مدينة بون الألمانية – موفد "غدي نيوز"
فيما يجتمع ممثلون عن نحو مئتي دولة في مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة حول تغير المناخ COP23 في مدينة بون الألمانية، ثمة في المقلب الآخر من العالم، وفي مناطق بعيدة جزر اختفت، وأخرى مهددة، والآتي أعظم وأخطر مع قرب اختفاء دول ومدن، إذا لم تتخذ إجراءات سريعة أبعد من حدود "التكيف"، أي لجم ووقف ارتفاع درجات الحرارة الكونية في حدود تبعد شبح الكوارث المحتملة.
فهل سيرتقي المفاوضون في بون إلى مستوى الخطر الماثل؟
بيقى هذا السؤال ماثلا بقوة في أروقة المؤتمر وفي فضاء مدينة بون، وهي تشهد تحركات وتظاهرات من قبل ناشطين بيئيين من مختلف أنحاء العالم، مع تراجع منسوب التفاؤل الذي يضع "اتفاف باريس" للمناخ في مهب مصالح الدول والحكومات، حتى أن كثيرين من ممثلي الجمعيات البيئية المشاركة، أسرّوا لـ ghadinews.net مؤكدين أن "المحادثات في جانبها المتواري والبعيد عن وسائل الإعلام، بينت عقم المفاوضات وننتظر أعجوبة تعيد المفاوضين إلى جادة الصواب"، وثمة من اعتبر أن "اتفاق باريس يترنح، وننتظر ما إذا كانت الدول ستتبنى خيارات متقدمة تبقي هذا الاتفاق قابلا للحياة".
اختفاء جزيرتين
وطغى اليوم على المؤتمر تقرير آخر أشار إلى أن الكوارث الطبيعية بسبب تغير المناخ في العالم تتوالى، إذ كشفت الأبحاث عن اختفاء العديد من الجزر في المحيط الهادي، مثل بعض جزر سليمان، وأخرى تهددها المياه بالتآكل والاختفاء عن وجه الكرة الأرضية.
في البداية كانت الأدلة قليلة وكلامية فقط، إذ تحدث سكان محليون من بونبي (جزيرة من جزر ميكرونيزيا في المحيط الهادي) عن اختفاء جزيرتين عن الوجود وأصبحتا في طي النسيان. لكن باتريك نون، عالم المناخ من "جامعة صن شاين كوست" في كوينزلاند بأستراليا، كشف عن أن ست جزر غير مأهولة أخرى غمرتها المياه منذ عام 2007، بحسب ما نشره موقع "جيوغرافيكال".
علاوة على ذلك، أظهرت صور الأقمار الصناعية لجزر سليمان في المحيط الهادي العام الماضي أن خمساً من جزر الشعاب المرجانية قد اختفت منذ منتصف القرن العشرين نتيجة للتقلبات المناخية الناتجة عن ظاهرة الاحتباس الحراري والتلوث البيئي، ولكن بسرعة أكبر من المتوقع.
تدمير قرى كاملة
ولحسن الحظ فإن هذه الجزر لم تكن مأهولة، غير أن هناك ست جزر أخرى ذات مساحات كبيرة قد غمر البحر بعض أجزائها ودمر قرى كاملة فيها، مما أجبر السكان على الانتقال إلى مكان آخر. إلى جانب ذلك، هناك ما لا يقل عن 11 جزيرة من جزر سليمان الشمالية قد اختفت تماماً، أو تعاني من تآكل شديد في الوقت الحالي، بحسب ما نشره موقع صحيفة "الغارديان" البريطانية.
كما أشارت الاستطلاعات الجوية إلى أن الجزر المنخفضة في ميكرونيزيا وجزر سليمان تعطي فكرة واضحة عن مستقبل المناطق المنخفضة في المحيط الهادي، التي تشهد ارتفاعاً من 7 إلى 12 ملليمتراً في مستوى سطح البحر سنوياً، أي أعلى بكثير من المتوسط العالمي البالغ ثلاثة ملليمترات.
الجدير بالذكر أن تغير المناخ ليس المسؤول الوحيد عن هذه الخسائر الطبيعية، حيث تلعب عوامل أخرى مثل ظاهرة "إلـ نينيو"، التي تتسبب في تبدلات مناخية في كل الكرة الأرضية.