خاص - "غدي نيوز"
لم يتوانَ صيادون في منطقة البترون (شمال لبنان) عن الإمساك بثماني من أسماك القرش، متباهين بصيدها، بالرغم من أنها مهددة بالانقراض، وبالرغم من أنها محمية بموجب القانون اللبناني، وثمة ضرورة لحمايتها، ولا نعرف ما تأثر اندثارها على الحياة البحرية والنظم الإيكولوجية فيها.
وكالعادة، تسابقت وسائل الإعلام لتغطية "المجزرة" وتسوغ ارتكابها وتظهير الأمر على أنه "إنجاز" كبير حققه الصيادون، وهي تمارس التعمية والتورية بعيدا من معرفة القيمة الإيكولوجية لهذا النوع النادر من الأسماك، وهي خلافا لما روجه البعض لا تعتبر خطرة، وغير مهاجمة تعيش في قاع البحر، بدليل أنه تم صيدها على عمق 200 متر، ويطلق عليه الصيادون "كلب البحر" أو "قرش الرمال".
كما زود أحد الناشطين موقعنا ghadinews.net، بفيلمي فيديو*، نشره أحد الأشخاص على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" لصيد هذه الأسماك.
التنوع الحيوي مهدد
إن الصيد المستدام يفترض مراعاة القوانين واحترامها، وهذه المجزرة لا تختلف كثيرا عن مجازر الصيد البري، لا بل بدت أشد فظاعة، وجاءت الصور صادمة، خصوصا بعد سحبها من المياه وتعليقها والتقاط الصور التذكارية معها في مشهد نافر يؤكد كم هي مستباحة ثرواتنا البيئية، وكم هو مهدد التنوع الحيوي الضامن لبيئة سليمة معافاة.
ثمة احتمالان حول نوعها من حيث التصنيف العلمي، فهي إما أنها تنتمي لفصيلة قرش كلب البحر dogfish sharks، الاسم العلمي (Squalidae) وإما لفصيلة قرش البقرة Bluntnose sixgill shark الاسم العلمي (Hexanchus griseus)، وهذا أمر لا نبت به ونحسمه بعيدا من رأي خبراء في علم البيولوجيا البحرية، وهذا ما سنتابعه لاحقا مع خبير وباحث معني بهذا المجال، وإن كنا نعلم أن تبعات هذه المجزرة خطيرة على البيئة البحرية، انطلاقا من أن وجود هذا النوع من القرش لم يأت بالصدفة، وله دور أساس في منظومة البيئة البحرية.
وأكد مصدر من صيادين رفض ذكر اسمه أن "هذا الصياد اصطاد هذه الأسماك عمدا، وليس عرضا كما ذكر في الإعلام، بل بطريقة تسمى "الشَرَك" وهي عبارة عن حبل طوله حوالي 200 مترا، وتوضع صنارة كل 10 أمتار ويُعَلق فيها سمك وتحديدا الـ "بالاميدا" طازجة ومن المحبذ أن تحتوي دماء طازجة"، وأشار المصدر نفسه أن "سعر الكيلو من هذه الأسماك يبلغ 7000 ليرة لبنانية في طرابلس".
من جهة ثانية قال صياد آخر عند سؤاله عن هذه الأسماك أن: "هذه الأسماك مهمة للبحر، وإذا فقد القرش فالكثير من الأسماك عرضة للإنقراض، خصوصا وأنها تنظف البحر خصوصا من الأسماك النافقة، وتساهم بالقضاء على أنواع كثيرة من الأسماك الغازية التي تهدد الأسماك المحلية"، وأضاف:"من مسؤولية وزارة الزراعة نشر الوعي وتثقيف الصيادين حول الأنواع الممنوع صيدها".
مناشدة وزارة الزراعة
وفي هذا السياق، نناشد وزارة الزراعة كـ ghadinews.net وسائر الجهات المعنية للتحرك سريعا، ليس لمعاقبة المرتكبين فحسب، وإنما لتقديم معلومات وافية حول "قرش كلب البحر"، تكون بمثابة رسالة توعية، كي نحمي بحرنا.
وتجدر الإشارة، إلى أن أي تبريرات لا يمكن الأخذ بها، ولا يمكن إسقاط الفعل الجرمي بدليل أن هذه الأسماك علقت تمهيدا لبيعها!
*رابط فيلمي الفيديو:
https://www.facebook.com/100010362004004/videos/503205456701517/
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=503237946698268&id=100010362004004