"غدي نيوز" -*فادي غانم -
فيما يتحدث وزراء البيئة في الغرب بنظرة نقدية حيال الصعوبات التي اعترضت دفع اتفاق باريس للمناخ خطوات إلى الأمام، في تقييمهم لمؤتمر المناخ في بون COP23 الذي اختتم أعماله أمس الأول (الجمعة)، وفيما جاءت مواقفهم منسجمة إلى حدود معينة مع خبراء البيئة والمناخ من أن نتائج "بون" كانت "متواضعة"، يفاجئنا وزراء البيئة العرب بتصريحات لا تشي بأنهم شاركوا فعلا في المؤتمر، ووقفوا على أهم المفاصل الرئيسية التي حالت دون إحراز أي تقدم، في ما عدا تقارير لا تغني ولا تسمن من جوع.
إذا ما تتبعنا مواقف وزراء البيئة العرب، يستوقفنا ما ساقه أمس وزير بيئة دولة عربية كبرى من أن "اتفاق باريس نقلة لمواجهة تحدي تغير المناخ"، هذا الإستنتاج الذي خلص إليه الوزير يؤكد أن مشاركته في COP23 كانت سياحية وعبارة عن فترة استجمام، ومثله الكثير من مسؤولي الوفود العرب.
إن غياب الفكر النقدي حيال قضية بحجم تغير المناخ، يؤكد أن معظم وزراء البيئة العرب بحاجة لإعادة تأهيل، ثقافي ومعرفي، وأن لا تكون متابعة وقائع المؤتمر مقتصرة على الخبراء والمستشارين فحسب.
نعلم أن وزراء البيئة العرب (كما غيرهم من وزراء البيئة في العالم) مكبلون بسياسات دولهم، مع استثناءات قليلة جدا، كي لا نظلم بعضهم، لكن المشكلة تتمثل أساسا في غياب رؤية عربية موحدة في مؤتمر المناخ، وهذا ما بدا واضحا في غياب الدول العربية كقوة حاضرة ومؤثرة لجهة المساهمة في صياغة قرارات وتصويب مسار النقاشات والمفاوضات، كما أن بعض المساهمات المهمة لبعض الدول لا تصنع الفرق، إن لم تكن حاضرة في سياق تكاملي بين سائر الدول العربية، لا أن تبدو المشاركة وكأنها أقرب ما تكون إلى "سياحة بيئية ومناخية".
خلاصة القول، نتطلع إلى موقف عربي موحد، فاعل ومؤثر، ونتطلع إلى أن يذهب العرب للمشاركة في مؤتمرات ومفاوضات المناخ برؤى واضحة وبرامج عمل وأفكار خلاقة، بعيدا من خلافاتهم السياسية، التي غالبا ما تغيب قدراتهم وإمكانتهم، فعلى الأقل فلتوحدنا البيئة... وهذا أقل الإيمان!
*رئيس "جمعية غدي"