"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو -
حلم الباحثون القدماء وحتى المعاصرين بتحويل معادن لا قيمة لها إلى ذهب، وحاولوا باستخدام الكيمياء اكتشاف حجر الفلاسفة الذي يمكن استخدامه أيضا لإنتاج "إكسير الحياة" للمحافظة على الشباب وإطالة العمر، وهو ما كان يطلق عليه الخيمياء، إلا أن علماء من "جامعة ماكماستر" McMaster University الكندية وضحوا العملية باستخدام نوع من البكتيريا، ونشر بحثهم في الدورية العلمية Nature Chemical Biology.
وتسمى هذه البكتيريا Delftia acidovorans، وتنتج الذهب كآلية دفاع، خصوصا لأيونات الذهب السامة الموجودة في المياه، وتكون هذه الأيونات على شكل كلوريد الذهب Gold chloride السام، فتفرز بروتين اسمه DelftibactinA، الذي يحول هذه الأيونات السامة إلى ذهب نقي.
وعلى الرغم من أن كمية الذهب التي تفرزها البكتيريا قليلة للغاية، وليست ذات جدوى اقتصادية، إلا أنه من الممكن في المستقبل استخدام هذا النوع من البكتيريا أو البروتين الذي تكونه في استخراج الذهب من الماء أو لمساعدة الناس على تحديد الجداول والأنهار التي تحمل هذا المعدن النفيس.
وفي بحث سابق تمكن علماء من "جامعة ولاية ميتشيغان" Michigan State University باستخدام نوع أخر من البكتيريا، فقد قام الأستاذ المساعد في علم الأحياء المجهرية وعلم الوراثة الجزيئي كاظم كاشفي Kazem Kashefi، والأستاذ المشارك في الفن الإلكتروني و إنترميديا أدم براون Adam Brownمن قاما بإنشاء مختبر صغير أطلقوا عليها اسم "العمل العظيم" The Great Work أو "عاشق المعادن" Metal Lover يستخدم بكتيريا من نوع آخر واسمها Cupriavidus metallidurans لتحويل كلوريد الذهب إلى ذهب خالص 99.9 بالمئة أو ما يعرف بـ 24 قيراط.
وهذه البكتيريا مقاومة بشكل لا يصدق لهذا العنصر السام، وفي الواقع، انها أقوى 25 مرة مما كان يعتقد سابقا، وقاموا بتغذية البكتيريا كلوريد الذهب، وخلال أسبوع، فالبكتيريا تقوم بعملها، وتحول هذا المركب غير المرغوب إلى معدن الذهب الثمين، ووفقا لـ كاشفي وبراون فهم، يقومون بما يسمى "الخيمياء الميكروبية" بتحويل شيء لا قيمة له إلى ذهب، وهي عملية يعتقدون أنها تحدث بانتظام في الطبيعة، ويبدو أن حجر الفلاسفة لم يكن حجرا أو معدنا على الإطلاق، بل أحد أنواع البكتيريا.