شنق كلب في شحور... فساد السلطة يشرع القتل!

Ghadi news

Wednesday, January 3, 2018

شنق كلب في شحور... فساد السلطة يشرع القتل!

"غدي نيوز" – أنور عقل ضو -

 

عود على بدء، لا شيء تغير، ولا شيء سيتغير طالما أننا في دولة تحمي من يخالف القانون، وتسوِّغ له القتل بـ "رعاية" من مراجع سياسية عليا، وكأن القضاء في لبنان لا ينظر إلا في القضايا الجنائية، أي في الجرائم التي تستهدف بشرا، فتلك لا يمكن تخطيها بشفاعة دم القتيل، أو القتلى والجرحى. أما في ما عدا ذلك، فكل الموبقات والجرائم والتجاوزات والسرقات والتعديات مباحة، ومحمية من زعماء الطوائف وأمرائها.

يخطىء من يظن أن الحرب انتهت، ففي مقاربة بين زمنين (الحرب والسلم) نجد أن شيئا لم يتغير، فذهنية الميلشيات تقود الدولة المدنية، لكل طائفة زعيمها، وكل طائفة "ميليشيا" لها قوانينها الخاصة، وما الدولة إلا إطارا أجوف، وديكورا لا أكثر ولا أقل، فنحن لما نزل أسرى ومعتقلين في سجن كبير، وإلا كيف نفسر عدم تطبيق القوانين وحماية القتلة والمجرمين.

إن عدم تطبيق القانون بحق مرتكبي مجزرة تسميم الكلاب في محيط السفارة الكويتية في الغبيري، وإبقاء بعض المسؤولين طلقاء، يتهددون ويتوعدون الناشطين في مجال حماية الحيوانات الأليفة، لهو دليل على أن الفساد يحمي بفجاجة من يستصغرون الدولة، ولا يقيمون اعتبارا للأنظمة والقوانين المرعية الإجراء.

"بعدكن عم تدافعوا عن الكلاب" يقول أحدهم، وهو لا يعلم أن القضية أبعد من تسميم كلب، وإنما هي قضية الدولة أولا وأخيرا، فمن يسمم كلبا يقتل وطنا، ويقتل قيما أخلاقية وإنسانية، ومنظومة المناقب المفترض أن تحصن المجتمع تجاه الفاسدين والمفسدين، ومن يعيثون في الأرض فسادا وخرابا.

ندافع عن كلاب لأننا حرصاء على قيم الإنسان فينا، ندافع عن هذا الكائن الذي يعتبر صديق الإنسان منذ فجر التاريخ، حتى في المنظور العربي الإسلامي، كان الكلب حارس القوافل وحاميها، وحامي قطعان الماشية في مجتمع لا ينتمي إلى وطن وجغرافيا، دأبه التنقل بحثا عن المياه والكلأ، فوطنه كان واحة غناء يلهث للوصول إليها، وكان الكلب حاضرا في مهمة يومية ذودا عن القبيلة.

بالأمس، تم قتل وشنق كلب في بلدة شحور الجنوبية، أما صاحبة الكلب فتعرضت للضرب، وهي إلى الآن طريحة الفراش تعاني من بعض الكسور والكدمات. ونعد في هذا المجال تحقيقا للوقوف على تفاصيل الجريمة، خصوصا وأن هذا التعدي أكبر من توصيفه بالــ "عابر" فشنق كلب يعني استمرار سلطة فساد السلطة... وتشريع القتل!

 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن