"غدي نيوز" - متابعات -
أشارت الـ "هافنغتون بوست" huffingtonpost.com في تقرير نشرته أمس إلى أنه بسبب ارتفاع درجة حرارة الكوكب مع زيادة معدلات التلوث، بالإضافة إلى خنق الحياة البرية وحصارها من جميع الجهات، انخفضت أعداد أشهر الحيوانات على سطح الأرض بمعدلات مُخيفة للغاية.
ورأت أنه إذا استمرت هذه المعدلات في الانخفاض على هذا النحو، فمن المتوقع خلال عقود قليلة قادمة أن تصبح هذه الحيوانات في عيون أحفادناً مُجرد أساطير تماماً مثل الديناصورات والماموث.
الفيل: ضخامته لا تحميه
يعد الفيل من أضخم الأحياء الموجودة على سطح الأرض الآن، لكن حجمه الكبير وتأثيره الشديد على مُجتمع الغابة والحياة البرية بالإضافة إلى أهميته القصوى في النظام البيئي، لم ولن تشفع له من مواجهة خطر الانقراض.
فخلال العقد الماضي فقط انخفضت أعداد الفيلة بنسبة وصلت إلى 62 بالمئة، وفقاً لدراسة أجرتها جمعية حفظ الحياة البرية العالمية بمشاركة أكثر من 12 مؤسسة أخرى.
لا تكمن أهمية الفيلة فقط في استمتاعنا برؤيتها عند زيارتنا لإحدى حدائق الحيوان، لكن ترجع أهميتها الحقيقية وتأثيرها في بقائنا على وجه البسيطة إلى عوامل لا تُعد ولا تُحصى، أبرزها أنه خلال مواسم الجفاف تستخدم الفيلة أنيابها لحفر مجاري المياه، وبسببها تتمكن مُعظم حيوانات الغابة من النجاة.
وعندما تأكل الأفيال أجزاء من أشجار الغابات فإنها تخلق فجوات في الغطاء النباتي، هذه الثغرات تسمح للنباتات الجديدة بالنمو، مع إنشاء مسارات وطرق للحيوانات الصغيرة الأخرى، وهي أيضاً واحدة من الطرق الرئيسية التي تساعد الأشجار على نثر بذورها في التربة.
الزرافة: الضحية الأبرز
يبدو أن أضخم حيوان في الغابة وأطول حيوان كلاهما يواجهان خطر الانقراض، فالزرافات تتعرض منذ عام 1985، إلى تناقص مُخيف في أعدادها وصلت نسبته إلى 38 بالمئة، وفقاً للقائمة الحمراء التي جُمعت بواسطة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، إذ انخفضت أعدادها من حوالي 157 ألف زرافة إلى 97500 زرافة اليوم.
ودفع ذلك عالما الأحياء "جوليان فينيسي" و"نويل كومبيل"، المُشاركان في المجموعة المتخصصة التي وضعت الزرافة على القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، إلى أن يحذرا من أن هذا الحيوان الشهير يواجه ما يُسمى "الانقراض الصامت".
ومن أهم أسباب انقراض الزراف وأكثرها دموية ظاهرة يُطلق عليها رياضة صيد الزراف، وتتمثل في أن عشرات الأشخاص من ميسوري الحال في بريطانيا والولايات المُتحدة الأميركية، وغيرها من الدول، يتوجهون إلى المحميات الطبيعية في أفريقيا وآسيا من أجل قتل الزراف بواسطة البنادق والأسلحة النارية الأخرى، ثم التقاط الصور التذكارية بجوار جثثها، وعادة ما يدفع الصياد مقابل إتاحة هذه الفرصة له داخل المحمية الطبيعية، مبلغ يصل إلى 10 آلاف جنيه استرليني.
وترجع أهمية هذا الحيوان الرائع إلى عدة عوامل، منها أن طوله يساعده على الرؤية إلى مسافات أبعد من باقي حيوانات الحياة البرية الأخرى، وبالتالي تعتمد الحيوانات الصغيرة تماماً على الزرافات في تحذيرها لدى وجود خطر قادم.
الأسد: شراسته تحمينا من المجاعة
قد يعتقد البعض أن الأسد لكونه حيوانا مُفترسا سيكون من الجيد أن ينقرض ليزول خطره، ولكن هذا أمر غير صحيح، لأن انقراض الأسود سيسبب تدميراً واسعاً في النظام الإيكولوجي، الذي سيتبعه تدميراً للحياة الحيوانية والنباتية، ومن المؤكد أنه سيترك أثراً مُدمراً بين بني البشر.
وتتغذى الأسود على الحيوانات العُشبية كالماعز والماشية والجاموس والحمار الوحشي وغيرها، فماذا سوف يحدث إن انقرضت كُل الأسود والحيوانات المفترسة من سطح الأرض؟ هذا معناه تضخم أعداد الحيوانات العشبية، وستحتاج حينها إلى أيام معدودة فقط لتقضي على طعام المناطق التي تتواجد بها.
ومن الحقائق المثيرة والمُخيفة حول انقراض الأسود، أن المدير التنفيذي للحياة البرية وحدائق الحيوان في الولايات المُتحدة "دان آش"، حذر من أن الأسد الأفريقي يواجه خطر الانقراض تماماً من القارة السمراء بحلول عام 2050 ، أي خلال ما يقرب من 30 عاماً فقط.
الدب وتغير المناخ
تنقسم الدببة إلى عدد من الفصائل تنتشر في مناطق مختلفة من العالم، حسب الظروف التي تتوافق مع معيشتها، ويبلغ عدد هذه الفصائل نحو ثمانية، وعلى الرغم من هذا التنوع إلا أن أكثر من ستة أنواع من هذا الحيوان اللطيف أُدرجت في لائحة الأنواع المُهددة بالانقراض، وفقاً للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
ويظل دب الباندا الصيني ذو اللونين الأبيض والأسود دائماً على رأس قائمة فصائل الدببة المُهددة بالانقراض، وذلك بحسب دراسة أجراها الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، بالإضافة إلى الدب القطبي ذو اللون الأبيض الناصع الذي يحتل مركزاً مُتقدماً في هذه القائمة، ويرجع ذلك إلى تغير المناخ ما أدى إلى ذوبان أجزاء كبيرة من الجليد، الذي يعد الموطن الأصلي له.
الحوت: القتل للترفيه
يُصنف هذا الثديي المائي الضخم من بين الأنواع الأكثر تهديداً بالانقراض بين الأحياء البحرية. ويلعب البشر وأنشطتهم الاقتصادية وحتى الترفيهية دوراً رئيسياً في تفاقم مأساة الحيتان بأنواعها المختلفة، إذ يوجد من الحوت 13 فصيلة مُختلفة.
والحوت الأزرق هو أضخم الحيوانات الموجودة على كوكب الأرض على الإطلاق بما فيها الفيل، حيث يصّل وزنه إلى 173 طنا، وقد يصل وزن ألسنتها فقط إلى ما يقارب وزن فيل، كما قد يصل وزن قلبها لوزن سيّارة، وتصنف بأنّها مُهدّدة بالانقراض بشكلٍ مُتوسّط.
ويُعد "الحوت العظيم" من أكثر الأنواع التي تواجه خطر الانقراض، ويرجع ذلك إلى تصادمه واشتباكه باستمرار مع سفن نقل المعدات الثقيلة التي تعبر المُحيطات ذهاباً وإياباً.
كما يعد الصيد من أجل المتعة وهي عادة لا يُمارسها البشر مع الزرافات فجسب، خطرا يهدد الحيتان إذ تنال نصيباً كبيراً من هذه العادة السيئة.
فعلى سبيل المثال جرز "فارو" التابعة للدنمارك مشهورة بممارسة احتفال يُقام بشكل سنوي باسم "غريند"، وفيه يتم استدراج مئات الحيتان والدلافين إلى الشاطئ، ثم يقتلونها بعد ذلك بطعنها بالسكاكين والأسلحة الأخرى، وفي بعض الأحيان بالأيدي فقط.