"غدي نيوز"
أكد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان، خلال رعايته حفل اطلاق "وثيقة السياسة الشبابية في لبنان" في القصر الجمهوري في بعبدا قبل ظهر اليوم (1-12-2012) "ضرورة ان نعزز مؤسساتنا وننجز الاستحقاقات ونعاود الحوار عوض الجلوس في قاعات الانتظار، او توقع الانتصار لهذا المحور أو ذاك"، معتبرا ان "اكبر جريمة ترتكب على حساب الانسان في لبنان هي الانغلاق على الذات والابتعاد عن الحوار الحياتي والثقافي والسياسي".
ودعا الشباب لـ "يكونوا الكتلة العابرة للطوائف والطبقات والمناطق والمذاهب، والا يقبلوا تقليد اخطاء السابقين وتكرارها او يكرروا ما فعله جيل الشباب قبلهم، عندما انساق فصار وقود الحرب وضحية التسويات، والا يتورطوا في مغامرات امنية وعسكرية في داخل لبنان وخارجه تحت عناوين او لأجل اهداف غير متوافق عليها وطنيا"، مطالبا اياهم "الا يساوموا على السيادة والمبادئ الوطنية المتفق عليها منذ الاستقلال والمكرسة في وثيقة الوفاق الوطني، والا يضحوا بأنفسهم وبلبنان من أجل الآخرين، وليكونوا عين المراقبة وجهاز المحاسبة المدني لجميع الفاسدين والمفسدين في الدولة والمجتمع".
وحدد سليمان ما يتوجب على الدولة تأمينه للشباب اللبناني، مؤكدا "ضرورة استمرارها في الدفع والضغط من اجل توفير مساحة أكبر لاشراكه في العمل السياسي والوطني من خلال وضع الاليات الضرورية للاقتراع اعتبارا من عمر الثامنة عشرة، والترشيح من سن الواحد والعشرين"، مشددا على "ضرورة تعاون الطبقة السياسية لتخفيف التشنج وتحييد لبنان عن الازمات المتتالية".
واذ اعرب عن الاصرار على اجراء الانتخابات النيابية والعمل على اقرار قانون عصري جديد ينسجم مع روح الدستور، فانه اعتبر انه "من الضروري الضغط على الاقطاب والمرشحين بالوسائل الديموقراطية بغية انتاج وعي جديد يأخذ في الاعتبار احتياجات الجيل الجديد وتطلعاته لمخاطبة المستقبل بروح التقدم البعيد عن العصبيات التي تنشئ اصوليات أو تحفظ مواقع سياسية أو حزبية أو فئوية".
ووجه تحية تهنئة من شباب لبنان الى شباب فلسطين.
من جهته، شدد وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي على ان "الوثيقة الشبابية تشكل نقطة انطلاق صوب ورشة حوار مفتوح على مستوى الوطن لاعادة تكوين القواسم المشتركة التي تعبر عن المصالح الجوهرية التي تجمع بين اللبنانيين"، داعيا رئيس الجمهورية والمجلس النيابي ومجلس الوزراء وكل صناع القرار في لبنان الى "اصدار قانون انتخابات عصري وحديث يتيح للشباب فرصا جدية للمشاركة واعادة الانخراط في الحياة العامة".
ودعا الشباب لان "يخرجوا من طوائفهم الى الوطن، وليكونوا الطائفة التاسعة عشر الاقوى والاكبر في لبنان".
اما المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان روبرت واتكنز، فشدد على "ضرورة ايجاد حل للبطالة وتأمين الفرص المتساوية للحصول على التعليم لكافة الشباب في لبنان وايجاد حل سريع لهجرة الادمغة"، منوها ب"أهمية المشاركة الكاملة للشباب في كافة نواحي الحياة السياسية لضمان التنمية المستدامة والاستقرار السياسي والسلام الدائم".
واكد ثقته ان بـ "امكان الامم المتحدة ان تساهم في دعم الحكومة اللبنانية والشباب اللبناني لتطبيق الاستراتيجية ذات الصلة".
وقائع الحفل
وكان الحفل افتتح بالنشيد الوطني، ثم القى الفنان جورج خباز كلمة باسم الشباب اللبناني، لتقدم من ثم جوزيان مخول تعريف منتدى الشباب حول لماذا ينتمي الشباب الى المنتدى. وبعد عرض موجز لمسار العمل على السياسة الشبابية في لبنان قدمه كمال شيا، القى واتكنز كلمته، ليعرض بعد ذلك وثائقي حول السياسة الشبابية. ثم تحدث الوزير كرامي، ودعا، قبل ختام الحفل، رئيس الجمهورية لالقاء كلمته.
الحضور
حضر الحفل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، نائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل، وزراء ونواب، سفراء دول عربية واجنبية وقادة ورؤساء الاجهزة الامنية والعسكرية، وفاعليات سياسية واجتماعية وثقافية واعلامية، المدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير وكبار موظفي القصر الجمهوري.
خباز
وألقى جورج خباز كلمة قال فيها: "خايف تخلص الدني، خايف تخلص الدني ونحنا بعدنا نايمين، عتخت الطائفية ومنتغطى بالدين، خايف تخلص الدني غرقانين ببحر الكذب، منعلن ولاء الوطن ونحنا ولاءنا للحزب، خايف تخلص الدني ونحنا بالاسم احرار، تقسمنا لكتايب وعم ننجرف بالتيار، وحب الوطن ما اكتمل والعمال بلا عمل، والكتلة الوحدة كتل وعم منفتش عأمل، والتوحيد صفى وحدات والاخر ما منتقبل، والقوة صارت قوات وعم بضيع المستقبل، خايف تخلص والظلم اخد حقوقنا وما ردا والناس اللاحقة زعيم ما تلاقي حدا حدا، يا شعوب النوم اشتراكي طولتي كتير النومة، يللا قومي كفاكي صارت بتحرز القومة، خايف تخلص الدني وما اعرف ليلي من نهاري لا عدوي من جاري ولا يميني ويساري، خايف تخلص الدني ويا وطني منستحي فيك، ان سألوني انت مين بقللن شيعي او كاتوليك، سني درزي ماروني ارمني او سرياني، بروتيستانت اورتودوكس علوي او علماني، بعرف عن حالي بطايفة وبنسى قلن لبناني، خايف تخلص الدني ونحنا بعد مش فاهمين، انو الانسان انسان بغض النظر هوي مين، ما حدا نقى اسمو ولا حدا نقى مينو، ولا حدا نقى لونو ولا شكلو ولا دينو، وعشو بعدنا مختلفين مقسمين مشتتين، وتحت عيون الشمتانين مندبح باسم الدين، خايف تخلص الدني ووطني الزغير تعبان، من ولادو المقسومين مع فلان وفليتان، وبسمع صوتك يا جدي عم بوشوشني بحنان، يمكن تخلص الدني وما بتخلص قصة لبنان، ومتل ما قللي جدي بهاك القصة من زمان، يمكن تخلص الدني لكن ما بيخلص لبنان".
مخول
وألقت جوزيان مخول كلمة قالت فيها: "بإسمي وبإسم زملائي في منتدى الشباب، اعني الجمعيات الشبابية والمنظمات الشبابية الحزبية، اتقدم بهذه الكلمة. إن الشباب هم خميرة في معجن السياسة الشبابية، وها هي أقرت بعدما وحدنا الأهداف والتطلعات وأجمعنا على وثيقة تعزز علاقتنا كشباب بالوطن والدولة، وتخدم حاجاتنا وتؤمن حقوقنا بالكامل، وتتيح لنا فرص المشاركة في صناعة القرار وتنفيذه في كل المجالات التي توثر على حياتنا. هذه المشاركة هي حق لنا وحاجة، تثبتنا أكثر في الوطن وتقوي مسؤوليتنا تجاهه كما تعزز ثقتنا بنفسنا وتشعرنا بفاعليتنا وأهمية دورنا".
واضافت: "نحن الشباب، بتنوع إنتماءاتنا وإختلاف وجهاتنا، وحدنا مسارنا وتعمقنا في نبش حاجاتنا ووضع توصيات لتلبيتها، فشكلنا عملاقا متمردا يرفض أن يقف على الباب متسولا أو يرضخ تحت أعباء المشاكل الإجتماعية والصحية والإقتصادية وحتى السياسية، أو يمر في الوطن عبورا عبثيا. أيها الرؤساء والمسؤولين، لطالما توجهتم إلينا بخطابات وطلبات لعدم التخلي عن وطنيتنا، والتمسك بلبناننا، فلبينا. اليوم، نحن أصحاب الدعوة، وبإرادة شبابية لم ولن تقعدها الأعباء، بل بعزم تصعده طموحات شباب، لطالما تاقوا لنيل حقوقهم الكاملة، كأي مواطن آخر، من خلال إشراكهم في القرارات التي تعنيهم، علما أنهم الأعلم بما يخصهم. قال ميخائل نعيمه: الشباب هم ثروة وثورة. ونحن ننتظر أن لا تغمضوا العين عن مكروه يقترب وراء عقارب الساعة. إستفيدوا من الثروة الشبابية فهم عدة الأمم، وادعموا ثورتهم التنموية والبناءة، فهم مصدر لطاقات هائلة، بدونها يكون الإنطلاق بطيئا والبناء هشا.
وجودنا اليوم هنا هو الإنطلاقة، ونحن نمد يدنا للشراكة معكم، لكي تكون إنطلاقة تسبق عقارب الساعة وما يتربص بها، إنطلاقة مع دولة تضمن حقوق شبابها وتصون كرامتهم، لكي يبنيان معا، الدولة والشباب، يبنيان وطنا يصونه شبابه".
شيا
وكانت كلمة لكمال شيا قال فيها: "يشكل الشباب اللبناني بين 15 و29 عاما حوالى 28 بالمئة من السكان. الشباب هم قوة الوطن اذا كانوا مشاركين بشكل حقيقي وفعال وعلى كافة المستويات وفي جميع المجالات. الشباب الآن، الشباب اليوم، من المهم ان يكون الفعل اليوم، وان تعلو اصوات الشباب اليوم، وعندها يكون الغد، بطبيعة الحال، ايجابيا للشباب والوطن. لقد بدأ العمل على السياسة الشبابية في لبنان منذ اثني عشرة عاما. وهذه التجربة لم تأت من فراغ. بل جاءت من العمل مع الشباب في مجتماعتهم المحلية من خلال برامج تنموية هدفت الى تمكين الشباب من المشاركة في مختلف مجالات الحياة، وهذا العمل عمره عشرات السنين قام به المجتمع المدني. ولكن تجربة التنمية الشبابية المجتمعية اظهرت ان العمل على تنمية الشباب فقط هو عمل منقوص، وان التنمية الشبابية لا تكتمل الا اذا عملنا على مستوى القوانين والسياسات لتتكامل مع البرامج المحلية من اجل ضمان حق الشباب في المشاركة في صناعة القرار في المجالات كافة. وهكذا كان، بدأنا العمل على السياسة الشبابية منذ اثني عشرة عاما بهدف ايجاد سياسات صديقة للشباب، وقد استطاع المنتدى الوصول الى اكثر من 500 جهة في كل لبنان من اجل الاجماع على وثيقة السياسة الشبابية. وجاءت ابرز الانجازات من خلال "منتدى الشباب حول السياسات الشبابية" وبالشراكة مع وزارة الشباب والرياضة وهيئة الامم المتحدة، وهو اقرار وثيقة السياسة الشبابية في 3 نيسان (ابريل) 2012 في مجلس الوزراء، ومن ثم تبنيها من قبل اللجنة البرلمانية للشباب والرياضة في 10 نيسان (ابريل)، ليكون لأول مرة في العالم العربي رؤية للدولة حول سياسة شبابية متكاملة قدمها الشباب انفسهم الى الدولة. لقد تميز العمل على السياسة الشبابية خلال هذه السنوات بالآتي:
-العمل على القضايا الشبابية التي تجمع الشباب.
-التنوع بكل اشكاله.
-من الشباب باتجاه الدولة، وليس سياسة الدولة مسقطة على الشباب.
-الشراكة طويلة الامد بين الدولة والمجتمع المدني والشباب.
-العمل التشاركي، التراكمي، الديموقراطي، وإعتماد النقاش والإجماع.
-إعتماد مفهوم السلة، اي ان وثيقة السياسة الشبابية هي سلة تحتوي حاجات كل الشباب اللبناني بكل اطيافه وتطلعاته ومشاكله.
-العمل الجماعي او الشبكة من خلال منتدى الشباب حول السياسات الشبابية.
يتألف منتدى الشباب حول السياسات الشبابية من ستة وثلاثين عضوا من جمعية شبابية ومنظمة شبابية حزبية، عملوا بجهد كبير على مدى سنوات لإنجاز وثيقة السياسة الشبابية. هذا وقد ميز عمل المنتدى الى جانب ما ذكرناه، التعاون الوثيق بين الجمعيات والمنظمات الشبابية الحزبية، برغم التوجهات المختلفة في طريقة العمل، ولكنهم استطاعوا التكامل مع بعضهم البعض بأمور عدة، على صعيد المفاهيم التنموية واهمية الحشد وكسب التأييد. وهنا استطيع الجزم، كما واطلب من الدولة ان يكون منتدى الشباب حول السياسات الشبابية نموذجا للاندماج الشبابي والوطني، يطبق من خلال الوزارات المعنية مثل اندية المدارس، حيث ان العمل الممنهج والذي يعتمد العمل على القضايا المتعلقة بكل الشباب يجمع الشباب ويشحذ هممهم".
واردف: "اليوم، نحن نتطلع الى مزيد من التعاون والتضامن بين مؤسسات الدولة كافة لتطبيق السياسة الشبابية، وبالتالي الى تحقيق المواطنية الكاملة لشباب لبنان. إن التوصيات الواردة في وثيقة السياسة الشبابية، ولكي تصبح نافذة، تحتاج إما الى قرارات ادارية، او قرارات وزارية، او قرارات مجلس وزراء، او تشريعات. إن الشباب هم مواطنون كاملو الكرامة، وتطبيق السياسة الشبابية هي عملية اصلاحية شاملة تتطلب تضافر الجهود والعمل بنفس طويل جدا.
اني اتقدم من الرؤساء الثلاثة، بإسمي وبإسم الشباب والمنظمات الشبابية والجمعيات في منتدى الشباب، بالطلب منكم الاستمرار في دعم هذه الوثيقة لكي تصبح واقعا يؤمن للشباب كافة الخدمات وفرص التأثير في الشأن العام، كما ادعو الى تنظيم لقاء حواري معكم لهذا الغرض".
وختم شيا: "اخيرا، اود ان اتقدم بالشكر الى كل من ساهم في هذا الانجاز، وعلى رأسهم منتدى الشباب حول السياسات الشبابية، احزابه وجمعياته والشباب اللبناني فهم اصحاب العمل والانجاز فلولا جهدهم وتكاتفهم لما كنا نقف اليوم هنا، واود ان اشكر ايضا شركائنا في وزارة الشباب والرياضة والوزراء الذين تعاقبوا عليها منذ العام 2000، وشركائنا مجموعة عمل الشباب في هيئة الامم المتحدة، بالإضافة الى خمسة عشرة وزارة قامت بمراجعة محتوى وثيقة السياسة الشبابية في وقت سابق، الخبراء، المؤسسات الدولية، المدارس الثانوية، الجامعات. كما اود ان اخص اربعة اشخاص عملوا بإخلاص وجهد في هذا المسار الطويل، وهم: السيدة رانيا السبع اعين، الدكتور رمزي سلامة، السيدة فاديا حلال والسيدة رندلى عبد الباقي. يبقى ان اشكر معالي وزير الشباب والرياضة الاستاذ فيصل كرامي الذي عمل لإقرار هذه الوثيقة بقناعة تامة بدور الشباب، كما اتقدم بالشكر ايضا من دولة الرئيس نجيب ميقاتي الذي وضع منذ بداية عهده السياسة الشبابية في البيان الوزاري لحكومته وعمل بإخلاص على اقراره. والشكر الاخير لفخامة الرئيس لدعمه السياسة الشبابية ولرعايته هذا الحفل".
واتكنز
وتحدث روبرت واتكنز فقال: "يسعدني أن اكون هنا اليوم بينكم ممثلا عائلة الامم المتحدة، من أجل إطلاق السياسة الوطنية للشباب في لبنان. لقد تطلب تطوير هذه السياسة الكثير من الجهود من كافة الفاعلين، وهذا ما يجعل من حفلة اليوم هذه حدثا هاما جدا بالنسبة للبنان. أود ان اهنئ حكومة لبنان وبشكل خاص وزارة الشباب والرياضة لدورها الريادي في هذا المجال، كما وأود ان اشكر شبان وشابات لبنان الذين قدموا مساهماتهم القيمة بغية صياغة هذه السياسة. وفي الوقت الذي نطلق فيه هذه السياسة اليوم، من المهم جدا أن نتذكر اللحظات الحرجة التي تمر بها المنطقة العربية حاليا. فخلال العامين الماضيين شهدت المنطقة الكثير من الانتفاضات الاجتماعية والسياسية، ولا تزال سوريا جارتنا القريبة تتخبط في نزاع قاتل. وبالرغم من ان لبنان لم يشهد ازمة اجتماعية بشكل مباشر الا انه لم يكن في منأى عن التداعيات الاجتماعية والاقتصادية لهذه الاضطرابات. فعلى سبيل المثال، شهد الاقتصاد اللبناني تراجعا ملحوظا بسبب تقلص الثقة بالمنطقة. في الواقع، أثر ذلك على الاستثمارات والسياحة داخل لبنان كما وأثر على التجارة مع البلدان المجاورة. وقد شهدت أسعار الغذاء والنفط ارتفاعا ملحوظا مما أثر على الكثير من الفقراء. في الوقت نفسه، استقبلت العديد من العائلات اللبنانية في كافة أرجاء الوطن عائلات اللاجئين السوريين وقدمت لها الدعم اللازم مما زاد الاعباء اليومية التي أثقلت كاهل هذه العائلات".
وتابع: "من دون ادنى شك كان لتباطؤ الاقتصاد ولتداعيات الازمة السورية أثر كبير على المجتمع اللبناني بأسره بشكل عام وعلى الشباب بشكل خاص.
في لبنان، يشكل الشباب 41 بالمئة من القوى العاملة ولكنهم يشكلون ايضا أكثر من نصف العاطلين عن العمل. لذلك تعتبر مسألة ايجاد حل للبطالة وتأمين الفرص المتساوية للحصول على التعليم لكافة الشباب من الامور الرئيسية للشباب في لبنان. بالاضافة الى ذلك من الممكن القول ان البطالة مرتبطة بشكل كبير، لا بل هي اساس هجرة الشباب من المناطق الريفية الى المدن والى خارج حدود الوطن ايضا. فالشباب يهاجر في الاساس بحثا عن ظروف عيش افضل وهم يأملون في الوقت عينه الحصول على حياة افضل. لذلك من الضروري ان نجد حلا سريعا لهجرة الادمغة هذه".
واردف واتكنز: "في هذا الاطار، اصبح تعزيز الحوار المفتوح بين كافة القوى الاجتماعية أمرا مركزيا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستقبلية في الوطن. فالمشاركة الكاملة للشباب في كافة نواحي الحياة السياسية مهم جدا لضمان التنمية المستدامة والاستقرار السياسي والسلام الدائم في الوطن. وقد حددت السياسة الوطنية للشباب كل هذه المسائل على انها ابرز نقاط التدخل والمساعدة. بالنسبة للامم المتحدة يعتبر دعم الشباب اولوية عالمية، وفي هذا الاطار تدعو خطة العمل الممتدة على مدى 5 اعوام والتي اطلقها الامين العام للامم المتحدة، الى التزام اكبر من جهة الامم المتحدة لتلبية احتياجات شباب اليوم، وذلك من خلال تعزيز تركيز الشباب على البرامج الحالية المتعلقة بالعمالة وروح المبادرة والتربية والمشاركة السياسية والمواطنية وحماية حقوق الانسان. لقد كان موضوع اليوم العالمي للشباب لهذا العام (12 آب/أغسطس) "بناء عالم افضل: المشاركة مع الشباب"، وهي دعوة عالمية لتطوير الشراكات واتمامها مع الشباب ومن اجلهم. فالشباب هم عامل التغيير الاكثر ابتكارا والاكثر تمتعا بالموارد والاكثر حماسة في مجتمعنا، واذا تجاهلنا الاصغاء لاصواتهم فهذا يقع على عاتقنا".
واضاف: "ان اعتماد الاستراتيجية الوطنية للشباب هو خطوة هامة في هذا الاتجاه اذ انه يشكل نقطة الانطلاق نحو مشاركة فعالة للشبان والشابات في لبنان في الحياة الاقتصادية والاجتماعية لوطنهم. انها مسؤولية مشتركة، وانا كلي ثقة انه بامكان الامم المتحدة ان تساهم بشكل كبير في دعم الحكومة اللبنانية والشباب اللبناني لتطبيق هذه السياسة ولدفع جدول الاعمال المتعلق بالشباب قدما، وكل هذا بهدف تحقيق مستقبل افضل".
كرامي
والقى الوزير فيصل كرامي كلمة قال فيها: "اسمح لي فخامة الرئيس ان ابدي اعجابي بالصرخة التي اطلقها الفنان جورج خباز، فهو ذكرني بالصرخة التي اطلقها في السابق الفنان الكبير زياد الرحباني الذي قال لم اعد اريد تغيير لبنان، اريد الا يغيرني لبنان. واريد ان اقول للعزيز جورج لا عليك، فجدي قال لي مهما صار في الدنيا سيبقى لبنان، ولو جدك التقى جدي لكانا اتفقا اننا، انا وانت وجميعنا، سنحافظ على لبنان واستقلاله وسنغيره للافضل".
واضاف: "لقد نجحتم في تظهير هذه الصورة المشرقة التي نطل بها اليوم من اعلى وارفع موقع رسمي ووطني في لبنان برعاية كريمة من فخامة رئيس الجمهورية وبدعم متواصل من دولة رئيس المجلس النيابي وباحتضان كامل من دولة الرئيس نجيب ميقاتي، دون ان نغفل عن مؤازرة وتضامن الزملاء الوزراء والسادة النواب، لكأننا اليوم نتشارك الانتماء الى حزب واحد هو حزب الشباب. لقد استغرق انجاز الوثيقة الشبابية التي تشكل اول نص رسمي يحدد السياسة الشبابية في لبنان سنوات من الجهود والمتابعات الجادة التي بذلها خبراء ومعنيون في مجالات متنوعة للخروج بما يمكن ان نعتبره مشروعا وطنيا طموحا يهدف الى تعزيز مشاركة الشباب اللبناني في صناعة المستقبل تمهيدا لاجراء المصالحة الحتمية مع العصر والشباب هم جسر العبور الى هذه المصالحة التي يتوقف عليها مصير لبنان. ودعوني اقول للشباب، وباسم الشباب بان الواقع السياسي والاجتماعي في لبنان قد اسفر في نهاية المطاف عن اشكالية اقصى طموحاتها حماية الحد الادنى من التراضي بين مجموع المتناقضات التي يتشكل منها العقد الاجتماعي. ولو تعمقنا قليلا في مفاعيل هذا الواقع على البنية العقلية والوجدانية للاجيال الناشئة عقدا تلو عقد، لادركنا ان هذه الاشكالية تؤدي بشكل تلقائي الى تعطيل حس المبادرة لدى الشباب وتعميق الرغبة لديهم بالانسحاب من هذه الاحجية اللبنانية قدر الامكان وصولا الى اختيار بدائل متطرفة تتمثل بالهجرة عقليا وعاطفيا ووجدانيا قبل ان تكون هجرة مادية او في احسن الاحوال يستسلمون مبكرا للنمط المعمم والسائد لدى الاجيال التي سبقتهم والذي يتيح لهم الامان السهل وان لم يكن المريح ويؤمن بالتالي للمجتمع ان يواصل شيخوخته عبر مفاهيم وذرائع لا يمكن لها الصمود امام تحديات العصر".
واردف: "ان لبنان بلد صعب وصعوبته اننا راغبون بكل اجيالنا واعمارنا بتغييره، ولكننا جميعا ايضا متمسكون بفضائله ومزاياه التي تجعله فريدا ومميزا وتمنحه سحره الخاص. هذه باكثر الكلمات تبسيطا، الاشكالية الحضارية التي تؤلف خليطا من القيم والمعايير والتقاليد والرغبات والاماني والتطلعات لكن هذا الخليط لا يؤسس لثوابت نهائية نتفق عليها بين اللبنانيين الامر الذي ينعكس على الوعي الشبابي وعلى طرق انخراطهم بالوعي الوطني العام.
في هذا السياق تأتي هذه الوثيقة الشبابية كخريطة رؤى لمقاربة هذه التحديات مع الادراك بان الحلول ليست سهلة ولا هي من صنع وزارة معينة ولا حتى حكومة معينة. وانما الحلول المنشودة تكون نتاج اعادة تكوين الوعاء الحضاري المستقر والامن الذي يجدد به اللبنانيون جميعا العقد الاجتماعي القائم في سياق مسيرة نضالية طويلة تتطلب الكثير من الطموح والحكمة، طموح الاجيال التي ستبني الوطن وحكمة الاجيال التي حفظت لنا هذا الوطن. من هنا، ارى ان هذه الوثيقة التي تشكل نقطة انطلاق صوب ورشة حوار مفتوح على مستوى الوطن وهو حوار حيوي مطلوب لاعادة تكوين القواسم المشتركة التي تعبر عن المصالح الجوهرية التي تجمع بين اللبنانيين".
وتوجه كرامي الى الشباب بالقول: "راجعوا تاريخ لبنان وستكتشفون ان الشباب هم الذين قادوا الاحلام وحققوها وانجزوا الاستقلال وابتكروا الميثاق الوطني وخططوا لبناء المؤسسات ولكن هم ايضا من كانوا وقود النزاعات الطائفية والدموية التي هددت كل مزايا التجربة اللبنانية. وعليكم ان تختاروا بين ان يقودكم لبنان المثقل بجراحه ومشاكله نحو الماضي وبين ان تقودوا لبنان الممتلىء بالآمال والوعود نحو المستقبل. ولا شك ان الخيار الثاني هو الخيار الشجاع. واني اغتنم هذه اللحظة لاطالب باسم الشباب فخامة الرئيس والمجلس النيابي ومجلس الوزراء وكل صناع القرار في لبنان بقانون انتخابات عصري وحديث يتيح للشباب فرصا جدية للمشاركة واعادة الانخراط في الحياة العامة. ايها الشباب، اخرجوا من طوائفكم الى الوطن، خذوا من الاباء والاجداد تلك النوايا النبيلة والسامية التي وحدت كلمتهم وموقفهم ذات يوم لكي يصنعوا لنا وطنا. اتركوا بكل ما علق بهذه التجربة من مفاهيم واعراف وهواجس بالية تنتمي الى القرون الوسطى. ايها الشباب، لن ادعوكم الى الغاء الطائفية السياسية فهذا عمل سياسي ودستوري ووطني يتطلب اعداد النصوص والنفوس ويكاد يشبه الاعجوبة، ولكنني ادعوكم لكي تكونوا الطائفة التاسعة عشرة في هذه الوطن، الطائفة الاقوى والاكبر، طائفة الشباب. واني اذ اجدد الشكر لكل من اسهم في هذا الانجاز، وخصوصا لجنة الشباب والرياضة في المجلس النيابي بكل اعضائها ورئيسها النائب سيمون ابي رميا، ومنتدى الشباب حول السياسات الشبابية والدكتور زياد منصور والاستاذ زياد ميقاتي وكثيرين وفريق العمل في الوزارة فردا فردا، اثمن الجهود الطيبة التي وضعها الشباب انفسهم لاعداد هذه الوثيقة ويشرفني كوزير للشباب والرياضة انني اسهمت في اطلاق الخطوة الاولى نحو سياسة شبابية وطنية والكرة منذ هذه اللحظة في ملعب الشباب وهو ملعب الحياة".
وختم: "الشكر الاكبر لفخامة الرئيس ولدولة الرئيس اللذين يوليان قضايا الشباب عناية خاصة وقد منحاني على الدوام الدعم المتواصل لاستكمال انجاز هذه الوثيقة وهما المؤمنان بان شباب الوطن هم عماد الوطن".
سليمان
وتحدث رئيس الجمهورية فقال: "نجتمع اليوم في مناسبة إطلاق وثيقة السياسة الشبابية على وقع مفارقات ثلاث:
الاولى: أزمة وطنية ناتجة عن تعثر الحوار وعجز السياسة عن ايجاد الحلول المناسبة للخروج من حال المراوحة الراهنة.
الثانية: انتفاضات عربية شعبية وشبابية تحاول تلمس التغيير واعتلاء منابر ومواقع السياسة بوسائل بعضها غير سياسي.
الثالثة: صراع عالمي بين الانفتاح والتنوع والتطور من جهة والانعزال والتعصب والتسلط من جهة اخرى، وان تكن الغلبة كما يعلمنا مسار التاريخ للانفتاح والتقدم. وما تأييد مئة وثمان وثلاثين دولة لفلسطين كعضو مراقب في الامم المتحدة الا علامة من علامات هذا المسار. فالتهنئة والتحية من شباب لبنان الى شباب فلسطين. وإذا كان بدء العقل هو التساؤل، وإذا ما وعينا واقعنا اللبناني القلق، وجوارنا العربي المتفجر، تصبح الاسئلة مشروعة عن جدوى اطلاق الوثيقة، فيما السياسة المنطوية على كل عناصر الانقسام والشحن والتوتر، تهدد بدفع الشباب إما الى خارج السياسة أو للخروج عنها الى العنف المادي والمعنوي، أو الى التخرج من الجامعات للخروج من الوطن".
واضاف: "ليست هذه البداية اعلان يأس أو استسلام، بل دعوة الى التبصر في ما نحن فيه من شبه قطيعة وانقطاع، بينما تقترب منا نار الجوار، وتدهمنا الاستحقاقات الاقتصادية والمالية والدستورية. لقد أدت السياسة عندنا بحساباتها وانقساماتها ومحاصصاتها الى تهميش كل فعل سياسي نبيل وتنفير الشباب وابعادهم عن الشأن العام أو عرقلة وتأخير كل برنامج أو سياسة هادفة الى التطوير والتقدم والإنماء. لكن عندما يكون ستون في المئة تقريبا من العالم العربي وكذلك لبنان تحت سن الثامنة والعشرين، تصح مقولة إن كل جيل جديد هو شعب جديد. ولأن المستقبل لا يبنى بحجارة الماضي، ولأن قنبلة الشباب توشك على الانفجار، وكي لا يدهمنا المؤجل من المشكلات والحلول ونحن ننتظر جلاء صورة التحولات الاقليمية والدولية، صممنا على تجاوز الواقع الصعب لنبني وقائع جديدة تؤسس لمستقبل مختلف قوامه عنصر الشباب واحتياجاته. فكان انجاز الوثيقة بجهد مميز من وزير الشباب والرياضة وهي تتناول مجمل الجوانب المتعلقة بتحسين فرص المشاركة الشبابية في السياسة والاقتصاد وتحسين مستوى التعليم والصحة وفرص العمل وتحفيز الاندماج الاجتماعي وازالة كل العوائق القانونية والادارية الآيلة الى تهميش دور الشباب في الحياة العامة. لقد ولى زمن الانتظار، فإن عشنا يومنا بالعمل والاقدام، سلم لنا غدنا وإلا فقدنا قيادة المصير. وبدلا من النظر الى الكتلة الشبابية الكبيرة باعتبارها مشكلة ينبغي البحث عن حلول لها، آن الآوان للتعامل معها باعتبارها موردا رائعا ينبغي استثماره ليكون هو نفسه حلا لمشكلتنا شبه المستعصية في السياسة والاقتصاد والاجتماع. وآن الاوان ايضا لتخلي الشباب عن العيش بالوكالة لحساب الآخرين، سواء كان ذلك حزبا او طائفة أو عشيرة أو جماعة او دولة اخرى".
واردف: "إن الشباب صيغة حيوية ودلالة سياسية لا شريحة عمرية فحسب. فالكائن الشبابي الحديث هو انفراد وتمرد ومغامرة وانسلاخ عن كل فكر جماعي وتوحد موهوم. فلا يمكن أن يطالب الشباب بالحرية والكرامة داخل قفص الهويات والفكر الاحادي، ما يؤكد الحاجة الى ثورة ثقافية يكون من بين مهماتها تعميم قيم التنوير وبناء بدائل لثقافة التأييد الاعمى والطاعة والخوف. كذلك فإن انكفاء الشباب الى عقيدة واحدة وسياسة واحدة ولغة واحدة، انما هو السير بعكس التاريخ والمسار العالمي الشامل الذي يبدعه تقصير المسافات ووسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي وتمازج الحضارات والشعوب. واكبر جريمة ترتكب على حساب الانسان في وطننا هي الانغلاق على الذات والابتعاد عن الحوار الحياتي والثقافي والسياسي ما يؤدي الى التجديف الحضاري والتحنيط الفكري والتوتر الاهلي. لقد دخل العالم العربي عصر الثورات والانتقاضات والحركات الشبابية والاضرابات بهدف تحقيق واقع دستوري جديد فيما لبنان السباق في الديموقراطية والحريات والدستور يعاند للدفاع عن تقاليد دستورية لن نسمح بالتلاعب باصولها أو المس باستحقاقاتها ومواعيدها".
وتابع سليمان: "في هذه المرحلة تبحث المجتمعات عن رؤساء لا يصادرون السلطات، وعلى سلطة واحدة تجمع عناصر قوة الدولة وتحترم الفصل بين السلطات. وتريد قادة يحترمون مجالس النواب المنتخبة والقضاء المستقل ومصلحة الوطن لا مصالح اوطان الآخرين. يريد الشباب في المجتمعات الحديثة مطلبا اساسيا هو الكرامة. والكرامة تعني العيش اولا، والعيش لا يكون سوى بالإنتاج والخروج عن البطالة من دون الاتكال على المساعدات والهبات أو
التفتيش عن باب للهجرة والاغتراب. وفي هذا السياق لا بد من الالتفات الى الواقع الخطير الذي اشارت اليه وثيقة السياسة الشبابية التي تحدثت عن أن نسبة الشباب من بين العاطلين عن العمل تبلغ 66 بالمئة في لبنان. صحيح أن واجب الدولة يحتم عليها محاصرة مشكلة البطالة المتفاقمة ومعالجتها، وقد بدأت الوزارات المعنية بلورة خطط تنفيذية في خلال السنوات الخمس المقبلة، لكن ذلك يستوجب ايضا تعاونا من الطبقة السياسية لتخفيف التشنج وتحييد لبنان عن الازمات المتتالية،إذ لا يجوز أن يهدر الشباب سنوات العمر للحصول على ورقة تعلق على جدار في انتظار فرصة عمل لا تأتي في سوق عمل مقفلة ومتراجعة، ما يؤدي الى الاحباط والخيبة والاعتكاف الاجتماعي والوطني. على الدولة ان تواصل العمل لتوفير البيئة المناسبة للشباب وتحسينها في مختلف الميادين. واستيعاب الكفاءات في الادارة وفق آلية تبتعد عن الزبائنية والمحسوبية، ومعالجة مسألة سلسلة الرتب والرواتب بما لا يؤدي الى تعريض الامن المالي والاقتصادي للأذى، وستنفتح آفاق عمل جديدة للشباب في اطار عمل قطاع استخراج النفط وموارده بالإضافة الى تعزيز فرص الاستثمار وتأمين الخدمات اللازمة على أنواعها. وعلى الدولة الاستمرار في الدفع والضغط من اجل توفير مساحة أكبر لاشراك الشباب في العمل السياسي والوطني من خلال وضع الاليات الضرورية للاقتراع اعتبارا من عمر الثامنة عشرة. والترشيح من سن الواحد والعشرين. غير أن واحدا من أهم اسباب الواقع الراهن الصعب أن اللبنانيين منقسمون وراء قادتهم حول شعارات سياسية لا تأخذ في الاعتبار وقائع الازمة الاجتماعية والاقتصادية حيث على السياسة ان تعمل لتجنبها. وبما اننا نقترب من موعد الانتخابات النيابية التي سنصر ونجهد لإجرائها، وحيث أن ميزة الشباب الاقدام على التغيير وعدم الاقامة في الماضي، قد يكون من الضروري الضغط على الاقطاب والمرشحين بالوسائل الديموقراطية بغية انتاج وعي جديد يأخذ في الاعتبار احتياجات الجيل الجديد وتطلعاته لمخاطبة المستقبل بروح التقدم البعيد عن العصبيات التي تنشئ اصوليات أو تحفظ مواقع سياسية أو حزبية أو فئوية. كما لا بد لنا من ان نعمل على اقرار قانون عصري جديد ينسجم مع روح الدستور".
وتوجه الى الشباب قائلا: "لأنكم حررتم لبنان وهزمتم اعتى آلة عسكرية وقهرتم الارهاب ولم تسمحوا بأن يرهبكم أو يكسركم، ولأنكم قررتم في لحظة ربيع استعادة قراركم وحريتكم، ولأنكم بنيتم المغتربات ونجحتم ونشرتم فيها النجاح والعلم والثقافة، من اجل ذلك لا تكونوا يا شباب لبنان صدى الجماعة والجموع او صرخة تردد ما يهتف به الآخرون.
أرفعوا قبضات تمردكم عاليا ولا تقبعوا أو تقعوا في قبضة ملهم او حامل اوهام.
كونوا الكتلة العابرة للطوائف والطبقات والمناطق والمذاهب. كتلة تاريخية تلتقي حول قيم ومبادئ تمهد للعبور الى المستقبل الواعد. لا تقبلوا تقليد اخطاء السابقين وتكرارها بحجة عدم الخروج عن النص الاجتماعي او السياسي المقدس. لا تستسلموا لركوع قابع في نفوس قلقة بسبب الخوف من الآخر او التخويف منه. ارفضوا العيش في الحياة على هامش الحياة او التقوقع في جلباب الصمت والرضوخ. تجاوزوا الحواجز النفسية واكسروا الجدران، لأن تحديد الانسان قائم على انه مجموعة صلات تمتد الى كل انسان، لا تخافوا المغامرة وكسر المحرمات المصطنعة. غادروا الاوهام التي افتعلها محترفو صناعة الاستتباع والديكتاتورية والاستبداد فتتخلصوا من الاوضاع التي فرضت عليكم. لا تكرروا ما فعله جيل الشباب قبلكم، عندما انساق فصار وقود الحرب وضحية التسويات. لا تتورطوا في مغامرات امنية وعسكرية في داخل لبنان وخارجه تحت عناوين او لأجل اهداف غير متوافق عليها وطنيا، ولا تساوموا على السيادة والمبادئ الوطنية المتفق عليها منذ الاستقلال والمكرسة في وثيقة الوفاق الوطني.
كونوا عين المراقبة وجهاز المحاسبة المدني لجميع الفاسدين والمفسدين في الدولة والمجتمع. عاقبوهم بالتشهير والاشارة اليهم بالبنان وحض النيابات العامة على التحرك ضدهم. لا تضحوا بأنفسكم وبلبنان من أجل الآخرين.الزمن ليس حليفنا الى الابد".
وختم: "إن تاريخا ينتهي الآن امام اعيننا في العالم العربي، ولم يتبلور حتى الآن مسار التاريخ الجديد. فعوض الجلوس في قاعات الانتظار، او توقع الانتصار لهذا المحور أو ذاك، علينا القفز فوق الوقائع الآنية من دون تجاهل الواقع، فنعزز مؤسساتنا وننجز الاستحقاقات ونعاود الحوار. فوطننا على موعد مع فرص واعدة في الممارسة السياسية المتحررة من المحاور والتبعية مع بدء مسار استتباب الديموقراطية وتداول السلطة من حولنا، بالإضافة الى تكريس دور لبنان الرسالة مع انتصار الانفتاح على الانعزال والتطرف. وهذا سيؤدي الى ارتفاع معدل النمو والتطور الاقتصادي بالتزامن مع انطلاق عملية التنقيب عن النفط والغاز على اسس شفافة ومتجردة. وهكذا يصبح المستقبل خليقا بجيل الشباب لا بجيل الخريف في عز انتظار الربيع".