"غدي نيوز" – إيليسيا عبود -
يبدو أنه لا نهاية للتطرف المناخي الذي تشهد الأرض هذه الأيام، مع ما يترتب عليه من نتائج كارثية، فقد أعلنت الوكالة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي، يوم أمس الاثنين 8 كانون الثاني (يناير)، إن الكوارث المتصلة بالطقس والمناخ كلفت الولايات المتحدة مبلغا قياسيا في عام 2017 وهو 306 مليارات دولار، وفق تقرير نشرته وكالة "رويترز" العالمية.
ففي الوقت الذي سجلت فيه درجات الحرارة في أستراليا أعلى معدل لها منذ 80 عاما، من المتوقع أن تتدني درجات الحرارة في بعض أنحاء الولايات المتحدة الأميركية إلى ما دون 73 درجة مئوية تحت الصفر، ما يعني أنها أكثر برودة من القطب الشمالي أو من سيبيريا.
الصقيع والتجمد
وسجلت درجة الحرارة في "جبل واشنطن" وهو منتجع للتزلج يوجد ضمن سلسلة "جبال وايت" في ولاية نيوهامبشير 38 درجة مئوية تحت الصفر يوم السبت الماضي، وبلغت برودة الرياح 69 درجة تحت الصفر، ما يعني أنها درجة الحرارة الأكثر برودة في العالم، وفقا لـ "سكاي نيوز".
وتراوحت درجات الحرارة في بعض مناطق شرق الولايات المتحدة بين 39 و12 درجة مئوية تحت الصفر، ومن المتوقع أن تستمر حالة الصقيع والتجمد، التي بدأت الأسبوع الماضي في جنوب شرقي الولايات المتحدة، والتي أطلق عليها مسمى "قنبلة الطقس" أو "الإعصار القنبلة"، حتى الأسبوع المقبل.
وعلى الجانب الآخر من الولايات المتحدة، تحديدا في ولاية كاليفورنيا، وصلت درجات الحرارة إلى أعلى من معدلها السنوي بحدود 20 درجة.
هذا الواقع المناخي، عمل فعليا على تقسيم الولايات المتحدة إلى قسمين، شرقي بالغ البرودة وغربي بالغ الحرارة.
القيظ في أستراليا
وفي الجزء الجنوبي من الأرض، وتحديدا في أستراليا، شهدت منطقة سيدني في جنوب شرقي البلاد حرائق اجتاحت مناطق شاسعة من الأراضي، وذلك جراء الارتفاع الحاد في درجات الحرارة حيث سجلت مدينة سيدني وضواحي بنريث، إلى الغرب من سيدني بمقاطعة نيوساوث ويلز، 47.3 درجة مئوية، وهو أعلى معدل للحرارة في المنطقة منذ 79 عاما.
وكانت هذه الحرارة قد سجلت في سيدني عام 1939، بحسب سجلات دائرة الأرصاد الجوية في المدينة.
وإلى جانب الحرائق في الأحراج والغابات، ذاب الإسفلت في الشوارع بفعل درجات الحرارة المرتفعة، كما توجه المواطنون إلى الشواطئ وملاعب التنس للتخفيف من درجة القيظ التي يشهد بعض الأجيال لها مثيلا.
عواصف أوروبا
وفي السياق عينه، تشهد العديد من الدول في أوروبا أجواء عاصفة، فبعد أقل من أسبوع على الإعصار إليانور الذي ضرب معظم دول غربي أوروبا.
وبدأت الثلوج في اليومين الماضيين تتساقط على إسبانيا في شبه الجزيرة الإيبيرية، وتحاصر آلاف الناس في الطرقات وفي بيوتهم، الأمر الذي استدعى تدخل الجيش والشرطة لإنقاذهم.