تعـــــريف
المحمية الطبيعية هي منطقة بريًة أو بحرية، مخصصة لحماية الموارد الطبيعية والحياة البرية. والمحميات الطبيعية راسخة في التقاليد القبلية العربية. وفي سبيل حماية نوعية المراعي، كانت القبائل تقرر أن تحدّ من الرعي مؤقتاً في بعض المناطق التي كانت تعرف بـ "الحمى" لتجنّبها التدهور ولتسمح لها بالتجدّد.
لبنان
يضم لبنان حالياً سبع محميات صادرة بقوانين بالاضافة الى عدد من المحميات الاخرى الصادرة بقرارات، تتمتع كل منها بثروة مميزة من الاجناس والكائنات. وتدين جميع هذه المناطق بوجودها الى جهود ضاغطة كثيفة بذلها البيئيون المحليون الذين أقروا بطابع هذه المناطق الفريد، وناضلوا للحفاظ عليها.
واللافت للانتباه هو أن عدداً من الجمعيات البيئية تقوم اليوم بتولي ادارة هذه المناطق بصورة مباشرة تحت مراقبة وتوجيه وزارة البيئة، وسوف نركز بحثنا على عدد من المحميات الطبيعية، علماً ان بقية المحميات لا تقل عنها أهمية أو شأناً، وتجدر زيارتها.
وعلى سبيل المثال، نشير الى أن محمية بنتاعل الطبيعية هي أقدم محمية في لبنان، تأسست بواسطة جهود خاصة في العام 1981، وأصبحت تحظى بالحماية القانونية في العام 1999، كذلك الامر بالنسبة الى محميتي تنورين واليمونة. ومحمية بنتاعل هي غابة الصنوبر المتوسطية النموذجية. اما محمية اليمونة الطبيعية فتأوي سمك المنوة اللبناني النادر الوجود، بالاضافة الى مجموعة متنوعة من أشجار العرعر واللزاب القديمة . أما محميًة تنورين الطبيعية ، فهي أكبر غابة أرز في لبنان.
المحميات
أما المحميات اللبنانية، فهي:
محميـــــة أرز الشــــــــوف
حرج اهدن
محمية جزر النخل
محمية شاطىء صور
محمية القموعة
وادي قاديشا
محمية مستنقع عمّيق
محمية بنتاعل
غابة أرز تنورين – حدث الجبة
محمية اليمونة
محمية رأس الشقعة (حامات)
وادي نهر إبراهيم
وادي جهنم
محمية سيسوق (عكار)
محميـــــة أرز الشــــــــوف
1- تعريف
تمتد محمية أرز الشوف الطبيعية من ضهر البيدر شمالاً حتى جبل نيحا قرب جزين جنوباً. وتطل المنحدرات الشرقية للمحمية ، التي تغطيها أشجار السنديان بمعظمها ، على مناظر أخّاذة لسهل البقاع. غير أن أكثر ما يجذب الزوّار غابات الارز الثلاث المنفصلة : معاصر الشوف ، والباروك ، وعين زحلتا – بمهري، الواقعة في أعلى المنحدرات الغربية في سلسلة جبال لبنان أمّا جبل نيحا بمساحاته المبعثرة المغطاة ببعض مجموعات أشجار الارز ، فهو يمثّل الحدود الجنوبية الطبيعية لاشجار الارز اللبناني، (cedrus libani). وفوق بلدة الباروك، يرى الزائر بوضوح صفوف المصاطب حيث زرعت أشجار الارز في الستينيات من القرن في سياق جهود اعادة التشجير. ولكن حالياً، بعد منع الرعي وبغياب أي تدخًل للانسان، تعيش غابة الارز عملية تجدّد طبيعية. تبلغ المساحة المغطاة بشجر الارز حوالي 5 بالمئة من مساحة المحمية، وتغطي معظم الاراضي الجنبات والاعشاب الصغيرة.
كونها أكبر محمية في لبنان ، فهي تشكل موقعاً ممتازاً للحفاظ على الثدييات الضخمة كالذئب والعنجل ، كما يمكن اعادة ادخال بعض الاجناس المنقرضة سابقاً كالغزلان الجبلية إضافة إلى عل الجبل. وقد تمّ انشاء بحيرة جبلية تشرب منها الحيوانات، وذلك منعاً من ان تتوه خارج المحمية.
2- الارث الثقافي و الحضاري
ولمّا كانت المحمية تقع على المسار القاري المشترك للطيور المهاجرة، فإنها تشكّل موقعاً رائعاً للذين يحبون مراقبة الطيور، كما تقدّم المجموعات الوفيرة من الازهار والنباتات الطبية والاشجار القديمة فرصة مهمة لمحبي الطبيعة الى ذلك تضم المحمية آثاراً قديمة، كقلعة نيحا وحصن قب الياس والنواويس ومزارات دينية عديدة ومواقع اثرية وتراثية.
3- النشاطات الممكنة
أيّاً كان محط اهتمام الزائر فهو يحظى باستقبال مجموعة من فريق عمل المحمية، ويمكنه التوجًه الى مركز المعلومات الواقع في بلدة الباروك لشراء الاطعمة العضوية والحصول على المعلومات حول النشاطات التي يمكن القيام بها في المحمية ومنها المشي على الثلج وفي الطبيعة، ركوب الخيل والحمير، مراقبة الطيور والنجوم، يوغا، رحلات بالحافلات الصغيرة، رحلات تثقيفية للمدارس الخ ...
حرج اهدن
في العام 1992، أعلن حرج اهدن محمية طبيعية، وذلك نظراً الى ما يتمتع به من تنوع حيوي فريد والى جماله الطبيعي الذي لم تطله يد الانسان، وتقع المحمية على ارتفاع 1200 – 2000 متر عند أعلى المنحدرات الشمالية الغربية لسلسلة جبال لبنان الغربية قرب مصيف اهدن ، وتمكًن الزائر من اختبار ما كانت عليه الغابات في لبنان في ما مضى.
فالضباب الذي يغطي المحمية معظم أيام السنة، ومعدّل الامطار المرتفع نسبياً يساعدان في خلق موئل غني وفريد من النباتات النادرة والمستوطنة. ومع امتداد الغابة على أربعة وديان، فهي تؤمن ملجأ للثدييات والطيور المهددة بالانقراض والفراشات الملونة والحشرات ، وتضم أكثرية أنواع الاشجار التي تنمو طبيعياً في لبنان. تقع بمحاذاة أشجار الارز غابة مختلطة تضم القيقب، والسنديان، والصنوبر ، وأشجار الخوخ و الاجاص البريّ. وتشكل المحمية أيضاً الحدود الجنوبية الطبيعية لاشجار الشوح (Abies cilicica) وتضمّ آخر غابة لاشجار التفاح البري المستوطنة في لبنان.
وخلال التنزه في الغابة، يجد الزائر دائماً ما يثير انتباهه ورغم أنه نادراً ما يقع الزائر على عقاب ملكي مهدّد بالانقراض أو ذئب أو سنًور الا انًه سرعان ما يكتشف الازهار الجميلة كالسحلبيات، وحيوانات السلمندر الزاهية بالالوان، أو الفطر كما يمكنه الاستمتاع على الدوام بزقزقة العصافير. فالمناظر الطبيعية التي تقدّمها هذه الغابة الخلاّبة بوديانها وممرّاتها الجبلية التي تتبدّل من فصل لآخر تكفي لتفتن الزائر وتحثّه على التفكير في العودة اليها.
محمية جزر النخل
يسهل على من يسلك الطريق التي تربط الجنوب بطرابلس أن يرى مجموعة جزر تقع مقابل شاطىء طرابلس – الميناء. وبعد رحلة ممتعة بالقارب تدوم نصف ساعة من منطقة المينا تصل الى الجزر الابعد غرباً: سنني، وجزر النخل، ورامكين. وتشكّل هذه الجزر الثلاث مع 500 متر من المياه الزرقاء الصافية التي تحيط بها محمية جزر النخل الطبيعية التي تأسّست في العام 1992، وتمّ اعلانها منطقة المحمية المتوسطية، المتمتعة بحماية خاصة بموجب اتفاقية برشلونة، ومنطقة عالمية هامة للطيور من قبل المجلس العالمي لحياة الطيور، وأيضاً منطقة رطبة ذات أهمية دولية. أمّا الشواطىء الرملية لهذه الجزر، فهي مهمة عالمياً اذ تشكل موقعاً لتفقيس السلاحف البحرية والتي ازداد عدد أعشاشها من 3 في العام 1997 الى حوالي 31 عشاً في العام 1999. ومن وقت لآخر، تزور فقمات البحر الأبيض المتوسّط المهددة بالانقراض هذه الجزر، وقد تتخذ منها ذات يوم موطناً لها. وتحت الأمواج، تشهد مياه البحر عودة الاسفنجات البحرية النادرة و كافة أنواع الأسماك.
عرفت جزر النخل باسم جزر الأرانب اذ كانت تضّم عدداً كبيراً من الأرانب التي أدخلها أحد القناصل في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي. ولما كانت الأرانب تأكل ما ينبت في الجزر، كان لا بدّ من ازالتها حفاظاً على النباتات النادرة التي تتكاثر في هذه البيئة المالحة، وعلى أشجار النخيل التي زرعت مؤخراً.
وتخلو الجزر حالياً من السكّان، غير أنّها تضمّ آثاراً على حقبات سالفة للسكن البشري، كأجزاء الفخاريات، وبئر للمياه العذبة، وبعض الملاّحات القديمة، وآثار كنيسة بنيت في عصر الصليبيّين. وتحتوي جزيرة رامكين على مواضع للمدافع وممرات تحت الأرض بنيت في بداية القرن الماضي، بالاضافة الى منارة قديمة حولت مؤخرا لتعمل على الطاقة الشمسية.
يتمّ فتح بعض أجزاء المحمية للسباحة خلال الأشهر الصيفية، لكنّها تبقى في باقي أشهر السنة ملاذاً هادئاً للحياة البرية. وبفضل اجراءات الحماية هذه، عادت الجزر لتعجّ بالأزهار في فصل الربيع، ولتؤمن مكاناً تبني فيه الطيور المحلية والمهاجرة أعشاشها وتستريح فيه، بعيداً عن الازعاج والتلوّث، ولتحمي مخزون السمك لأجيال الصيّادين.
محمية شاطىء صور
مع انتشار أحواض رسو السفن والمشاريع العمرانية على الساحل اللبناني كان تحويل المنطقة الساحلية التي تقع جنوب مدينة صور التاريخية الى محمية طبيعية في تشرين الثاني 1998 مبادرة خيرة. و بالرغم من أنّ المحمية تغطّي مساحة (8.3 كلم مربع)، وأن مخيّم الرشديّة للاجئين يقسمها الى جزئين، تشمل هذه المنطقة مجموعةً متنوّعةً من النظم البيئية البرّية والبحرية، وأحد أجمل الشواطىء الرملية في لبنان.
وفي وسط الحقول الزراعية جنوب المحمية توجد ينابيع طبيعية تستعمل منذ أيام الفينيقيّين للريّ ومياه الشرب في برك رأس العين الأخّاذة. وتشكّل هذه البرك موئلاً من المياه العذبة، كما تخلق مساحات صغيرة رطبة في محيطها تجذب اليها الضفادع وغيرها من البرمائيات. ويولّد تدفّق المياه العذبة من الينابيع في البحر مياهاً قليلة الملوحة تتميز بشكل خاص بتنوع و غنى الكائنات المائية. وهذه المناطق القليلة الملوحة مهمّة جداً بالنسبة الى مستقبل مصائد الأسماك في لبنان، بما أن بناء السدود (كسدّ أسوان) و ازدياد استعمال المياه السطحية قد أديا الى زيادة ملوحة المياه في البحر الأبيض المتوسّط، ممّا أثّر سلبياً على مخزون الأسماك. و تشكّل هذه المحميّة ملجأ مهماً للطيور، كما أنّ الشاطىء يكتسي أهميةً خاصةً اذ أنه بصفته موقعاً تبيض فيه السلاحف البحرية المهدّدة عالمياً بالانقراض.
ويحظر الوصول الى شاطىء رأس العين بهدف عدم ازعاج الحياة البرية، لكنّ القسم الشمالي المجاور لاستراحة صور مفتوح للعامّة للسباحة والاستجمام. و في المنطقة الزراعية، تمّ اتخاذ الاجراءات اللازمة لتطبيق وسائل زراعية سليمة بيئياً.
محمية القموعة
منطقة القموعة هي الخزان الاكبر في لبنان كله للغابات (أشجار، شجيرات، زهور و أعشاب) يوجد في هذه المنطقة وفقاً للدرسات و للخرائط العسكرية قرابة العشرة ملايين شجرة من ستة وأربعين نوعا من الشجر الموجود في لبنان (الشوح، الارز، اللزاب ...) ومئات أصناف الشجيرات وآلاف أصناف الازهار.
تعتبر غابة العذر في فنيدق غابة نادرة بجمالها وتحتوي على اربعمئة ألف شجرة من نوع واحد على علو 1600 متر عن سطح البحر، وتحت الاشجار زهرة المردكوش الفريدة في لبنان وما يزيد عن مئتي نوع من الازهار. تمتد هذه المنطقة من الجنوب الى الشمال بطول ثلاثين كلم من وادي جهنم (الفاصل بين قضاءي الضنية وعكار) حتى نبع البنات في القبيات. ومن الغرب الى الشرق بطول 25 كلم بين نبع فنيدق و نبع النصارى في القبيات. وقد تعرضت الغابة و لا تزال لاشد أنواع القطع و خاصةً في الحرب العالمية الثانية اذ استخدم أشجارها الجيش الانكليزي لمد خط سكة حديد الـ ORIENT EXPRESS.
وادي قاديشا
يبدأ من مغارة قاديشا في بشري وينتهي على الشاطىء في مدينة طرابلس، يبلغ عمقه حوالي ألف متر في منطقة قنوبين. سمي الوادي المقدس ربما لكثرة معالمه الدينية من معابد بيزنطية، وأديرة مارونية، و كنائس وصوامع. من اشهر هذه المعالم: دير سيدة حماطورة، كنيسة موربو، سيدة حوقا المشادة داخل مغارة. وفي حوقا اقيمت اول مدرسة اكليركية في لبنان، سيدة قنوبين التي ظلت حوالي خمسماية سنة مركزاً للبطريركية المارونية و بقربها مغارة القديسة مارينا الشهيرة، و دير مار ليشع.
توجد في وادي قاديشا ووادي قزحيا أربعمئة مغارة. أهم أشجار الوادي السنديان على أنواعه وأشجار كثيرة باستثناء الصنوبريات، يضم أصنافاً عديدة من الازهار. ولئن حمته وعورة مسالكه من الجيوش الغازية فإن الوادي يتعرض لانتهاكات كثيرة من قطع أشجار ورعي جائر ورمي نفايات وتحويل مجارير والاهم محاولة غزو العمران له. أعلن الوادي موقعاً طبيعياً بقرار من وزير البيئة تمهيداً لإعلانه محمية مع غابة الارز خاصة بعد أن أدرجت لجنة التراث العالمي في الاونيسكو المنظر الثقافي – وادي قاديشا - غابة أرز بشري - على لائحة التراث العالمي في كانون الاول (اكتوبر) 1998.
محمية مستنقع عمّيق
يبعد مستنقع عمّيق حوالي 7 كيلومترات عن جنوب غرب قرية قب الياس في سهل البقاع، ويقع على إرتفاع يبلغ 865 متراً عن سطح البحر. تبلغ مساحة المنطقة المزمع حمايتها نظراً لما تحويه من القصب وأحواض مكشوفة حوالي 280 هكتار. وتقوم على أهم خطوط للطيور المهاجرة و هي: الدلتا في جنوب تركيا ومستنقع حولا في شمال فلسطين. على خلاف المحميات الاخرى في لبنان، فإن مستنقع عميق ملكية خاصة. ويلاحظ أن عدد الطيور المهاجرة وطيور الماء المتوسطية قد تضاءل الى ما نسبته 46 بالمئة لذلك تغدو عملة المحافظة على المستنقع خطوة مساهمة هامة جداً للتنوع البيولوجي العالمي. ومن اهم الأنواع الخاصة بمستنقع عميق نذكر الصفرد Corncrake (من الأنواع المهددة بالانقراض)، و ابو اليسر الأسود Black-winged Pratincole (وهو طير متواجد فقط في منطقة الشرق الاوسط)، والصقر الجرّاح Buzzard والنسر المرقط Lesser Spotted Eagle والشنقب (البكاسين) الكبير Great Snipek. وتقدر أعداد الطيور الخاصة بالمستنقع حوالي 200 نوع. غير أنه مع مرور السنين، تقلصت قيمته من حيث تكاثر الطيور نظراً لإزدياد الصيد غير المشروع. ومن بين أنواع الفقاريات المتواجدة والثدييات نجد إبن آوى والثعلب الأحمر والخنزير البري والارنب البري، أما الرخويات واللافقاريات فموجودة بأعداد كثيرة.
محمية بنتاعل
تقع محميّة بنتاعل في أواسط جرود جبيل على مساحة مليون ومئة ألف متر مربع من الاملاك المشاعية. تبعد عن بيروت 38 كلم شمالاً، وعن مدينة جبيل 7 كلم شرقاً. ويتراوح ارتفاعها عن سطح البحر ما بين 260 متراً و 500 متراً تقريباً. تنحدر المحمية لجهة الغرب، وتكسوها أشجار الصنوبر المثمر والقندول والسنديان والخلنج الكوكبي، ومجموعات متنوعة من النباتات الصغيرة المستديمة والفصلية.
يكسو الارض غطاء يتغير مع فصول السنة: في الشتاء يظهر الفطر، وفي الربيع بخور مريم تليه أزهار متعددة، ويمتاز الصيف برائحة الصعتر التي تفوح في كل الارجاء، و في الخريف يكثر زهر الخلنج الكوكبي. تعتبر محمية بنتاعل معبراً للطيور المتوافدة من انحاء اوروبا في الخريف والعائدة من أفريقيا في الربيع، وقد شوهدت في سماء المحمية أسراب من الجوارح النهارية ولجأت الى كهوفها جوارح ليلية. أما العصافير الصغيرة فتنتقل من شجرة الى شجرة وتملأ الجو تغريداً.
لمحمية بنتاعل أهمية علمية كبرى لأنها تقع في المرتفعات الوسطى حيث تتكثف الأنواع الحيوانية والنباتية الخاصة بالشاطىء والمرتفعات في آن واحد، مما يدل على غنى التنوع الحياتي في لبنان.
غابة أرز تنورين – حدث الجبة
غابة أرز تنورين – حدث الجبة هي ملك مشترك لبلديات تنورين وحدث الجبة والكفور ونيحا والبطريركية المارونية. تحتوي على تجمّعات أصيلة منعزلة من أشجار الأرز اللبناني التي تباعدت وراثياً عبر الزمن فشكلت سلسلة من وحدات جينية متنوعة لها خصائص فريدة وأهمية علمية فائقة، وتحتوي على مئة ونيّف من الاعشاب الصخرية والازهار البرية النادرة المهددة بالانقراض، وعلى عشرات الأنواع من الطيور و الحيوانات البرية. مساحتها ستمئة هكتار، ويقارب عدد أشجارها الـ 60 ألفاً، بعضها تعود أعمارها لألف سنة ونيّف. دفعت هذه الغابة غالياً ثمن الحرب اللبنانية فلقد ظلت طيلت سنوات الحرب خط تماس خضعت لقوانينها الجائرة، فزرع المحيط والداخل بالألغام المضادة للآليات والأفراد. تتعرض منذ عام 1990، لاجتياح أعداد هائلة من اليرقات، خلال فصل الربيع تفتك بالبراعم والاوراق الفتية معرضة الكثير من الاشجار لليباس الكامل، وهناك إمكانية لإجتياح مميت من أنواع خطيرة من الحشرات، من فصيلة آكلات الأخشاب، ممّا يؤدي الى يباس كامل الغابة.
محمية اليمونة
تقع على السفح الشرقي لملتقى جبلي المكمل والمنيطرة غزيرة المياه "84 نبعاً" فيها أربعة أنهر دائمة الجريان ونهرين موسميين. فيها آثار فينيقية، رومانية، عربية (من معبد روماني بيزنطي فيها نقل تمثال أفروديت الى قلعة بعلبك) وفيها ايضاً بقايا قلعة كبيرة كانت مصيفاً للإمبراطور أدريانو الذي أمر جيشه أن ينقش على صخورها: أنا الامبراطور أدريانو أجعل منطقة اليمونة محمية وأمنع قطع شجر اللزاب منها. تتميز منطقة اليمونة بغطاء نباتي وشجر كثيف نسبياً (30 بالمئة من مساحتها) جعل منها موئلاً لأكثر من 1736 نوعاً نباتياً أحصيت حتى العام 1998، تعيش ما بين علو 1500 و 3000 متر عن سطح البحر بينها أكثر من خمسين نوعاً حديثاً وأنواع اخرى تنفرد بها اليمونة وهناك 32 نوعاً بينت التحاليل التي اجريت عليها في فرنسا أنها تحتوي على مواد كيماوية مجهولة عالمياً إضافة الى ثلاثة أنواع نباتية طبية مهمة جداً لعلاج سرطان الدم عند الأطفال وأنواع للتخلص من الحصى والرمل الكلوي. إضافةً الى وفرة أنواع الشجر الحرجي اللزاب (بحدود المليوني شجرة)، السنديان و اشجار اخرى و الحيونات البرية (الدب السوري، الذئب، الضبع، الثعلب ...) والطيور وأنواع نادرة من الأسماك منها سمكة اليمونة أو السمكة الذهبية التي تنفرد بها. وكغيرها من المناطق الطبيعية تتعرض للقطع و الرعي الجائر و هدر موارد المياه.
محمية رأس الشقعة (حامات)
رأس الشقعة، "وجه الاله" في العهود القديمة. "وجه الحجر" في الفترة البيزنطية. "رأس السيدة" في الفترة الصليبية.
موقع تاريخي وطبيعي مميز على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، 18 كلم جنوب طرابلس، 7 كلم شمال البترون، حيث يرتفع جرف صخري الى علو 208م فوق سطح البحر بشكل شبه عمودي. وتنحدر خلفه هضبة تقوم عليها بلدتي حامات و وجه الحجر و تخترقهم الطرق و سكة الحديد من خلال انفاق طويلة.
تقوم على الرأس مواقع دينية و أثرية هامة: دير سيدة النورية الجديد وديرها القديم في قلب الجبل، دير مار سمعان فوق نهاية الرأس الغربي.
الموقع مميز طبيعياً بالمناظر الخلابة، وفيه تنوع بيولوجي غني ويشكل السنديان أهم الانواع، ويغطي مع أشجار اخرى الجرف الصخري والوديان والتي تخرق الهضبة كما تنتشر كروم الزيتون فوقها.
وتنوع النباتات البرية والازهار والرياحين وقد أحصت دراسة أولية أكثر من 25 نوعاً منها في مساحة صغيرة شرق الدير.
يشكل الموقع محطة واقعية مميزة وجيدة لهجرة الطيور الموسمية خريفاً وربيعاً. تتنوع النباتات الساحلية والبحرية ويسعى مركز علوم البحار في البترون الى إعداد دراسات مستقبلية تظهر أهمية المنطقة.
تسعى الهيئات الأهلية مع السلطات لإعلان الشاطىء و المنحدر و المياه محمية بحرية.
وادي نهر إبراهيم
يبدأ من مغارة أفقا على الشاطىء في العقيبة. سمي ايضاً وادي أدونيس نسبة الى الاسطورة المشهورة عن إلهة الجمال عشتروت وحبيبها أدونيس الذي قتله إله الحرب و الموت آريس متقمصاً شكل خنزير بري و من دماء أدونيس خرجت الحياة و تفتحت أجمل أزهار شقائق النعمان التي تغطي الجبل. وقد توزع أبطال الاسطورة تسمية أهم معالم الوادي على أسمائهم فقرب مغارة أفقا – التي وصفها رينان بأنها من أجمل الأماكن في العالم – معبد روماني لعشتروت، وفي العاقورة مغارة الرويس نسبة الى آريس وقربها جسر صخري طبيعي. وفي يانوح المعبد الأزرق معبد أدونيس الذي حول في العهد البيزنطي الى كنيسة.
من أجمل مواقع الوادي تلة النمرود والى يمين الوادي جبل موسى قرب نهر الذهب فوق قرية عبري و فيه غابات سنديان رائعة. في الوادي غابات أهم أشجارها من السنديان و يوجد تقريباً 35 نوعاً من الأشجار وكميات كبيرة من الأزهار و تنوع بيولوجي ملحوظ.
هذه الاماكن الرائعة تعرضت و خاصة في الفترة الأخيرة لتشويه رهيب من الكسارات في الوادي و في منطقة جنة التي حولوها الى جهنم. لروعة جماله وكثرة آثاره وأساطيره أعلن موقعاً طبيعياً.
وادي جهنم
يمتد وادي جهنم من البحر (مصب نهر البارد) حتى مقلب المياه في مرجحين (البقاع) بطول حوالي 22 كلم و ضلع الانحدار 2 كلم يفصل قضائي عكار والضنية. تحتوي الغابة على 46 نوعاً من الاشجار المعروفة في لبنان و 1300 نوعاً من الزهور عدا مئات الشجيرات. في أعلى الوادي غابة القلة في منطقة مرجحين وتحتوي على الأرز و الشوح و اللزاب والكوكلان وشجرة البرو (الفريدة من نوعها في لبنان) التي يصل علوها الى خمسين متراً عن الأرض وتشبه شجرة السيكويا في كاليفورنيا، وهذه الغابة تنتهك يومياً بقطع شجر الأرز والشوح. يقع في قلب الوادي سد نهر البارد (على نهر موسى) إضافة الى معابد رومانية متعددة. الوادي معلن غابة محمية بقرار وزير الزراعة.
محمية سيسوق (عكار)
بلدة سيسوق (عكار) موطن غابات كثيرة تضم اصنافاً عديدة من الاشجار و النباتات والحيوانات والطيور النادرة خسرت من ثروتها الحرجية من جراء القطع، الرعي، الحرائق قبل ان تعلن فيها محمية على املاك الدولة وتألفت لجنة لها من وزير الزراعة في 22/12/1991 ومن ثم تألفت لجنة بقرار من وزير البيئة. مساحة المحمية مليون متر مربع، شقت فيها طريق بطول 2500م بمساعدة الجيش ليتاح للرواد زيارتها وتسهيل مراقبة كل ما يحصل داخلها