"غدي نيوز" – أنور عقل ضو -

"عَـــــلِّقْ عالشَّمس... كهربا 24/24"، إعلان استوقفنا على إحدى الطرق الجبلية، رغم زحمة إعلانات المرشحين للانتخابات النيابية.

الإعلان حمل أولا فكرة لَــمَّاحة وذكية لإعلان بيئي بالدرجة الأولى: "عَـــــلِّقْ عالشَّمس"، وثانيا أكد اهتمام القطاع الخاص بالطاقة البديلة، وأثبت قدرة هذا القطاع على مواكبة التحديات البيئية، ونحن بدأنا نعيش بعض تبعاتها في لبنان كما في سائر دول العالم، لا سيما في ظل ما شهدنا ونشهد من تغيرات مناخية لم نعرف مثيلا لها من قبل، من موجات جفاف ناجمة عن تراجع غير مسبوق في نسبة المتساقطات لسنوات (2011-2012-2013-2014)، ويضاف إليها سنة 2018.

من ناحية ثانية، استحضر الإعلان غياب الدولة وعدم قدرتها على مجاراة التحول العالمي نحو الطاقة الخضراء كخيار وحيد، ليس في مواجهة التغير المناخي فحسب، وإنما في مجال خفض فاتورة الكهرباء التي تكبد الخزينة نحو مليار دولار سنويا، فضلا عن الحد من أسباب التلوث، وما ينجم عنه من ارتفاع فاتورة الاستشفاء بسبب الأمراض المرتبطة بالهواء الملوث.

مرة جديدة يؤكد القطاع الخاص حيوية نفتقدها على مستوى أداء مؤسسات الدولة الغائبة عن مبادرات في مجال تعميم استخدام الطاقة المتجددة، أبعد من خطوات خجولة لا ترقى إلى مستوى ما نطمح إليه كمواطنين.

وفي العودة إلى الإعلان إياه، دعوة واضحة إلى المواطن والدولة في آن، لضبط "التعليق" على شبكة الكهرباء، والـ "تعليق عالشمس" لنرتقي إلى فضاء يؤمن مستقبلا يليق بأبنائنا وأحفادنا.