"غدي نيوز" – قسم العلوم والتكنولوجيا -
أكد خبراء "وكالة الأرصاد الجوية اليابانية" أن ثقب الأوزون الذي رصد هذا العام 2017 فوق القارة القطبية الجنوبية، تقلص إلى أدنى حد يصل إليه خلال السنوات الثلاثين الماضية.
ما خلص إليه الخبراء اليابانيون مؤخرا، جاء ليؤكد التقارير التي أوردتها وكالة "ناسا" الأميركية، حين أشارت الشهر الماضي إلى أن قياس ثقب الأوزون في تشرين الثاني (نوفمبر) يعتبر الأصغر منذ عام 1988.
العلماء يحذرون
تجدر الإشارة في هذا المجال إلى أن ثقب الأوزون يتشكل فوق القارة القطبية الجنوبية، في شهر آب (أغسطس) من كل عام، ثم يتزايد حجمه، وبعدها يتلاشى في بداية فصل الشتاء.
ووفقا لما أوردته اليوم وكالة أنباء "تاس" الروسية، فإن ثقب الأوزون وصل هذا العام، وفقا لخبراء الأرصاد الجوية اليابانية، إلى حده الأكبر، في 11 أيلول (سبتمبر) الماضي، حيث بلغ 18.78 مليون كيلومتر مربع، وهذا الحجم يعد الأدنى منذ عام 1988، طبقا لما أكدته "ناسا" في وقت سابق.
وكان خبراء الأرصاد الجوية يعتقدون أن الارتفاع النسبي لدرجة حرارة طبقة "الستراتوسفير" (الطبقة العليا في الغلاف الجوي)، حال دون انبعاث مواد غازية هدامة لطبقة الأوزون.
وعلى الرغم من الديناميكية الإيجابية لـطبقة الأوزون هذا العام، إلا أن العلماء اليابانيين يحذرون من أن مساحة ثقب الأوزون لا تزال أكبر بـ 1.4 مرة من مساحة القارة القطبية الجنوبية، لأن تركيز المواد المستنفذة لطبقة الأوزون في الغلاف الجوي لا يزال مرتفعا، وفقا لـ "تاس" أيضا.
بروتوكول مونتريـال
وقد اكتشف ثقب الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبيةAntarctica لأول مرة عام 1985، وهو أكبر مكان على الكرة الأرضية يسجل انخفاضا في الأوزون في طبقة الستراتوسفير، حيث يشكل 30 بالمئة فقط من المستوى الطبيعي للأوزون في بقية مناطق الكرة الأرضية.
يذكر أن "برنامج البيئة للأمم المتحدة" و"منظمة الأرصاد الجوية العالمية" نشرا تقريرا في العام 2014، توقعوا فيه أن تتعافى طبقة الأوزون في هذه البقعة من الأرض بحلول عام 2050.
اكتشف العلماء الثقب في طبقة الأوزون لأوّل مرّة عام 1985، وأدركوا أنه ناجم عن مادتي الكلور والبرومين التي صنعها الإنسان (وهي موجودة غالباً في مركبات الكلوروفلوروكربون التي تُستخدم كمبردات).
عام 1987 بدأ "بروتوكول مونتريال" التخلص تدريجياً من هذه المواد الكيميائية، إذ عندما تغادر هذه المواد الغلاف الجوي تدريجيا سيُشفى ثقب الأوزون، ويتوقع العلماء أن يعودوا إلى حجم الثمانينيات بحلول عام 2070، لكن التقلبات الطبيعية ستؤثّر على هذا الشفاء من سنة إلى أخرى.