"غدي نيوز" – إيليسيا عبود -
استفاق أهالي مدينة زحلة في البقاع الأوسط، على وقع صدمة لم يستفيقوا منها بعد، وسط مشهد بدا في الصور "مرعبا"، فكيف لمن شاهده بأم العين؟
نهر البردوني اصطبغ بالأحمر، وبدا مجراه في بعض الأماكن أرجوانيا، وكأن "دم الإهمال" أريق فيه، وسط فوضى المصانع وإهمال الوزارات والمؤسسات المعنية، لنعيش فصلا جديدا من كارثة ومعاناة، هي في الأساس امتدادا لإهمال لم يبقِ ولم يذر، وضرب قبلا الليطاني من النبع إلى المصب، ولم يوفر نهرا أو ساقية في لبنان الذي صدر الحرف إلى العالم.
حتى الآن، ما يزال الفساد مستشريا كمرض خبيث، ولا من يحرك ساكنا، أما من ائتمنهم الشعب على صحتهم وكرامتهم، فمنشغلون بجولات انتخابية ليجدد لهم الشعب ثقته وولاءه.
العلم: مطرح ما يسري يمري
وتداولت اليوم مواقع التواصل الاجتماعي صورا للبردوني، وتعليقات واستفسارات، الا أن أحدا لا يملك إجابة سوى أن التلوث مصدره المصانع الواقعة في أعالي ومرتفعات من القرى والبلدات القريبة، بانتظار أن تقوم مؤسسات الدولة المعنية بفحص المياه، خصوصا وأن التلوث قد يكون صناعيا، وتترتب عليه نتائج خطيرة على مدينة زحلة ومحيطها في البقاع الأوسط.
لن نستفيض في عرض الكارثة بما هي نتاج الفساد والإهال، وسنكتفي بنقل رأي مواطن بقاعي هاله هذا المشهد، فقد المواطن مروان العلم على صفحته في "فيسبوك" قائلا:
"البردوني بحلّته الأرجوانية.
مجزرة بيئية وصحية بكل ما للكلمة من معنى:
1-بلدية الحِلم ما إلها خصّة!
2-نواب زحلة الحاليين والسابقين ملتهيين بالتشريع وما إلهم خصّة!
3-الوزارات المعنية (الموارد المائية – الزراعة – البيئة – الداخلية – الصحة – الأشغال العامة الخ...) ما إلهم خصّة!
4-المعامل التي تلوثه ما إلها خصّة!
5-أصحاب المجارير وأصحاب التعديات جيران زحلة، كمان ما إلهم خصّة!
كل ما على اللبناني هو أن يأكل ما تسقيه مياه البردوني الملوّثة بكل البقاع ويموت مسرطناً ويشكر دولته دون أدنى مسائلة أو حتى إعتراض.
مطرح ما يسري يمري".
كما و افاد مندوبنا في زحلة، ان النائب العام البيئي في البقاع أرسل القوى الأمنية لإجراء التحقيق اللازم. وقد أظهرت التحقيقات الاولية أن اللون الاحمر ناتج عن صبغة حمراء من احد المصانع في قاع الريم ونحن في انتظار استكمال التحقيق.
هذا و قد أصدرت بلدية زحلة المعلقة وتعنايل، بيانا حول الموضوع جاء فيه: "بتاريخ 24 شباط 2018 وحوالي الساعة الثانية بعد الظهر، لاحظنا اصطباغ مياه نهر البردوني باللون الأحمر، فبادر رئيس البلدية المهندس اسعد زغيب على الفور الى الاتصال بوزير البيئة وطالبه بالتحرك السريع لمعالجة الموضوع، وتواصل معاليه مع المدعي العام الاستئنافي في البقاع منيف بركات. وبناء على توجيهات وزارة البيئة والنيابة العامة توجه وفد من وزارة البيئة برفقة السيد جورج عقل ودورية من أمن الدولة، إلى بلدية حزرتا حيث تبين ان مصدر التلوث صادر من احد المحال فيها. وحتى الساعة تتابع بلدية زحلة بشخص رئيسها وكافة اداراتها المختصة الموضوع لتبيان الحقيقة وعرضها على الرأي العام".