"غدي نيوز" – قسم البيئة والمناخ -

تتكشف يوما بعد يوم النتائج السلبية المتأتية من التلوث، ما يؤكد أن المخاطر ستكون أكبر بكثير مما كنا نتوقع، خصوصا بعد تحذيرات أطلقتها في هذا المجال "منظمة الصحة الدولية" WHO، أشارت فيها إلى أن التلوث بات يشكل أحد أخطر التحديات التي تواجه الإنسانية.

وتجدر الإشارة إلى أن التلوث يتسبب بوفاة مئات الآلاف سنويا بأمراض مرتبطة بالجاز التنفسي، فضلا عن العقم والسرطان.

التيلومير

في هذا المجال، أكد باحثون من الولايات المتحدة الأميركية، أن طول "التيلومير" عند الولادة، وخلال السنوات الأولى من الحياة، يلعب دورا كبيرا ومهما في ظهور الأمراض في مرحلة البلوغ لدى الإنسان.

وأثبت الباحثون أن حالة "التيلومير" - وهو الجزء الأخير من الكروموسوم، وظيفته حماية الحمض النووي من التلف - يمكن أن تتغير أثناء انقسام الخلايا لأسباب أخرى غير التقدم في السن، عند تعرض الجسم لتأثير مجموعة عوامل رئيسية مثل الإجهاد والاكتئاب والفقر، والتي تؤدي إلى زيادة العناصر المؤكسدة والجزيئات المسببة لتآكل الخلايا، مما يفضي إلى انخفاض كبير في طول شريط الحمض النووي وتسريع الشيخوخة.

المنشآت الصناعية الكبرى

وقال دليانغ تانغ من "جامعة كولومبيا" في نيويورك، إن الظروف البيئية السيئة المحيطة بالإنسان لدى ولادته أثبتت تأثيرها السلبي على متوسط طول العمر، بعد تحليل طول التيلومير في خلايا الحبل السري لـ 250 طفلا ولدوا في مدينة تشونتشينغ الصينية، المشهورة بتلوث الهواء فيها، واحتوائه على كميات كبيرة من الهيدروكربونات العطرية وغيرها من المسرطنات التي تنتج أثناء احتراق الفحم.

ونصح الباحثون في نهاية هذه التجربة بالابتعاد عن السكن قرب المنشآت الصناعية الكبرى ومحطات توليد الكهرباء التي تؤثر على طول التيلومير، وفقا لوكالة أنباء "نوفوستي" الروسية.