خاص "غدي نيوز"
كانت الطريقة للوقاية من مرض "ألزهايمر" تقليديا، هي بتناول مادة "أوميغا 3"، الموجودة في مواد غذائية من مصادر نباتية وحيوانية متعددة، إلا أن أهمها، هي الأسماك الدهنية كالسلمون وغيره، إلا أنه مؤخرا، فقد طور باحثون في شركة "نيوتريسيا" Nutricia شرابا، يحتوي على مجموعة من مغذيات عدة، ومن ضمنها الـ "أوميغا 3"، وزعموا أنه يساهم بتراجع أعراض "ألزهايمر" في مراحله الأولى، إلا أنه بالمقابل فقد أكدت دراسات، إنه لم يثبت بالأدلة، أن شراب مكون من المكملات الغذائية يساعد في تراجع فعلي لأعراض مرض "ألزهايمر".
ما هو المشروب؟
ولم ترصد نتائج التجارب، التي شملت مرضى تناولوا مشروب "سوفينيد" Souvenaid من شركة "نيوتريسيا"، وهو يحتوي مجموعة مركبات أشير إليها بالإسم التجاري FORTASYN CONNECT، نتائج إيجابية بالحفاظ على ذاكرة المرضى وقدراتهم على التفكير.
وقال المشرفون على الدراسة التي نشرت نتائجها في دورية "لانسيت للعلوم العصبية" The Lancet Neurology العلمية إنه "يجب إجراء المزيد من الدراسات الموسعة للتأكد أن المنتج يمكنه أداء الهدف المرجو منه، وأنه ينبغي للمستهلك معرفة أن شرب زجاجة من أي منتج ليس علاجا لهذا المرض".
وتقول الشركة المصنعة "نوتريشيا" إن المشروب الذي تنتجه ينبغي تناوله تحت إشراف طبيب أو ممرضة مختصة أو صيدلي.
والمنتج هو مزيج معين من الأحماض الدهنية الأساسية، والفيتامينات، والمواد المغذية الأخرى بما في ذلك الأحماض الدهنية أوميغا 3، الكولين Choline، مونوفوسفات أوريدين uridine monophosphate ، الدهون الفوسفورية phospholipids، ومضادات الأكسدة antioxidants وفيتامينات ب.
وتنتج الشركة المشروب بنكهة الفراولة أو الفانيليا، ويكلف يوميا 3.49 جنيه استرليني، أو حوالي 4.6 دولارا، ولفتت الشركة إلى أن تناول المنتج مرة واحدة يوميا، فإن دوره في تعزيز المكملات الغذائية في الجسم، قد يساعد في السيطرة على مرض ألزهايمر، خصوصا بالنسبة لأولئك الذين تظهر لديهم علامات مبكرة على إصابتهم بمرض الخرف، إلا أن نتائج تجربتين طبيتين لم تثبتا هذه النتائج.
التجارب
شملت الدراسة 311 مريضا يعانون من ألزهايمر في مرحلة مبكرة للغاية أو ضعف معرفي طفيف، وطلب من جميع المشاركين تناول مشروب يوميا، بحيث تناول نصف المرضى مشروب "سوفينيد"، بينما تناول النصف الآخر مشروبا لا يحتوي على مكملات غذائية إضافية.
وأعيد فحص المرضى بعد عامين من المشاركة في التجربة لدراسة أي اختلافات بين المجموعتين لجهة تفاقم أعراض الخرف، وهي تقاس بإجراء تجارب واختبارات معرفية وعلى الذاكرة memory and cognitive test.
وأظهرت النتائج أن العلاج لم يقدم أي تقدم على ما يبدو، على الرغم من أن المرضى في المجموعة التي تناولت مشروب "سوفينيد" ظهرت عليهم علامات أقل من حيث تقلص المخ خلال عمليات المسح بالأشعة، وهذا ما أكده الأطباء من أنها علامات تبعث على التفاؤل لأن عملية تقلص المخ في المناطق التي تتحكم بالذاكرة ينذر بتفاقم مرض الخرف.
وقالت البروفسورة هيلكا سوينينن Hilkka Soininen، من جامعة شرق فنلندا HATICE.EU "نتائج اليوم، التي نشرت في (لانسيت لعلم الأعصاب) ، قيمة للغاية لأنها تقربنا من فهم تأثير التدخلات الغذائية على الزهايمر المبكر، والتي نحن الآن نستطيع تشخيصه بصورة أفضل ولكننا غير قادرين على علاجه بسبب عدم وجود خيارات صيدلانية معتمدة"، وأضافت " توضح الدراسة أن التدخل التغذوي وهو (نظام ليبيديديت) LipiDiDiet يمكن أن يساعد على الحفاظ على أنسجة المخ، وكذلك الذاكرة وقدرة المرضى على أداء المهام اليومية وهي الجوانب الأكثر إثارة للقلق في المرض".
وقالت المتخصصة والباحثة في مرض الخرف البروفسورة تارا سبيرس-جون Tara Spires-Jones، من جامعة إدنبره The University of Edinburgh:"كانت بعض الاختبارات الأخرى على هيكل الدماغ ووظيفته واعدة، ولكن عموما تشير هذه الدراسة إلى أنه من غير المحتمل أن يحدث تغيير معين في التغذية فرقا كبيرا لدى الناس المصابين بمرض الزهايمر، حتى في المراحل المبكرة".
وأضافت :"توجد أدلة قوية بأن اتباع نظام حياة صحي يشتمل على ممارسة الرياضة واتباع نمط غذائي صحي، قد يساهم في تقليل مخاطر الخرف، لكن بمجرد أن يبدأ المخ مرحلة التلف، لا يمكن للتدخل الغذائي أيقاف المرض".
وقالت الخبيرة في هذا المجال من جامعة بريستول University of Bristol الدكتورة إليزابيث كولتارد، Elizabeth Coulthard ، إنه "ينبغي للناس أن تفكر جيدا قبل شراء أي شئ لم تثبت فعاليته".
ونصح رئيس القسم العلمي في "مركز أبحاث ألزهايمر في المملكة المتحدة " Alzheimer's Research UK الدكتور ديفيد رينولدز David Reynolds:"بأنه إذا شعر الناس بالقلق على ذاكرتهم ، أو أنهم يفكرون في شراء أو تناول شراب سوفينيد كمكمل لنظامهم الغذائي، فمن المهم مناقشة الأمر مع الطبيب المختص".
وأشارت متحدثة باسم الشركة المصنعة في بيان إلى أنه: "يسرنا في نيوتريسيا أن هذا يضيف إلى مجموعة الأدلة على سوفينيد، ونحن لا نزال ملتزمين بالبحوث السريرية الجارية والمزيد من الأبحاث".