"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو -
لعل كثيرين لم يسمعوا بأن ثمة قانونا لحماية الحيوانات والرفق بها بات نافذا بعد أن وقعه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أو أن هناك من لم يقم اعتبارا لا للقانون ولا للدولة وأنظمتها، ليستمر حال البلد متفلتا من ضوابط، فيما نشهد انتهاكات لا تحصى ليس لقانون حماية الحيوانات البرية فحسب، وإنما لقوانين الصيد البري والكسارات وما إلى ذلك من قضايا لما تزل في دائرة العبث والاهمال.
في هذا السياق، وثقت كاميرا مراقبة بالفيديو، إطلاق النار على كلب من نوع Golden Retriever في بلدة مجدليا قضاء زغرتا شمال لبنان.
Brothers to help Animals
وفي التفاصيل، سمع ناشطون في القرية إطلاق نار قرب المنازل وصوت كلب يعوي جراء الإصابة حوالي التاسعة مساء، فاستنجدوا ببعضهم البعض عبر مجموعة في موقع التواصل الإجتماعي "واتساب" وهي مجموعة ناشطين تطلق على نفسها اسم Brothers to help Animals، للبحث عن الكلب المصاب، ولكنهم لم يجدوه، ليعثروا عليه بعد ثلاث ساعات، أي حوالي الثانية عشر مساء قرب أحراج اختبأ بها مصابا بأعداد كبيرة من الخردق، وقاموا بنقله إلى طبيب بيطري صباحا.
وكشفت كاميرات المراقبة قرب منزل المدعو (د. ش. د) قيامه بإطلاق النار من بندقية صيد على هذا الكلب الذي اعتاد ارتياد الحي منذ أكثر من ستة أشهر، وأثناء نومه قرب أحد البيوت التي اعتاد أصحابها على إطعامه، وبعد نقله إلى العيادة تم تصويره بالأشعة، ولم تظهر كل آثار الخردق، فعمد البيطري إلى إزالة الوبر بهدف انتزاع الخردق من أجزاء متفرقة من جسمه وخصوصا كتفيه، وأطرافه الأمامية وخصيتيه، كما تم مداواة عينيه بعلاج خاص حيث أصابهما بعض الضرر.
وقال ناشطون لـ ghadinews.net: "اتصلنا بالقوى الأمنية، وأجابوا بأن الكلب لا صاحب له، فلا يمكننا القيام بأي عمل"!
وأضافوا: "الكلب أليف ونطعمه يوميا، ولا يؤذي أحدا، ومضى على وجوده في الحي عدة أشهر"، وأشاروا إلى أن "الكلب يعاني من جراحه، وسيحتاج علاجا بالمضادات الحيوية، وقد تبرع لنا العديد من المهتمين بثمن علاجه وتعقيمه"، وأكدوا أن "المخالفة الأكبر هي إطلاق النار في وسط حي سكني وهي مخالفة يعاقب عليها القانون أيضا، فضلا عن إطلاق النار على الحيوانات".
برسم فخامة رئيس الجمهورية
وأثنى الناشطون على متابعة المساعد الفني البيطري في وزارة الزراعة في الشمال الدكتور فرانسوا الشدياق هذه الحالة عبر الهاتف، منذ حادثة إطلاق النار حتى إيجاد الكلب، وأوصى بعلاجه لدى الطبيب البيطري شادي ناهوم وبأسعار الوزارة، لتغيب الطبيب البيطري جاد النشار بداعي السفر والذي يتابع عادة كافة الحالات من هذا النوع.
وأمام هذا الأمر، ومع تكرار تسميم وإطلاق النار على الكلاب الشاردة نتوجه إلى الجهات المعنية بهدف وضع الصور والفيديو المرفق، برسم فخامة رئيس الجمهورية الذي وقع العام الماضي على قانون حماية الحيوان والرفق به، ومستشارة الرئيس للأمور البيئية كريمته كلودين عون روكز، والجهات المعنية من قوى أمن داخلي وغيرها للقيام باللازم وأمام الرأي العام، لفضح هذه الممارسات الخطيرة بحق الحيوان وما يمكن أن تشكله من خطر على الإنسان، كما تظهر هذه الحادثة كيف أن المجتمع المدني ومتابعته مؤازرا من قبل المؤسسات الحكومية يمكنه إنجاز الكثير.