"غدي نيوز" – إعداد قسم الصحة والعلوم البيولوجية -
صرعة جديدة يطالعنا بها العقل التجاري الغربي، وهي تتمثل في الاستفادة من حليب الأمهات المرضعات لأغراض تسويقية ليس أكثر، وتسويغ هذه الخطوة بادعاءات تظل موضع تساؤل، خصوصا وأنه تبعا لمنطق الطبيعة فإن حليب الأم هو غذاء الطفل إلى أن تنبت أسنانه، أي أنه مرتبط بفترة عمرية تعرف بـ "فترة الرضاعة"، وبعد ذلك يصبح تناوله من قبل الطفل غير ذي جدوى.
البكتيريا البشرية
وفي هذا السياق، نشرت "الدايلي ميل" البريطانية تحقيقا، أشارت فيه إلى أن "حليب الأمهات المرضعات مفيد جدا لاحتوائه على الأجسام المضادة التي تقوي الجهاز المناعي عند الأطفال، وتقلل عندهم خطر الإصابة بالعديد من الأمراض"، وهذا أمر صحيح ولا جدال فيه.
ولكن ما يثير التساؤل هو أنه، وفقا للمصدر عينه "بإمكان البالغين الاستفادة عما قريب من فعاليته الوقائية، فهناك لدى إحدى مشاريع التكنولوجيا الحيوية في "وادي السيليكون"، خطط لعزل السكريات التي تجعل من حليب الأم مادة مغذية، وتحويلها إلى منتج يتم تسويقه للاستهلاك من قبل الرضع والكبار على حد سواء.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن اكتشف العلماء، العام الماضي، إمكانية إعداد الصيغة الأولية للحليب، بواسطة البكتيريا البشرية!
وترى شركة Sugarlogix، ومقرها في بيركلي بولاية كاليفورنيا الأميركية، أن من الممكن تطوير هذه الفكرة نحو صنع المكملات الغذائية الداعمة للمناعة البشرية.
ويأمل الباحثون في أن تُستخدم السكريات الموجودة في حليب الأم، المعروفة الآن بأنها المغذي للبكتيريا الجيدة في أمعاء الرضع، لعلاج مجموعة من الحالات عند البالغين، المرتبطة بشكل كبير بصحة الأمعاء، مثل السكري ومتلازمة القولون العصبي.
أحادي السكاريد
ومع ذلك، ففي حين أن هناك أدلة لا لبس فيها على فوائد حليب الأمهات بالنسبة للأطفال الرضع، يدور النقاش حاليا حول مدى الفائدة المقدمة للبالغين أيضا.
وتعود إلى حليب الأم الاحتمالات الأقل لإصابة الرضع بالأكزيما في البطن، فضلا عن تطور مرض السكري من النوع الثاني والسمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية في مرحلة البلوغ.
واكتشف العلماء أن سر حليب الأمهات يكمن في السكريات المعقدة، التي تسمى "أحادي السكاريد" (HMOs).
وقالت "روسيا اليوم"، نقلا عن الصحيفة البريطانية "كان يُعتقد سابقا بأن هذه السكريات ليس لديها أي وظيفة لأن معدة الأطفال لا تهضمها، إلا أن الباحثين وجدوا لاحقا أنها تشجع على نمو البكتيريا المفيدة "Bifidobacterium longum" في الأمعاء.
وبطبيعة الحال، فإن هذه النتائج تسببت في تدافع الشركات إلى الفكرة على أمل تجميع وتسويق المكونات الفريدة في حليب الأم.