"غدي نيوز" – يارا المغربي -
من منا لم يراوده يوما إحساس غريب بأنه عاش موقفا حاضرا من قبل؟ ومن منا لم يشعر بأن المكان الموجود فيه مألوفا جدا بالنسبة إليه؟ هكذا أطلت صحيف "الدايلي ميل" البريطانية على ظاهرة غالبا ما تؤرقنا وتطرح أمامنا العديد من الأسئلة.
وبحسب المصدر عينه، قد حيرت هذه الظاهرة الغريبة، التي تسمى "وهم سبق الرؤية" أو "déjà vu" باللغة الفرنسية، العلماء منذ فترة طويلة.
مرتبطة بالذاكرة
أطلق هذا المصطلح العالم إميل بويرك في كتابه "مستقبل علم النفس"، ويقسمها بعض علماء النفس إلى ثلاثة أنواع: déjà vécu "تم رؤيته سابقاً", وdéjà senti "تم الشعور به سابقاً" وdéjà visité "تم زيارته سابقاً".
و"ديجا فو" هي الشعور الذي يحس به الفرد بأنه رأى أو عاش الموقف الحاضر من قبل. ويلازم هذه الظاهرة شعور بالمعرفة المسبقة وشعور بـ"الرهبة" و"الغرابة"، أو ما سماه عالم النفس سيغموند فرويد بـ"الأمر الخارق للطبيعة"، كما أن التجربة السابقة التي يُهيأ لنا بأننا عشناها عادة ما تكون زارتنا في أحد أحلامنا، ولكن في بعض الحالات ثبتت بأنه فعلاً ما نشعر بموقف سابق قد كان حقيقة ووقع في الماضي والآن يُعاد.
واستنادا إلى الأبحاث السابقة، التي تبين أن هذه الظاهرة مرتبطة بالذاكرة، فقد أظهر طبيب نفساني معرفي أن "déjà vu" لا تسمح لنا حقا "بالتنبؤ بالمستقبل"، على الرغم من مدى شعورنا الحقيقي.
دراسة حديثة
وفي دراسة جديدة نُشرت في مجلة "علم النفس" Psychological Science، حاولت عالمة النفس، آن كليري Anne Cleary، من "جامعة ولاية كولورادو" Colorado State University، إعادة إنشاء ظاهرة "الوهم الذي يسبق الرؤية" في الطبيعة البشرية، لدراسة المشاعر العفوية المرتبطة معها، حيث تشبه هذه المشاعر إلى حد كبير الإحساس بوجود كلمة على "طرف لسانك".
وقالت كليري: "لا يمكننا أن نتذكر بوعي المشهد السابق، ولكن عقولنا تعترف بالتشابه، تأتي هذه المعلومات من خلال الشعور أننا كنا هناك من قبل، ولكن لا يمكننا تحديد متى أو لماذا".
وكان الباحثون قد أنشأوا في وقت سابقا سيناريوهات الواقع الافتراضي، من خلال استخدام لعبة "سيم" Sims (لعبة إلكترونية من نوع المحاكاة الحقيقية)، لاختبار هذه الظاهرة، وقام الفريق بإنشاء مشاهد لرسم خرائط المشاهد المشاهدة سابقا، ولكنها لم تكن ذات صلة موضوعيا.
وفي الدراسة الجديدة، أنشأ الباحثون مشاهد يتم فيها نقل المشاركين من خلال سلسلة من المنعطفات، وطُلب منهم لاحقا الانتقال من خلال مشاهد رُسمت مكانيا، إلى تلك السابقة، وتحديد الإجابة النهائية.
وتوصلت النتائج إلى أن السبب الكامن وراء هذه الظاهرة، يتمحور حول نظريات نفسية متعلقة بها، بالإضافة إلى التجارب الغامضة المتعلقة بكل شخص على حدة.
يمكن الاطلاع على الموضوع كاملا عن "الدايلي ميل" عبر هذا الرابط:
http://www.dailymail.co.uk/sciencetech/article-5452289/D-j-vu-does-not-help-predict-happen-next.html