الزعفران... ذهب إيران الأحمر الأغلى في العالم

wowslider.com by WOWSlider.com v8.6

Thursday, November 29, 2012

"غدي نيوز"

تعتبر زهرة الزعفران رمزاً يتوارثه الإيرانيون الذين يبرعون بزراعتها والعناية بها، فقد بدأت زراعة الزعفران قبل نحو ثلاثة آلاف عام في إقليم كشمير الهندي وانتقلت إلى بلاد فارس.
ويعتبر الزعفران من التوابل النادرة التي تباع بالقيمة ذاتها التي يباع فيها الذهب وبعض المعادن الثمينة، ما يجعله من التوابل الأغلى في العالم.
ولا يقاس الزعفران بالكيلوغرام أو الغرام بل يوزن بالمثقال مثل الذهب. لذا استحق بجدارة لقب "الذهب الأحمر". ويبلغ ثمن الكيلوغرام الواحد من الزعفران، الذي يتمتع بجودة عالية، نحو 11 ألف دولار، ما يوازي نسبياً ثمن الذهب، خصوصاً أن زراعته تعتبر نادرة ومحصورة بعدة مناطق في العالم.
وتعتبر زراعة الزعفران من الأمور المكلفة مادياً. وتعطي 70 ألف زهرة صالحة 500 غرام فقط من الزعفران، بينما يتطلب الأمر زراعة 150 ألف زهرة لإنتاج كيلوغرام من الزعفران الخالص، أي ما يعادل مساحة ملعب كرة قدم تزرع بكاملها. كما يجب حصد الزعفران فوراً لدى بزوغ زهوره الصفراء التي لا يجب أن تترك في الشمس يوماً واحداً حتى لا تجف. فإذا جفت الزهرة يعني أنها فقدت الكثير من قيمتها وخصائصها وغناها. وتقاس نوعية الزعفران بحسب درجة رطوبة أزهاره بالإضافة إلى لونها الأصفر المائل إلى القرمزي في فترة الحصاد.
وفي أوقات كثيرة، يلجأ بعض التجار إلى اعتماد أسلوب "الغش" في بيع الزعفران بسبب ارتفاع ثمنه حيث يتم مزجه بأعشاب لزيادة وزنه، مثل العصفر الذي يشبهه في اللون وسرعة الذوبان في الماء.
ويضفي الزعفران اللون الأصفر الذهبي على بعض أنواع المأكولات. وفي أواخر فصل الخريف تنبت أزهاره وتستمر بالتفتح لثلاثة أسابيع، حيث يوجد في كل زهرة ثلاث بتلات ذات لون زهري تحتوي على عيدان الزعفران. وتتكاثر هذه الأزهار عاما بعد آخر وتعطي أزهارا جديدة، لكنها تحتاج لعناية واهتمام ومتابعة حتى تنمو بشكل صحيح. لذا يرتبط المزارعون بعلاقة وطيدة بزهور الزعفران.
بأصابع اكتست بصبغة زهور الزعفران، وبعيدا عن أضواء المدينة في أرض أحبها وغرس فيها زهور هذه النبتة الشهيرة التي نسبت لبلده وارتبطت به، يبدأ الحاج الإيراني حسين قوميان عمله في قطف زهور حقله الواقع في مزرعة بالقرب من طهران.
وقوميان ارتبط منذ سنوات طويلة بهذه المهنة المميزة، إذ يمنحها كل اهتمامه فتجود عليه بالدخل. ويقول "أنا أزرع الزعفران منذ نحو 20 عاما ونوعية الزعفران الذي أزرعه جيدة بفضل التربة حيث حصلنا خلال السنوات الأخيرة على محصول جيد".
وتتطلب زراعة الزعفران الكثير من الحب، ومن يزرعه فلا بد من أن يحبه، إذ ان عطر زهرة الزعفران ولونها سيندمجان بالشخص الذي يزرعها ويرعاها.
ويزرع الزعفران في أوائل فصل الخريف، وبعد 15 يوماً تبدأ أزهاره بالتفتح، وتستمر بذلك لفترة 20 يوما. ويتوقف نمو زهرة الزعفران في فصلي الربيع والصيف، الأمر الذي يميزها عن النباتات الأخرى.
بعد ثمانية أشهر من زراعتها، تنبت زهرة الزعفران الشهيرة لتدخل المرحلة الأولى في مسيرتها وهي مرحلة قطف الأزهار، ثم تجمع وتفصل عنها البصيلات الثلاث، لتوضع في مكان للتجفيف لتهيئتها للاستهلاك المحلي في الأسواق.
وارتبط اسم زهرة الزعفران بمكان زراعتها، لذا يقال دائما الزعفران الإيراني، وهنا لا يكاد يخلو طبق من الطعام من استخدامه. وسابقاً، استخدم الزعفران كدواء للعلاج من أمراض عدة.
 

اخترنا لكم

قرّاء غدي نيوز يتصفّحون الآن