"غدي نيوز" – مروة هلال -
توقف العلماء عند ظاهرة مناخية غريبة، ربما لم نشهد مثيلا من قبل على كوكب الأرض، على الأقل في البعد الزمني لحضارتنا الإنسانية، وهذا ما يعني أن تبعات تغير المناخ ستكون اخطر بكثير من سيناريوهات أعدها علماء ومراكز الأبحاث في العالم.
فأن يشهد القطب الشمالي موجة دافئة في وقت تواجه في أوروبا طقسا باردا، فهذا أمر خطير، يفتح الباب على الكثير من الأسئلة... والهواجس.
انكماش نادر لجليد البحار
وفي هذا السياق، وبحسب وكالة "رويترز"، قال علماء يوم الإثنين 26 الجاري، إن موجة دفء غير معتادة في القطب الشمالي تدفع بتيار من الهواء القطبي قارس البرودة إلى أوروبا ، في مؤشر على نمط غريب من الطقس، ربما يتكرر بوتيرة أكبر بسبب تغير المناخ بفعل النشاط البشري.
وحطمت منطقة "كيب موريس جيسوب" Cape Morris Jesup على الطرف الشمالي لـ "غرينلاند" Greenland الرقم القياسي، بتسجيل درجات حرارة فوق الصفر لمدة 61 ساعة منذ بداية عام 2018، وذلك بسبب انكماش نادر لجليد البحار في ظلام الشتاء القطبي.
وقالت روث موترام، المتخصصة في مجال الطقس بمعهد الأرصاد الجوية الدنمركي: "لم يكن (الطقس) بهذا التطرف قط". ويتحرك الهواء الدافيء شمالا باتجاه الدائرة القطبية الشمالية من اتجاهين، الاتجاه الأول من المحيط الأطلسي، والثاني عبر مضيق بيرنج مما يدفع بالهواء البارد جنوبا.
وتشير حسابات المعهد الدنمركي إلى أن درجات الحرارة في مختلف أرجاء الدائرة القطبية أصبحت الآن أعلى من المعتاد بنحو 20 درجة مئوية عند ثماني درجات تحت الصفر.
أوروبا... طقس مجنون
وفي أوروبا، اجتاحت عاصفة ثلجية نادرة روما يوم الاثنين، ويعتزم بعض رؤساء البلدية في بلجيكا احتجاز المشردين أثناء الليل إذا ما رفضوا المأوى مع توقعات انخفاض درجات الحرارة إلى ما يصل لعشر درجات تحت الصفر خلال الأسبوع.
وبفعل الرياح الشرقية القادمة من ناحية سيبيريا أصبحت درجات الحرارة في مدن مثل وارسو وأوسلو أقل من ثماني درجات تحت الصفر.
وكتب لارس كالشكه، الأستاذ في جامعة هامبورج، تغريدة جاء فيها "يستمر الطقس المجنون بضراوة وثبات مخيف".
ويقول العلماء إن "انكماش جليد المحيط القطبي على المدى البعيد بسبب الاحتباس الحراري العالمي، يكشف المياه الأدفأ تحت السطح، وهذ ما يعمل على ارتفاع حرارة الغلاف الجوي".
وأشار "المركز القومي الأميركي" لبيانات الثلوج والجليد إلى أن جليد المحيط القطبي تقلص إلى حد قياسي في أواخر فبراير شباط إذ بلغ 14.1 مليون كيلومتر مربع، وأصبح أقل من العادي بنحو مليون كيلومتر مربع أي بما يعادل مساحة مصر تقريبا، وفقا لصحيفة "الاندبندنت".