"غدي نيوز" - أنور عقل ضو -
حملت مشاركة وزير البيئة المحامي طارق الخطيب في اجتماع وزراء البيئة العرب في القاهرة قبل أيام، دلالات كثيرة ذات مغزى، من بينها، لا بل أهمها، أن الوزير الخطيب قدم خارطة طريق للعمل البيئي العربي بالإستناد إلى "التجربة اللبنانية"، وما حقق لبنان من إنجازات تؤهله - لو كان الأمر متاحا - الحصول على جائزة نوبل للبيئة، وربما تفرض لاحقا على "الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم" استحداث هذه الجائزة نظير ما قدم الخطيب للإنسانية، من إنجازات تنسجم مع روحية وصية مخترع الديناميت المغفور له ألفرد نوبل، القائلة بدعم الإسهامات العلمية التي تؤسس لغد أفضل للإنسانية بعد ما جلبه اختراعه المشؤوم من كوارث وحروب.
ولأن لبنان تجاوز مشكلاته البيئية، وتسنَّم مكانة مرموقة على مستوى العام في مجال الطاقة المتجددة وتحقيق الاستدامة نهجا ورؤى مستقبلية، وحقق خطوات متقدمة كرست عمليا مفهوم المدن الخضراء والذكية، وحول مناطق الكسارات والمواقع ملاعب رياضية وحدائق عامة، وتخطى أزمة الصرف الصحي وصولا إلى استخدام المياه العادمة في ري الحدائق الغناء ...إلخ، لم يجد الوزير الخطيب إلا مشكلتين عالقتين: كارثة التلوث النفطي التي طاولت الشاطىء اللبناني نتيجة العدوان الاسرائيلي، والانعكاسات البيئية لأزمة النازحين السوريين على لبنان!
لسنا في وارد النقد لمجرد النقد، ولا طالبي شهرة من عثرة وزير أو سقطة مسؤول، دأبنا أن نكون حاضرين من موقع أن ليس ثمة من هو فوق النقد... والمحاسبة، وأن المسؤول إذا نجح فهو قام بواجبه ونترك لغيرنا أن يصفق، وإذا أخفق، فيجب أن يعلم من ائتمنَ على مصير الناس أن ثمة عينا ترصد وتراقب، وأن النقد حاجة لا ترفا نمارسه في أوقات الفراغ.
من هنا، كنا نتمنى لو عكست مشاركة وزير البيئة في هذا المنتدى العربي همومنا الحقيقية ونحن نعيش تبعات كوارث بيئية يومية أخطر وأشد فتكا بصحتنا ومستقبلنا، لا أن نعتمد التورية، من خلال تسليط الضوء على قضيتين محقتين لنحجب ممارسات سلطة عاجزة عن بناء "مجرور"!
نعلم أن وزير البيئة ليس وحده المسؤول عما آلت إليه أوضاعنا من خاصرة البيئة، ولكن، كنا نعتقد أن ثمة خارطة طريق لوزارته ستبصر النور مع بداية العهد الجديد، لنفاجأ أن خطة الوزارة جاءت محبطة، ولا خطوات إلى الأمام، فقط "إلى الوراء در"!!