"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو -
قَدَر المواطن في لبنان أن يتحمل تبعات فضائح السلطة السياسية، كي لا نقول صفقاتها المشبوهة، يوم قررت، في عهد الحكومة السابقة، تبني المطامر الشاطئية بعد أزمة النفايات التي حاصرت لبنان عقب إقفال مطمر الناعمة – عين درافيل، في تدبير لا نجد مثيلا له إلا في لبنان، بلد الاستثناءات الفاضحة، إذ ليس ثمة دولة في العالم تبنت ردم وطمر شواطئها بالنفايات!
قبل نحو سنة، فوجىء الصيادون عن شاطىء خلدة – الأوزاعي بالنفايات في شباكهم، وتكرر المشهد عينه في منطقة برج حمود وساحل المتن، ورغم ذلك، أكد وزير البيئة أن عمليات الطمر تتم وفق الشروط الموضوعة في عقود التلزيم، بعد معاينة ميدانية لمطمر برج حمود، وليزف لنا قبل نحو أسبوعين خبرا حول توسيع المطامر من "الكوستابرافا" في خلدة - الشويفات إلى برج حمود فالجديدة.
آثار خطيرة
وجاءت العاصفة الأخيرة لتؤكد مدى "التزام" المتعهدين بمواصفات وشروط الطمر، فما أعلن عنه وزير البيئة "كذبته" النفايات المتراكمة على ساحل المتن، في مشهد نضعه برسم الحكومة التي تبنت ومضت في خيار سابقتها، ونضعه أيضا برسم بعض المواطنين اللاهثين لتجديد انتخاب الطبقة السياسية التي أورثتنا الفساد بكل تبعاته الصحية والبيئية والاقتصادية والاجتماعية.
واليوم، طالعنا مشهد النفايات التي لفظها الموج ليفضح ما هو قائم منذ فترة، لجهة طمر ورمي النفايات مباشرة في البحر، فضلا عن أن العاصفة ساهمت بدورها في جرف النفايات من المطامر إلى البحر، مع ما يترتب على هذا الأمر من مخاطر تتهدد المواطنين، لجهة التلوث الذي يصيب الثروة السمكية ويصل إلى موائدنا عبر السلسلة الغذائية، فضلا عن آثار خطيرة تواجه البيئة البحرية بسائر نظمها الإيكولوجية، ودون أن ننسى أن هذا التلوث ستكون له نتائج قد تقضي على السياحة الصيفية الشاطئية.
والجدير بالذكر، أنه لغاية الآن لم تحرك وزارة البيئة ساكنا، ولم تبادر السلطات المعنية لاتخاذ تدابير للحد من الكارثة!
الجميل: يا عيب الشوم
وفي هذا السياق، حمّل رئيس "حزب الكتائب" النائب سامي الجميل "وزير البيئة طارق الخطيب ومجلس الانماء والاعمار والشركة المعنية مسؤولية مشهد شاطئ كسروان المليء بالنفايات"، قائلاً "كنا حذّرنا من هذا الوضع، والسلطة من دون اي تدبير حماية طمرت الشاطئ بالنفايات".
وأضاف خلال تفقّده شاطئ كسروان أن "المسؤولية الكبرى نحمّلها لكل اعضاء الحكومة وكل السلطة التي دافعت عن المطمر البحري".
وقال إنّ "المياه دخلت الى المطمر وجرفت معها النفايات، وبالتالي كل البحر ممتلئ لأنّ هناك أناسا من دون ضمير ومن دون كفاءة يستلمون النفايات"، مشيرا إلى أنّهم "لم يقوموا بأي تدبير منذ استقالتنا وهناك كذب والنفايات تمر في البحر دون كاسر للموج".
ودعا الجميّل في تصريحه، وزير البيئة طارق الخطيب الذي جال من دون اتخاذ أي تدبير، إلى الاستقالة، قائلاً: "يا عيب الشوم على مسؤولين يضعون صحة وحياة اللبنانيين على المحك".
واعتبر أنّ "لا طريقة لمواجهة هذه الكوارث الا بإزاحة الناس اللامسؤولين في الانتخابات النيابية"، مناشدًا "القضاة الذين ينظرون في القضية ان يوقفوا الكارثة"، وأكّد أنّ "الجماعة" بلا ضمير وبلا اخلاق" وطفح الكيل، فهم لم يقرروا توسيع برج حمود لأن لا توافق سياسي حول ذلك ولأن الانتخابات قريبة".
ودعا الجميّل "اللبنانيين الى مساعدتنا لايصال اكبر عدد من النواب الذين يقومون بالدور الذي نقوم به ونطالب اللبنانيين ان يساعدونا لتقوية الصوت المعارض في مجلس النواب".