"غدي نيوز" – إعداد قسم البيئة -
على وقع الموقف الأميركي والظواهر المناخية المتطرفة، تواصل الأمم المتحدة جهودها لمكافحة تغير المناخ، وفقاً لما نص عليه "اتفاق باريس" في COP21 في العاصمة الفرنسية 2015.
بداية، ما يزال إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب خروج بلاده من اتفاقية باريس يربك حسابات باقي الدول، لا بل أبعد من ذلك، فقد قوبل فوزه في الانتخابات بموجة غضب وحزن من قبل المشاركين في مؤتمر المناخ - مراكش 2016 في المغرب COP22، وهو الآن يحد من سعي الأمم المتحدة في جهودها الرامية إلى إيجاد سبل لتحقيق ما تم الاتفاق بشأنه.
لقد دعت قمة المناخ الـ23 المنعقدة في مدينة بون الألمانية COP23، التي مضى على انطلاقها ثلاثة أيام للتحرك بصورة عاجلة لمواجهة ظاهرة الاحترار العالمي في الوقت الذي بدأ فيه ارتفاع منسوب مياه المحيطات يشكل تهديدا حقيقا لبعض الدول الجزرية كجزر المالديف وجمهورية فيجي التي تترأس هذه القمة والعديد من الجزر المأهولة بالسكان والمتناثرة عبر محيطات العالم، فإلى أي مدى يمكن تطبيق مقررات اتفاق باريس رغم انسحاب الولايات المتحدة منه؟ وهل تملك الدول الصناعية الكبرى الإرادة الحقيقة لكبح جماح ارتفاع درجة حرارة الأرض؟
2020 سيكون عاما كارثيا
هذا السؤال ساقته "الخليج أون لاين" في عرضها لمسار المفاوضات، وكتب الباحث في مجال البيئة زيدون فلاح "ربما من السابق لأوانه الحديث اليوم عن النتائج والمقررات لهذه القمة التي آلت اليها المفاوضات الدولية لحد الآن، فلا تزال أروقة المؤتمر تحتضن في غرفها المغلقة منها والمفتوحة اجتماعات ومناقشات مكثفة بين الوفود الدولية للتوصل الى آليات واجندات عمل يمكن من خلالها تنفيذ اتفاق باريس".
يرى المراقبون في مدينة بون تفاؤلاً حذراً يرتسم على وجوه الوفود المشاركة وسط ترقب للموقف الأميركي خاصة وان الولايات المتحدة قد أعلنت انسحابها من اتفاق باريس في حزيران الماضي، ووفقا للخارجية الأمريكية، فإن هذه المشاركة "تشمل المفاوضات الجارية بشأن المبادئ التوجيهية لتنفيذ اتفاق باريس" الذي تم التوصل إليه في العام 2015.
وأوضحت الخارجية أن هذه المشاركة ستتم من أجل "ضمان مصالح الولايات المتحدة" والانسحاب الأميركي هذا سيدخل حيز التنفيذ في العام 2020 اذا ما أصرت الولايات المتحدة على موقفها دون تراجع، فعام 2020 سيكون عاما كارثيا بحسب رأي المختصين في مجال المناخ بسبب تملص الولايات المتحدة من الاتفاقيات الدولية وهي ثاني اكبر باعث لغاز ثاني أوكسيد الكربون بعد الصين، وهو العام نفسه الذي تتطلع اليه شعوب العالم ان يكون العام الأخير الذي ترتفع فيه درجة الحرارة على هذا النحو، وان يكون عام العمل على كبح جماح ارتفاع درجات الحرارة من خلال التخفيف من انبعاثات غازات الدفيئة.
لا تزال الدول الفقيرة المتأثرة بتغير المناخ والدول الجزرية المهددة بالغرق تطالب الدول الصناعية الكبرى بالعمل على تنفيذ مخرجات اتفاق باريس وبذل المزيد من العطاء لهذه الدول للتكيف والصمود بوجه شبح تغير المناخ، وقال رئيس وزراء جمهورية فيجي ورئيس قمة المناخ 23 "طلبنا الجماعي الى العالم هو ان يحافظ على الوجهة التي حددت في باريس في العام 2015"، كما قال طارق إبراهيم رئيس تحالف الجزر الصغيرة "لحسن الحظ، نرى كل الدعم الذي قدم لاتفاق باريس منذ 2015 من مستوى الميدان الى اعلى المستويات، ونرى دولاً كبرى تعلن عن مبادرات طموحة، نأمل بأن تتواصل هذه الديناميكية".
مخرجات قمة المناخ 23
قبل أيام من انعقاد قمة المناخ 23 حذرت دراسة صادرة عن الأمم المتحدة من الفارق الكارثي بين الأفعال والحاجات، في نهاية عام شهد كوارث طبيعية كبرى رجح خبراء المناخ انها قد تتواصل في ظل تغيرات المناخ، ومن بينها اعصاري ايرما وهارفي، ومن المتوقع ان يكون العام 2017 العام الأشد حراً بين الأعوام التي لم تشهد ظاهرة "النينو"، وهي ظاهرة تحدث كل ثلاث الى سبع سنوات وتتسبب بارتفاع درجات الحرارة بحسب ما أعلنته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية الاثنين في بون، وقد نشر ghadinews.net ملخصا عن الدراسة.
وقال الأمين العام للمنظمة بيتري تالاس ان "السنوات الثلاث الأخيرة هي الأعوام الأكثر حرا على الاطلاق وهي تندرج في إطار ميل الكوكب الى الاحتراز على المدى البعيد". فإلى أي مدى سيتنبه القرار السياسي الدولي لهذه التصريحات التي تنبؤ بالخطر؟ والى أي حجم ستكون ردة الفعل الدولية بالاستجابة لنداءات الاستغاثة التي تطلقها الشعوب الفقيرة كل حين جراء الكوارث البيئية التي حدثت وربما تحدث في أي وقت؟
لذلك، ووفقا للمصدر عينه، يتطلع الجميع اليوم الى مخرجات قمة المناخ 23 والعالم في ترقب لأيامها الأخيرة التي من المكن ان تشهد تمثيلاً دولياً رسمياً على مستوى عالٍ لإعلان الحسم عن هذه القمة والتي ستعطي الضوء الأخضر لقمة 24 في بولندا العام المقبل، والتي من المتوقع ان يتم فيها وضع لائحة عقوبات على الدول التي لا تلتزم بالقرارات الدولية إزاء تغير المناخ وحماية كوكب الأرض.