"غدي نيوز" *فادي غانم -
فيما ينشط بيئيون ويجهدون وهم يكابدون التعب ويبذلون الكثير من وقتهم ومالهم الخاص، من أجل الحفاظ على كرامتنا المهدورة كمواطنين، نتعرض لكافة أشكال الموت من التلوث إلى الكسارات والنفايات ...إلخ، يطل علينا متطفلون وجدوا من يحتضنهم من بعض جمعيات، بينها وبين البيئة بونٌ شاسع، أما عملها فهو التخريب والتشويش، بالتآزر والتكاتف مع الملوِّثين، ونعرف ما وراء الأكمة بالحدس والقرائن... وقراءة المواقف.
للأسف الشديد ما يزال العمل البيئي الأهلي في لبنان صورة عن النظام السياسي، صخب ولا صدى، موضة ووجاهة فارغة، فيما عدا قلة ترفعت عن مصالح خاصة، وقدمت أكثر من نموذج وتجربة في نضالها المعقلن والبعيد عن أغراض ومنافع، فالواقع البيئي العام يختزن كفاءات نعول عليها في بلورة مفاهيم وإطار بيئي جامع على مستوى طموحاتنا، قادر على لم شمل سائر الجمعيات وتنقية "قمح" البيئة من "زؤان" المنافع والمصالح والشخصانية، وقطع دابر متطفلين لا دور لهم إلا الإساءة لمن احتنضهم أولا، ولنضال من محضوا البيئة حبهم وجهدهم وارتقوا بها إلى قضية وطنية وكونية.
لنبقَ بعيدا عن "المتطفلين" وهؤلاء قلة تعيش بين ظهرانينا، لا نقيم لهم اعتبارا أساسا، وهي طفيليات تسقط وتتهاوى ساعة نتمكن من تنظيم صفوفنا وتحديد توجهاتنا، خصوصا وأن الساحة البيئية سائبة، وعلينا أن نعترف أننا نواجه فوضى بدأت تتجلى في إغراءات المناصب والمواقع، فيما نحن على أعتاب انتخابات نيابية، ولا يظننّ أحد أن من يترشح رافعا "لواء البيئة" سنمشي خلفه بعيون مغمضة، ولا نتقصد أحدا بعينه، ولسنا في وارد الخوض في سجالات.
لكن لا بد قبل الشروع في الترشح وإطلاق الاستعدادات اللوجستية، أن نقدم جميعا تقييما نقديا، وطرح بعض الأسئلة، من قبيل: لماذا فشلنا كبيئيين ومعنا المجتمع الأهلي في مواجهة أزمة النفايات؟ ولماذا لم نتمكن من إقفال كسارة؟ والأسئلة تطول.
لعل البعض سيقول أن السلطة السياسية تملك ما يكفي من القوة لإجهاض أي تحرك، لكننا نرى أن السبب يكمن في أننا أثبتنا كم نحن غير قادرين على إحداث تغيير يذكر في سائر الملفات البيئية.
السلطة قوية صحيح، ولكن نحن ضعفاء، ساعة ارتضينا أن نكون صورة عنها، تتقاذفنا المصالح والأهواء، وبعضنا هادن الملوِّثين طمعاً بمال... ومنصب!
*رئيس "جمعية غدي"