"غدي نيوز" - متابعات -

تزعم مجموعة من المتطوعين أن المنظمة التي تزعمت الاحتجاجات العالمية في شهر نيسان (أبريل) تحرت السرية المفرطة بشأن ممارساتها الإدارية.

وتواجه المجموعة الأميركية التي أشعلت فتيل حركة "مسيرة من أجل العلم" العالمية شكاوى تتعلق بممارساتها الإدارية، في الوقت الذي تتخذ فيه الإجراءات اللازمة كي تتحول إلى منظمة غير هادفة إلى الربح، وتعبر عن اعتزامها المواصلة، باعتبارها "حركة تهدف إلى دفع العلم، وتعزيز دوره في الحياة العامة".

رسالة مفتوحة

في الثالث والعشرين من شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وجهت مجموعة من المتطوعين الحاليين والسابقين رسالة مفتوحة إلى منظمة "مسيرة من أجل العلْم" المركزية في مدينة نيويورك، تزعم فيها أن المنظمة تتحرى السرية، ولا تراعي اهتمامات متطوعيها، كما أنها عازفة عن مشاركة السلطة، أو المعلومات مع منظمي العديد من المجموعات الفرعية التابعة لها حول العالم.

وقد أعربت المنظمة في بيان لدورية "نايتشر" Nature العلمية عن ترحيبها بـ"التقييمات والمقترحات الواقعية"، غير أن ثمة متطوعين هجروا المنظمة بالفعل، وقامت مجموعة واحدة على الأقل من المجموعات التابعة الكبرى في نيويورك بقطْع علاقاتها بها. ويأتي هذا الاضطراب في وقت يشهد تجدد النشاط السياسي في أوساط العلماء الأميركيين، الذي يأتي - في أغلبه - احتجاجا على سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

يقول آرون هويرتاس Aaron Huertas مدير التواصل السابق لدى منظمة "مسيرة من أجل العلْم"، وأحد المشاركين في كتابة الرسالة، إن المنظمة باتت تتسم بالتنظيم الهرمي، ولم تعد تلك الحركة الشعبية التي أرادها كثير من المتطوعين.

قلق وعدم ارتياح

يساور آرون ومن وقعوا على الرسالة معه بعض القلق من أن المجموعة لم تنشر حسابات مفصلة بعد حول تمويلها، بما في ذلك مبلغ 1.3 مليون دولار أميركي، جمعته في الفترة بين الأول من شباط (فبراير)، والثلاثين من نيسان (أبريل). وهم لا يشعرون بالارتياح تجاه قرار المجموعة بأن تطلب من بعض المتطوعين وأعضاء مجلس الإدارة التوقيع على اتفاقات عدم الإفصاح، أو السرية، وكذلك تعيين كارولاين واينبيرغ Caroline Weinberg، وهي إحدى الرؤساء المشتركين الأصليين للمنظمة، في منصب المدير المؤقت، من دون الإعلان عن الوظيفة أولا.

ومن جانبها، تقول واينبيرغ إن المجلس قد عينها في شهر آب (أغسطس)، كي تشغل منصب المدير التنفيذي المؤقت، بدوام جزئي، وإن البحث المفتوح عن مدير دائم سيبدأ في شهر كانون الأول (ديسمبر)، وإن منظمة "مسيرة من أجل العلْم" سوف تفصح عن معلومات مالية أكثر تفصيلا عما قريب. وفي الوقت الراهن، من المقرر أن يخضع أيضا للتدقيق ذلك الكشف الذي جرى في الرابع والعشرين من تشرين الأول (أكتوبر)، وأسفر عن أن واينبيرغ وشريكيها في رئاسة المنظمة قد تلقوا أموالا نظير خدماتهم.

أما تيري كوش Terry Kush، مديرة العمليات بمنظمة "مسيرة من أجل العلْم"، فقد كشفت عن هذه المدفوعات في مذكرة قدمتها إلى المجموعات التابعة للمنظمة. كتبت كوش: "في شهري أيار (مايو) وحزيران (يونيو)، تلقى 12 عضوا بالفريق أموالا، نظير عملهم طوال هذين الشهرين، ومن ضمن هؤلاءالرؤساء المشتركون السابقون".

زيادة الشفافية

وأضافت: "نود أن نعاود التشديد على التزامنا بزيادة الشفافية داخل المنظمة، والحركة الشعبية الأكبر".

وكان الرؤساء المشتركون الأصليون الثلاثة للمنظمة - واينبيرغ، وجوناثان بيرمان، وفالوري أكينو Valorie Aquino- قد استقالوا من مناصبهم في أواخر شهر نيسان (أبريل)، ووقعوا على اتفاق سري مع المنظمة في أواخر شهر آب (أغسطس)، وذلك حسب قول واينبيرغ. وقد أضافت قائلة إنه على الرغم من أنها "لا تستطيع التعليق على بنود الاتفاق"، إلا أن هذا لا يمنعها من التحدث بحرية عن "المسيرة، أو عن عملنا، أو عن المحاسبة، أو عن الحوكمة، أو عن الهياكل القانونية". كما وقع أكينو وواينبيرغ أيضا ما تطلق عليه واينبيرغ اتفاقات سرية "معتادة" مع المجلس.

يصف هويرتاس المدفوعات بأنها "سرية"، ويقول إن عدم الإفصاح عنها علانية يقوض فاعلية مجموعة "مسيرة من أجل العلْم". أما واينبيرغ، فتقول إن المدفوعات قد تمت في شهر تموز (يوليو)، لكنْ لم يفصح عنها علانية إلا الآن، إذ إنها حدثت في منتصف السنة المالية.

وتقول واينبيرغ: "إن اتهامنا بأننا نشارك في هذا العمل كي نحقق الثراء لأنفسنا، ونجني المال، مسيء للغاية... فغالبية الناس ليس لديهم ترف التطوع بدوام كامل".

للاطلاع على النص من مصدره في دورية "نايتشر" إليكم هذا الرابط:

https://www.nature.com/news/us-march-for-science-group-faces-growing-pains-1.22909