"غدي نيوز" – قسم الطاقة المتجددة -
يعد قطاع الطيران واحدا من أكثر القطاعات المعنية والمتسببة بأزمة المناخ العالمية، حيث يتحمل المسؤولية عن تصاعد نسب الاحتباس الحراري بنحو خمسة بالمئة، وذلك عبر انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون وغيرها من المواد الملوثة مثل أوكسيد النيتروجين وبخار الماء، بحسب ما أشارت وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب).
وفيما يتوقع أن يتضاعف عدد ركاب الطائرات بحلول 2036 ليبلغ 7.8 مليار مسافر، يسعى قطاع الطيران إلى تخفيض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون الصادرة عن أسطوله إلى النصف بحلول 2050 مقارنة بعام 2005.
التركيز على الابتكار
ومن حكومات الدول إلى شركات الطيران، مروراً بمصنعي الطائرات والمحركات، يعكف القطاع برمته على حل هذه المعادلة الصعبة خشية أن تتلطخ سمعته على نحو أكبر على الصعيد البيئي، عن طريق التركيز على الابتكار في تقنيات الدفع الكهربائي.
وتطمح النروج، أكبر منتج للوقود النفطي في أوروبا الغربية والدولة الرائدة في مجال وسائل النقل الكهربائية، لتنفيذ كل الرحلات القصيرة التي لا تتعدى مدتها الساعة بواسطة مركبات كهربائية في نحو 20 عاماً، ضمن طموحها لأن تكون مركباتها الجديدة كافة معدومة الانبعاثات اعتباراً من 2025.
وأكد رئيس "شركة أفينور" المكلفة بتشغيل المطارات العامة في البلد، داغ فالك بيترسن، أن "كلّ وسائل النقل ستتحول إلى مركبات كهربائية في النروج بحلول2040 ، وأنا لا أشك في ذلك أبداً".
وأوضح فالك بيترسن "إن مصنعي الطائرات باتوا يدركون أهمية اتخاذ خطوات كهذه وإلا فسيأتي من يأخذ مكانهم كما فعلت (تيسلا)، في إشارة إلى الشركة الأميركية الرائدة في مجال السيارات الكهربائية التي غيّرت المعادلة في قطاع السيارات التقليدي.
خطوة صائبة
بالتعاون مع الشركة البريطانية "رولز رويس" والألمانية "سيمنز"، تطور مجموعة إيرباص طائرة تجريبية كهربائية هجينة من المرتقب إطلاقها عام 2020.
وأفاد مسؤول في "إير باص" غلين ليويلين، بأن "تخزين الكهرباء هو من أكبر التحديات، ولكن تقنية البطاريات تستقطب أكبر نسبة من الاستثمارات في العالم على الأرجح، لذا من المرتقب أن يتطوّر الوضع".
وتنوي شركة "زونوم ايرو" الناشئة التي تحظى بدعم الأميركية "بوينغ" تسويق طائرة كهربائية هجينة تتسع لاثني عشر شخصاً، اعتباراً من 2022 قبل التوسّع في هذا المشروع.
وأشار مؤسس الشركة مات كناب إلى سعيها لتحديد سعر يوازي السعر المعتمد للطيران اليوم، مؤكداً أن تكاليف التشغيل ستنخفض بنسبة 60 إلى 70 بالمئة.
وتبدو الطائرات الكهربائية خطوة صائبة لجني الأرباح، خصوصاً أن الوضع السائد حالياً ربما يؤدي على المدى الطويل إلى فرض عقوبات على القطاع بسبب الأضرار التي يلحقها بالبيئة، من قيود وضرائب إضافية.
كما أن تقنية الدفع الكهربائي تسهم في تخفيض الضجيج إلى حد بعيد، ما يسمح بتصميم مسارات جوية قريبة من المدن ومفتوحة على مدار الساعة، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.