"غدي نيوز" – سوزان أبو سعيد ضو -
يعد التلوث الناجم عن المخلفات البلاستيكية بسائر أنواعها ومكوناتها، واحدا من أهم التحديات الكبيرة التي تواجه البشرية في وقتنا الحالي، نظرا لمخاطره الواسعة على مختلف نواحي الحياة، ومنها بشكل خاص النظم البحرية والبرية في مختلف أرجاء العالم، والإنسان هو جزء من هذه النظم، وبدأ يدفع ثمن ما اقترف من أخطاء يوم قرر استخدام البلاستيك دون محاذير وضوابط، بحثا عن رفاهية "متوهَّمة"، تبين مع الأيام أنها مكلفة، ويتحمل تبعاتها من صحته ومستقبله، فضلا عن تدمير بعض أشكال الحياة في محيطه الحيوي.
وفي هذا السياق، جاء شعار "يوم الأرض" لهذا العام الذي احتفل به العالم يوم أمس الأول، ليحث على الحد من استعمال البلاستيك، وإنقاذ البحار والمحيطات بشكل خاص من المخلفات التي تدمر الموائل البحرية.
وتعد أزمة النفايات خصوصا البلاستيكية منها سببا في نفوق العديد من السلاحف والكائنات البحرية في لبنان والعالم، فقد تم توثيق هذه الظاهرة في مناطق عدة من لبنان، فضلا عن نفوق حوت ضخم في جنوب إسبانيا خلال العام الماضي، كذلك الأمر بالنسبة للطيور البحرية.
مهددة بالانقراض
وفي هذا المجال تواصل معنا ناشطون من مدينة طرابلس بعد أن وثقوا بالفيديو، سلحفاة نافقة قبالة الشاطئ، يرجح أنها من نوع "كاريتا كاريتا" Caretta Caretta، أو "السلحفاة ضخمة الرأس" المهددة بالإنقراض، وأشاروا في الفيديو إلى أن السلحفاة علقت في شبكة صيادين، كما شوهدت أكياس بلاستيك حولها، ما يمكن أن يكون سببا في نفوقها.
وتتعدد أسباب حالات نفوق السلاحف، فبعض الصيادين يعمد إلى قتلها كونها تعلق في شباكهم وتمزقها وقد تنافسهم على الأسماك، فضلا عن تعرضها لضرب مباشر، أو اصطدام بمركب أو بسبب استخدام الديناميت والسموم، وصولا إلى اختناقها نتيجة ابتلاع أكياس النايلون، ذلك أن السلاحف تلتهم هذه الأكياس ظنا منها أنها قناديل بحر، كما أن صنانير الصيد تساهم بإصابتها بجراح قد تؤدي إلى التهابات تنتهي بموتها.
وأهابت "جمعية غدي" وموقعنا ghadinews.net بالناشطين التواصل مع أي جهة معنية في حال مشاهدة سلحفاة تواجه حالة حرجة، أو أي حالة نفوق، بهدف تحويلها إلى مختصين لمعرفة الأسباب التي أدت نفوقها، بهدف تجميع قاعدة بيانات تساهم بالحفاظ على هذه الثروة النادرة التي يتميز بها بحرنا.