"غدي نيوز"
أقدم مجهولين في عمق غابات منطقة جرد عكار في خراج حرار وقبعيت ومشمش، ولا سيما غابة القلة الفاصلة بين مناطق الضنية والهرمل وعكار، على قطع ما يزيد على 150 شجرة من أصناف متعددة من الشوح واللزاب والارز والسنديان، وذلك خلال يومين فقط، وتم تقطيعها بعدما قطعتها المناشير الآلية، وجرى نقل القسم الاكبر من كميات الحطب خارج نطاق المواقع التي شهدت التعديات.
واعتبر رئيس مجلس البيئة في عكار الدكتور انطوان ضاهر "أن عمليات قطع الاشجار الحرجية أمر يتكرر في كل المناطق العكارية، ولم تسلم غابة من غابات هذه المنطقة من جور مناشير تجار الحطب".
وأبدى استهجانه لما هو حاصل، وقال "إن الامر يتطلب جهودا مضاعفة من الاجهزة المعنية والمختصة لضبط الفلتان على هذا الصعيد، بحيث ان التعديات تتكاثر وحجم الغطاء الحرجي الى تقلص مستمر، وذلك الامر ينذر على المستوى المتوسط والبعيد بكوارث بيئية لا تحمد عقباها".
ولفت الى أن حماية البيئة "تتطلب وعيا مجتمعيا بالاساس، ورعاية رسمية وحماية بموجب القانون لهذا الارث. فمن يعتدي على الغابات يجب أن يعاقب بوصفه ارتكب جريمة. أما الحديث عن حاجة الناس الحطب في ظل ارتفاع أسعار المحروقات وانقطاع الكهرباء وما الى ذلك، فكلها مبررات غير مقنعة. وحدهم التجار ومن يغطيهم هم المستفيدون من هذا الوضع الشاذ. أما بالنسبة الى المجتمعات المحيطة بمواقع الغابات، فهي التي حمتها على مر السنين، وهذه المجتمعات هي الاكثر تضررا اليوم مما هو حاصل".