"غدي نيوز" – إعداد قسم البيئة والتنوع البيولوجي -
تسببت ظاهرة "إلـ نينيو" El Niño المناخية بنتائجها المدمرة، في الفترة الممتدة ما بين عامي 2014 و2016 في جعل الغابات تطلق ثلاثة مليارات طن من الكربون، وذلك حسب تحليل جديد، وتعادل هذه الكميات 20 بالمئة تقريبا من الانبعاثات التي نتجت خلال الفترة ذاتها من حرق الوقود الأحفوري وصناعة اللإسمنت.
هذا ما سلطت الضوء عليه دورية "نايتشر" Nature العلمية الواسعة الانتشار في تحقيق لخص دراسة مهمة تناولت ما يعتبر سبقا في مجال العلوم البيئية والطبيعية.
إنجاز هائل
وبحسب "نايتشر" تشير القياسات التي قام بها "مرصد ناسا المداري للكربون" Orbiting Carbon Observatory (OCO-2)، وهو قمر صناعي يتتبع مستويات ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي، إلى أن "إلـ نينيو" El Niño عزز من هذه الانبعاثات بطرق ثلاث، إذ زاد مزيج من درجات الحرارة العالية والجفاف من عدد حرائق الغابات ومن شدتها في جنوب شرقي آسيا، في الوقت الذي أعاق فيه الجفاف نمو النباتات في غابات الأمازون المطيرة، الأمر الذي قلل من كميات الكربون التي تمتصها.
وفي أفريقيا، زادت درجات الحرارة المرتفعة والوتيرة شبه الطبيعية لهطول الأمطار من المعدلات التي تزفر بها الغابات ثاني أوكسيد الكربون. والقفزة الكلية في الانبعاثات من الغابات الاستوائية تعادل بالتقريب ثلاثة أمثال متوسط كمية الكربون المنبعثة سنويا من قطع الغابات، والتغير في استخدام الأراضي في جميع أنحاء العالم في الفترة ما بين عامي 2006، و2015.
ويعَدّ التحليل الذي قدّم في اجتماع الجمعية البيئية الأميركية في بورتلاند في ولاية أوريغون، يوم 7 آب (أغسطس) الماضي، إنجازا هائلا للمرصد المداري للكربون-2. ومنذ عام 2014، بدأ هذا القمر الصناعي في مد العلماء بأفضل البيانات عن تذبذبات الانبعاثات الكربونية. كما أن ظاهرة إلنينيو التي حدثت ما بين عامي 2014، و2016 تعَدّ واحدة من أول الاختبارات الكبرى التي تعَرَّض لها هذا المرصد.
عوامل أكثر تعقيدا
وحسب قول ديفيد شميل، عالم البيئة في مختبر الدفع النفاث - التابع لناسا - في باسادينا (كاليفورنيا)، الذي قدم هذه النتائج، فإنه "كان يتعين علينا في الماضي أن نقوم بنمذجة الكيفية التي تؤثر بها هذه التغيرات في الغطاء النباتي على مستويات ثاني أوكسيد الكربون، أما الآن، فالفرصة مؤاتية لكي نعرف ما أصبنا فيه، وما أخطأنا في حسابه".
ويتيح مجموع البيانات التي تم الحصول عليها من هذا القمر الصناعي، ومن غيره من الأقمار الصناعية، التي تقيس الميثان وأول أوكسيد الكربون، لشميل وزملائه تكوين صورة واضحة عن الكيفية التي تستجيب بها الغابات في جميع أنحاء العالم للصدمات المناخية، التي يتسبب فيها "إلـ نينيو".
وكان قد تم في السابق التعرف على الآليات الثلاث التي رصدها الفريق لزيادة الانبعاثات، باعتبارها السبل التي يمكن للأنماط الجوية العنيفة أن تؤثر بها على النباتات، حسب قول أبيجيل سوان، عالمة المناخ والأحياء في جامعة واشنطن في سياتل. وتضيف: "الأمر المثير للاهتمام هو أن هذه الآليات الثلاث حدثت جميعها، وهذا يعني أن ظاهرة (إلـ نينيو) سوف تصبح في المستقبل مزيجا من العوامل الأكثر تعقيدا".