 740 غيغاواط بحلول عام 2022 (أكثر من مجموع الطاقة الكهربائية الإجمالية للهند واليابان اليوم). ويجري حاليا تعديل سياسات الطاقة المتجددة في الصين بدرجة كبيرة من أجل التصدي لهذه التحديات. وتهدف الصين في برنامج تعرفة التغذية إلى نظام الحصص مع الشهادات الخضراء، ومن المتوقع أن تسرع هذه السياسات الجديدة إلى جانب نشر الطاقة الشمسية الطموحة وخطوط النقل الجديدة والتوسع في التوليد الموزع في نشر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

انحسار الفجوة

بحلول عام 2022، من المتوقع أن ينمو توليد الطاقة المتجددة في العالم بمستوى اكبر من الثلث أي أكثر من 8000 تيراواط في الساعة، أي ما يعادل إجمالي استهلاك الطاقة في الصين والهند وألمانيا مجتمعة. ونتيجة لذلك، ستصل حصة الطاقة المتجددة في توليد الطاقة إلى 30 بالمئة في عام 2022، بعد أن كانت 24 بالمئة في عام 2016. وفي السنوات الخمس القادمة، سيكون النمو في توليد الطاقة المتجددة أكبر من ضعف نمو الغاز والفحم مجتمعين. وفي حين أن الفحم يظل أكبر مصدر لتوليد الكهرباء في عام 2022، فإن الطاقة المتجددة تخفض فجوة الفحم بنسبة النصف لتصل إلى 17 بالمئة في عام 2022. وعلى الرغم من تباطؤ نمو الطاقة، ستبقى الطاقة الكهرومائية أكبر مصدر لتوليد الكهرباء المتجددة في توقعاتنا، تليها الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الكهروضوئية والطاقة الحيوية.

السياسات المحفزة للمنافسة

وقد أتاحت المنافسة المتزايدة الى تخفيض مستويات الأجور لمشاريع الطاقة الشمسية والرياح بنسبة تتراوح بين 30 و40 بالمئة خلال عامين فقط في بعض البلدان الرئيسية مثل الهند وألمانيا وتركيا. واستمرت أسعار المزادات التنافسية المعلن عنها للرياح والطاقة الشمسية في الانخفاض، ومن المتوقع أن ينخفض متوسط تكاليف التوليد العالمية بمقدار ربع الكلفة من الطاقة الشمسية الكهروضوئية على نطاق المرافق، وبنسبة 15 بالمئة تقريبا للرياح البرية، والثلث للرياح البحرية.

الخلاصة

خلاصة القول، ثمة تفاؤل بالرغم من كل الصعوبات، وهناك امل بالرغم من كل العراقيل ولا يصح الا الصحيح، بيئة نظيفة وحياة افضل لنا وللاجيال القادمة.

       *مهندس إستشاري في مجال الطاقة (العراق)