"غدي نيوز" - سوزان أبو سعيد ضو
كان في نية موقعنا ghadinews.net التواصل مع بلديات ضاحية بيروت الجنوبية من أجل إجراء تحقيق حول ما تنجزه هذه البلديات بيئيا من تجميل للشوارع وخطوات ومبادرات بيئية هامة، وخصوصا بلدية الغبيري جنوب العاصمة بيروت، لنفاجأ بهم أمس وهم يقومون بتسميم كلاب في محيط السفارة الكويتية.
عريضة عالمية
وقد تفاعلت جريمة تسميم الكلاب، مع انتشار الصور ومقاطع الفيديو عبر مواقع التواصل الإجتماعي، فضلا عن أن هذه السموم بيئيا وصحيا ممنوع التعامل بها بهذه الطريقة، كما ورد في عدة قرارات لوزارة الزراعة من قبل، فضلا عن أن قانون حماية الحيوان والرفق بها، الذي وقع عليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، يجرم ويعاقب هذه الممارسات، خصوصا في المادة السادسة منه والبند الأول الذي يحظر قتل أي حيوان، أو القيام بأي عمل من شأنه أن يسبب له ألما أو معاناة أو تعريضه للخطر أو التعذيب، خارج الحالات التي يسمح بها القانون، والبند الرابع الذي يحظر إعطاء الحيوان أي مواد من شأنها الإضرار بسلامته أو بنموه الطبيعي، أو أن تسبب له ألما أو إزعاجا غير مبررين.
وقد بدأ الناشطون بإعداد عريضة عالمية على موقع Change.org وصل عدد الموقعين عليها حتى وقت كتابة هذا المقال إلى أكثر من 10 آلاف شخص.
بلدية الغبيري
ومن جهتها، نشرت بلدية الغبيري بيانا عن "تداول ناشطين عبر وسائل التواصل الإجتماعي مساء الخميس 28 كانون الأول (ديسمبر) 2017، لمشاهد فيديو تبين قيام عدد من عناصر المفرزة الصحية في بلدية الغبيري بمكافحة الكلاب الشاردة بطريقة بشعة ومؤلمة".
وجاء في البيان: "إن بلدية الغبيري بمجلسها البلدي رئيسا وأعضاء، وبأقسامها كافة، يهمها أن توضح أن هذا العمل هو عمل فردي مستنكر ومستهجن قام به عدد من عناصر المفرزة الصحية، بمبادرة شخصية، دون أية أوامر صادرة عن رئيس المفرزة الصحية المعنية بمكافحة الكلاب الشاردة"، وأضاف: "بناء على ما تقدم، قامت البلدية صباح اليوم بإيقاف العناصر الذين نفذوا هذا الفعل وأحيلوا للتحقيق تمهيدا لاتخاذ الإجراءات القانونية المسلكية والتأديبية بحق المخالفين منهم".
وأكد ناشطون أنه على الرغم من تنصل البلدية برئيسها ومجلسها والمفرزة الصحية فيها من هذا الأمر، فإن هذا لا يعفيها من المسؤولية، كما أفادت ناشطة في مجال الرفق بالحيوانات، أن "عددا كبيرا من هذه الكلاب، تجتمع عادة في (بورة) قرب سوق الخضار في منطقة الجناح"، لافتة إلى أن "هذه الكلاب الأربعة جزء من هذه الكلاب التي تقتات على بقايا نفايات المنطقة، كما أن ناشطين يداومون على إطعامها، وهي حيوانات أليفة وبالعكس تخاف من الناس ولا تهجم عليهم"، وقد لحظت الناشطة أن "عدد هذه الكلاب يتناقص بصورة كبيرة، وأن الهدف ليس تنظيف البورة من الكلاب فحسب بقتلها بهذه الطريقة الإجرامية بل بهدف تحويلها إلى مقابر للمنطقة"، ووفقا للناشطة فإن "مزاعم البلدية ليست صحيحة، وعدد الكلاب النافقة أكبر بكثير مما شاهدناه".
إضاءة شموع
وأشار ناشطون إلى أن "التحرك السلمي اليوم من أمام سوبرماركت Monoprix تحرك سلمي ويتجه نحو مكان تسميم الكلاب مع إضاءة الشموع، ولافتات تدعو إلى عقاب كل من له علاقة بهذا الأمر"، مع العلم أن ناشطين شاهدوا كلابا أخرى تتجه إلى مكان تسميم الكلاب مرة أخرى، وقاموا بتنظيف المنطقة من السموم، حيث تركها موظفو "المفرزة الصحية" كما هي دون تنظيفها مع العلم أن هذه المواد شديدة السمية.
زهرالدين: التوعية والتربية
من جهة ثانية، أشار الناشط والمهندس الزراعي عباس زهرالدين إلى أن "الحل لا يتمثل في مظاهرة أو اعتصام من دون طرح حل عملي، وأن هذا الأمر لن يعطي نتيجة، وأنه على البلدية أن تقوم بدورها المنصوص عليه بالقانون". وأضاف:" إن النقد البناء ضرورة، وبرأيي يتم الإجتماع على مستوى البلدية واتحاد البلديات ويتم التناقش بكيفية بلورة دفتر شروط بسرعة لإستدراج عروض من مؤسسات مختصة بتصميم وانشاء وتشغيل مزارع - مآوي كلاب وقطط ضالة الخ... وهذه الأمور تتم خطوة خطوة، ومن السهل تصميم مزرعة أو مأوى، ولكن بناء وتشغيل مأوى كلاب وقطط هو الأصعب لأنه عمل غير ربحي، ويعتمد عادة على السلطات المحلية والرعاية والدعاية والتبرع، مع جهاز خاص بالطب البيطري متطور ومجهز للمعالجات كافة (ويمكن أن يكون متنقلا)، ويتم العلاج أو التخلص منها داخل المأوى، وليس بالشارع وأمام الناس (ونضيف هنا الأطفال) والكاميرات، من خلال الخصي والتعقيم - القتل الرحيم - والقنص عند الضرورة"، والمقصود هنا ضمن المسوغات القانونية، وبإيعاز من مختصين بيطريين وفق قانون حماية والرفق بالحيوان السابق ذكره".
وأكد زهر الدين أن "الحل الفعال يتطلب وقتا، وهو بالتوعية والتربية بعدم وقوع ضحية الإعلانات بشراء هذه الحيوانات الأليفة والإستغناء عنها بعد فترة ولا ننسى القطط والعصافير وحتى سمك الزينة ...الخ، وأن الحلول لا تكفي بالتنظير على صفحات التواصل الإجتماعي".
كما يتجه ناشطون للإدعاء على كل من يظهره التحقيق مخططا ومحرضا ومنفذا لهذه الجريمة ومتابعة الدعوى حتى تطبيق أقصى العقوبات.
جمعية غدي
من جهتنا كموقع بيئي ghadinews.net، وكـ "جمعية غدي" البيئية، نؤكد وقوفنا مع هذه القضية المحقة ومع الناشطين جميعا، والعمل على الإقتصاص من الفاعلين مخططين ومحرضين ومنفذين، مع تطبيق أقصى العقوبات بحقهم، بهدف ردع كل من تسول نفسه القيام بهذا الأمر، كما نطالب البلدية بإجراء ينم عن حسن نية، بتحويل هذه البورة التي كانت تتواجد فيها الكلاب إلى مأوى صحي، أو أي قطعة أرض تختارها البلدية، وبالتعاون والإشراف من الوزارات المعنية، والمفرزة الصحية التي نفذ بعض أعضائها هذه الجريمة، وبإشراف جمعية خاصة بالرفق بالحيوان ومختصين بالطب البيطري، والعمل على جمع هذه الحيوانات وعلاجها، والعمل على تعقيمها جميعا، والمحافظة عليها بهدف عرضها للتبني أسوة بعشرات الناشطين والجمعيات الذين أخذوا على عاتقهم تخليص هذه الحيوانات وعلاجها وتعقيمها وتبنيها، ومع اتجاه هذه الخطوة لتكرارها وتوأمتها مع مبادرات من بلديات تشتكي من ظاهرة هذه الكلاب، وتتجه للتخلص منها بهذه الطرق الإجرامية.
وقد وصلنا وفي ختام هذا المقال أن كلابا يجري حرقها حية في منطقة الدبية، وأن تسميم الكلاب ليس مقتصرا على بلدية الغبيري فحسب، بل إن بلدية الشياح تقوم بالأمر نفسه!