"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو -
فيما تدأب بلدية الغبيري لتنظيف ورفع النفايات التي حملتها الأمواج والرياح بسبب العاصفة التي تضرب لبنان حاليا إلى الأحياء السكنية على شاطىء "السان سيمون"، كان ثمة من اقترف جريمة عبر إطلاق النار على كلبة لديها بعض الجراء، في مخالفة موصوفة لجهة إطلاق النار وسط منطقة سكنية مكتظة، فضلا عن فعل القتل المتعمد لحيوان ضال مفترض أن يكون محميا بالاستناد إلى منطوق قانون حماية الحيوانات والرفق بها الذي وقعه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
وجاءت هذه الجريمة في وقت أبدت فيه بلدية الغبيري الاستعداد للتعاون مع الجهات المعنية لتأمين معالجة ناجعة ووفق معايير إنسانية لقضية الكلاب الشاردة في المنطقة، ما يثير علامات استفهام حول هوية مرتكب الجريمة وتوقيتها.
التوعية مفقودة
لم يهتم مطلق النار على الكلبة على "أوتوستراد السيد هادي نصرالله" باتجاه الشياح، أنها أم وأنها مرضع، وأن لديها جراء ينتظرونها، بل فعل فعلته ولاذ بالفرار، تاركا اياها على قارعة الطريق تنازع أنفاسها الأخيرة.
فقد استفاق الناشط في مجال الرفق بالحيوان علي أحمد الذي يسكن قرب الأوتوستراد الساعة الرابعة إلا ربعا صباح اليوم على صوت إطلاق نار، وعندما ذهب لاستطلاع الأمر، وجد الكلبة والتقط لها شريط فيديو، تظهر فيه وهي نافقة.
وأكد أحمد لـ ghadinews.net أنه "لن نذهب لاتهام البلدية بهذه الواقعة خصوصا وأنه ليس لدى أي شخص معلومات كافية، وهناك تبريرات عدة، بل نطالب متابعتها لهذه الحالة، كما أنها لم تقدم حتى الآن أي حلول تهدف للتعامل مع قضية الكلاب الشاردة لا سيما بعد حادثة التسميم الأخيرة".
وقال "التوعية مفقودة، وهذه الحالات تتكرر ونجد العديد من الكلاب الميتة بالسم وإطلاق النار"، وأضاف: "يجري البحث من قبل الناشطين عن جراء هذه الكلبة، خصوصا وأن مصيرها المؤكد النفوق جوعا، إن لم نجدها".
فرحات: مبادرة فردية
من جهتنا، تواصلنا مع المهندس دانيال فرحات، وهو مواطن من منطقة الغبيري، وقد بادر للتواصل مع بلدية الغبيري إثر حادثة تسميم الكلاب، ومع جمعيات الرفق بالحيوانات العاملة في لبنان، وقال لـ ghadinews.net: "نواجه مشكلة مع تواجد أعداد كبيرة من الكلاب الشاردة في الغبيري، وقد تفاجأت بما حصل من تسميم لعدد منها، فبادرت للتواصل مع البلدية لإيجاد حلول، باعتباري أحد سكان هذه المنطقة، فضلا عن أن بلدية الغبيري ومجلسها الحالي يعملان بجهد في كافة المجالات لخدمة أهل الغبيري".
وأضاف: "تواصلت أيضا مع الجمعيات العاملة في مجال الرفق بالحيوان، وتجاوبت معي إحداها، وعقدنا اجتماعا صباح أمس الجمعة، وقد وضعنا نقاطا عدة للعمل عليها، فقد أبدت البلدية دعماً وقبولاً كبيرين لأي منظمة غير حكومية على استعداد أن تكون مصدر عون، إلا أنه لا توجد مساحة في الغبيري لتوفير أي مأوى مؤقت لتلك الكلاب، فضلا عن أن الأدوات اللازمة للإمساك بالكلاب ليست متاحة حالياً في البلدية".
وقال: "بعد الإجتماع تم وضع حلول منها التعاون مع منظمات غير حكومية، للعثور على مأوى للكلاب الضالة، وللعثور على الأشخاص المناسبين الذين سيكونون على استعداد لتبني الكلاب التي يتم التقاطها، وتجهيز قائمة من الأدوات والأجهزة اللازمة للإمساك بالكلاب الضالة بطريقة إنسانية ومحترفة، وللتواصل مع الأطباء البيطريين لتلقيح وخصي وتعقيم الكلاب، والتعاون مع المجتمع المدني وتجنيد متطوعين للمساعدة في التقاط الكلاب بطريقة مهنية".
وختم فرحات: "من الضروري إيجاد حل فوري، خصوصا وأن بعض السكان منزعجون من ظاهرة الكلاب الشاردة، ويخافون منها، وخوفا من حصول حوادث قتل جديدة، على الرغم من حرص البلدية على منعها وإيجاد حلول سريعة".
ديراني
وتواصلنا في هذا المجال مع رئيس المفرزة الصحية في بلدية الغبيري حسن ديراني، وقال لـ ghadinews.net: "نتابع الموضوع مع إحدى الجمعيات المعنية بالرفق بالحيوان، وقد وضعنا المسألة على طاولة البحث، للسير بخطة معينة، وسأرفعها لرئيس البلدية ليعرضها على المجلس البلدي، وعلى ضوء ذلك، سنحاول وضع الحلول الأفضل والأمثل".
وعن حادثة إطلاق النار على الكلب، قال: "ليس لدينا علم بهذه الحادثة على الإطلاق، والأوتوستراد يخترق الضاحية الجنوبية ابتداء من جادة الرئيس عبد الناصر وصولا للكفاءات، وهذه على تخوم منطقة الغبيري ويمكن أن تكون في منطقة الشياح، وسنتابع الموضوع، خصوصا وأن إطلاق نار، من المفترض أن تتابعه القوى الأمنية، ولو علمت الشرطة البلدية بالأمر لكانت ستبلغ القوى الأمنية لاعتقال الجاني، واتخاذ الإجراءات بحقه، فهذا هو النص القانوني".
بالنسبة إلى اللقاء مع الجمعيات، قال: "سأرسل تقريري عما تم تناوله في الإجتماع، ونحن منفتحون على الجمعيات كافة، وعلى استعداد للتعاون معها، ومع الوزارات والجهات المعنية"، وأضاف ديراني: "وصلت البلدية الكثير من الإنتقادات تناولتها بالتجريح والذم عبر منصات إعلامية وعلى مواقع التواصل الإجتماعي، فنحن نعمل ليلا، ونهارا، وعلى سبيل المثال، فاليوم السبت وكموظف لدي عطلة لم أتمكن من أخذ قسط من الراحة، فنتيجة للعاصفة الأخيرة، ارتفع موج البحر على الشاطئ وتسربت المياه مع ما تحتويه من نفايات إلى البيوت في منطقة (السان سيمون) التابعة للبلدية، وقد جندنا 50 عاملا و20 آلية، بالتعاون مع شركة City Blue، لتنظيف المنطقة والطرق والبيوت من النفايات التي وصلت حتى إلى داخلها، منذ صباح اليوم إلى ما بعد الظهر".
وأشار إلى أنه "أتت إحدى محطات الإعلام المرئي وصورت، ولكنها لم تلتقط صور الشاحنات والعمال الخمسين والآليات التي جندناها لهذا الهدف، ولا الجهد الذي بذلناه، بل التقطت صورا للأضرار الحاصلة في البيوت، وفي شباك الصيادين، فهم يلقون الضوء على الأمور التي تشوه صورة البلدية وعلى التخريب، وليس على الأمور الإيجابية التي تبين جماليات البلد، فنحن وطن واحد، ولكن عندما يأتي الإعلام ويشاهد 50 عاملا و20 آلية تعمل، من جرافات وبوبكات وشاحنات ولا يصور إلا الأضرار، فهذا أمر مؤسف".
وقال ديراني: "بالنسبة لموضوع إطلاق النار، فأولا: البلدية لم تتخذ أي خطوة من هذا القبيل، وثانيا، نرحب بكافة الجمعيات والوزارات المعنية للتعاون معها، مع أملنا بمراسيم تطبيقية للقانون 47 المتعلق بحماية الحيوانات والرفق بها والموقع من رئيس الجمهورية، فلا بد من مراسيم تطبيقية للقانون".
وأضاف: "الكثير من اللبنانيين مثل طائر الفينيق، مهما حصل فسنرتفع من بين الرماد، ونشق الطريق بخدمة الوطن والشعب، فأنا لست موظفا يعنى بخدمة مواطني الغبيري فحسب، بل أنا مواطن وإنسان، أشعر بمعاناة الآخرين على مساحة الوطن، ونريد الإضاءة على صورة لبنان الجميلة، فلا نريد الإضاءة فقط على الأشياء البشعة، ومن يخطئ هو من يعمل، أما من لا يعمل، فلا يخطىء، ولا يقوم إلا بالتنظير، وجل من لا يخطئ".
اعتصام
وبعد مشاهدة فيديو إطلاق النار على الكلبة، قال ديراني: "هذا الكلام مردود إلى صاحبه، الذي اتهم البلدية، وننفي نفيا قاطعا أي علاقة لنا بهذه الحادثة، وهناك كاميرات لا بد وأن تكون قد التقطت رقم المركبة، وسنحاول التوصل لصاحبها"، وطالب صاحب الفيديو والمتضرر بالتقدم إلى القوى الأمنية والنيابة العامة، لإجراء التحقيقات اللازمة.
هذا ونفذ ناشطون في مجال الرفق بالحيوان اعتصاما سلميا دعوا إليه الساعة الثالثة من بعد ظهر هذا اليوم، في مكان تسميم الكلاب قرب السفارة الكويتية.
لمشاهدة الفيديو إليكم هذا الرابط:
https://www.facebook.com/ghadinews/videos/1863325197012122/