"غدي نيوز" – إيليسيا عبود -
كشفت دراسة أميركية حديثة أن "طيور الكركي" cranes birds تعرف ظاهرة الحب الأول، المعروفة للبشر بظاهرة "الحب في مرحلة الطفولة"، وعادة ما تنتهي لدى هذه الطيور بالتزاوج.
وفي هذا السياق، درس فريق من "جامعة جورجيا" University of Georgia في الولايات المتحدة الأميركية الخصائص السلوكية لنوع نادر من طيور الكركي الأميركية يعرف باسم (grus americana)، والتي يبلغ عددها في الطبيعة البرية قرابة 400 طير، وفقا لإحصاءات شبه رسمية.
محمية احتياطية
وخلال الدراسة، تبين للعلماء أن ما يقرب من ثلثي هذه الطيور تجد شريكها قبل وقت طويل من سن البلوغ، في ظاهرة لافتة للإنتباه، شكلت محور اهتمام الباحثين ومتابعتهم لهذه الظاهرة.
ودرس العلماء الطيور التي تعيش في الجزء الشرقي من الولايات المتحدة، ولا سيما في ولاية ويسكونسن، حيث يوجد هناك محمية احتياطية خاصة تعمل على تفريخ طيور الكركي النادرة وتأهيلها للعيش في ظروف الحياة البرية.
وراقب المختصون 58 زوجا من هذه الطيور، وتم تزويد كل منها بجهاز إرسال يسمح للخبراء بمتابعة تحركاتها ومواقع تواجدها.
ولاحظ العلماء أن ما يقرب من 62 بالمئة من طيور هذا الفصيل تختار شريكها وتبدأ عملية "التواصل" على الأقل قبل سنة واحدة من سن البلوغ. وأن 26 بالمئة منها تعيش هذه الظاهرة حتى قبل عامين اثنين أو أكثر.
ميزة خاصة
ويقول علماء الطيور في دراستهم حول هذه المسالة: "يُبدي أحد الطيور إعجابه بالآخر بطريقة بسيطة لجذب انتباه شريكه المستقبلي، وذلك عبر القفز المتتالي ورفرفة الأجنحة، ويصاحب ذلك تعبير عن البهجة بصوت عال".
والغريب في الأمر أن هذا "الحب الطفولي" تطور في معظم الحالات إلى علاقة كاملة، حيث أن الشريكين عملا سويا في الفترة اللاحقة على رعاية الفراخ الصغيرة، ونسقا عمليات الصيد وكذلك الحماية من الحيوانات المفترسة.
وعلقت رئيسة فريق الدراسة كلير تيتلباوم، على حقيقة أن شريكي الكركي يعيشان فترة "صداقة" طويلة دون الاقتران، قائلة إن "هذا على الأغلب يمنحهم ميزة خاصة تضاف إلى عملية التكاثر، وهي الحصول على صديق ومدافع مخلص"، وفقا لـ "فيستي رو" الروسية وRT.
ومن الجدير بالذكر أن علماء الطيور أثبتوا في وقت سابق أن الحب بالنسبة للطيور البرية أكثر أهمية من الغذاء.