"غدي نيوز"
تحت قناطر تاريخية مرممة ومزدانة بالاضواء واشجار عيد الميلاد، يُباع صابون حلب الشهير ومجوهرات مشغولة يدوياً في حي صغير عادت إليه الحياة في مدينة حلب السورية القديمة التي اجتاحتها الحرب.
وشكّلت مدينة حلب المدرجة على لائحة اليونسكو للتراث العالمي، إحدى خطوط المواجهة الأكثر عرضة للاشتباكات بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة المسلحة.
واستعاد نظام الرئيس بشار الأسد في كانون الأول (ديسمبر) الماضي السيطرة على هذه المدينة الكبيرة في شمال سوريا، بعدما قُسّمت منذ 2012 إلى أحياء خاضعة لقواته وأخرى واقعة تحت سيطرة المعارضة.
وفي سوق الجمرك الذي افتتحه أمس (الخميس)، وزير التجارة الداخلية عبد الله الغربي ومحافظ حلب حسين دياب خلال حفل كبير، لم تعد آثار القذائف والصواريخ إلا ذكرى سيئة.
واستعادت قناطر الحجر العريقة بريقها بعدما ازدانت بأكاليل مضيئة وبأشجار عيد الميلاد والأعلام السورية.
ولا يزال عدد من واجهات المتاجر مغلق، إذ إنه لم يُرمّم بعد. لكن غرفة التجارة في حلب نظمت سوقاً ميلادياً، إذ عُرضت مجوهرات مشغولة يدوياً وسجاد تقليدي وصابون حلبي مصنوع من زيت الزيتون.
وكان سوق حلب الأكبر في العالم، إذ ضمّ في السابق أربعة آلاف محل و40 خاناً استقطبت منذ قرون حِرَفيّين وتجّاراً من كل أنحاء العالم.
في خان الجمرك الذي كانت تتوقف فيه القوافل سابقاً، والذي أعيد ترميمه جزئيّاً، أعاد بعض تجار الأقمشة والسجاد فتح متاجرهم، وبينهم سهيب كربوج الذي أغلق محلّه على مدى سنوات عندما كان الحي خاضعاً لسيطرة مسلحين.
وقال كربوج الذي عرض ستائر مطرّزة: "كنا نصدّر بضائعنا الى العراق وليبيا والجزائر"، وأضاف: "عدنا الى خان التجارة لأن حلب هي عصب الصناعة والتجارة في البلاد".
خارج سوق الجمرك، لا تزال المدينة ساحة دمار حيث يمكن رؤية واجهات منهارة وتلال من الأنقاض.
ويضم الحي أيضاً الجامع الأموي الشهير الذي أعيد بناؤه في القرن الـ12. لكنّ مئذنته دمّرت بسبب الحرب الأخيرة.
وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب)